بقلم/ محمد يوسف
سقط الفيتو، لم تستطع مندوبة الولايات المتحدة أن ترفعه، وانتصرت الإنسانية في مجلس الأمن الدولي.
لا نقول ذلك فرحاً، فالقرار لا قيمة له ما دامت حكومة التطرف هي الموجودة في الجهة الأخرى، حيث القوة المفرطة، والاستعلاء على العالم كله، والأمم المتحدة لم تفرض قراراتها على إسرائيل منذ 1948 وحتى اليوم، وأدراجها مكتنزة بالأوراق الحاملة للأرقام، منذ قرار التقسيم إلى قرار وقف إطلاق النار، مروراً بقرارات 67 و73 و78 و82، كلها نقعت في الماء ولم تجد من يشربها!

ومع ذلك، كان قرار الاثنين نقلة نوعية، تحمل في طياتها «دفعة معنوية»، افتقدناها منذ عقود، وبالتحديد منذ عهد رونالد ريغان الذي سلم من لا يستحق حق الإملاء وفرض الأمر الواقع، وبايدن ليس مختلفاً عن الذين سبقوه، ولكنه خضع لمتطلبات العصر الذي يعيش فيه، وهو عصر أصبحت «كواليسه» مكشوفة، وألاعيبه مفضوحة، ما اضطره إلى تغيير سلوك التبعية، رغم أنه الكبير، الآمر الناهي في كل العالم، والضعيف الذي يفتقد الإرادة مع إسرائيل، وفعل كل شيء من أجلها طوال ما يقارب ستة أشهر، أيد وسلح وساند وأرسل قوات حماية بحرية، ورفض ثم رفض مشاريع قرارات أممية، واتبع كل فيتو بفيتو، حتى أصبح هو وإدارته معزولين عن بقية العالم، وسمع من قادته كلاماً ما كان أحد يجرؤ على قوله قبل مأساة غزة والاستهتار الذي مارسته إدارته بالقوانين الدولية والمبادئ التي تحقق الاستقرار الدولي، وفي الداخل كان حزبه يخسر في كل يوم مجموعة جديدة من المؤيدين، وهو المقبل على انتخابات رئاسية يحتاج فيها إلى كل صوت.

إنها صحوة متأخرة، ومحاولة لتدارك الأخطاء قبل فوات الأوان، ربما تنفع بايدن وتعيده إلى البيت الأبيض أربع سنوات أخرى، وهذا لن يتم إلا إذا استرجع قراره من نتنياهو و«شلته» المتطرفة، وفرض عليهم تنفيذ القرار بوقف إطلاق النار، وفتح كل المعابر والموانئ للمساعدات، والعمل على حل الأمور المعلقة بخصوص المخطوفين والمعتقلين، وإجباره على إنهاء الحرب تمهيداً للذهاب إلى مفاوضات الحل النهائي.

نقلاً عن البيان

حول الموقع

سام برس