سام برس
بوركتِ أرضاً من دماها تُخصِبُ
شعر : د. أحمد قايد الصايدي

قد يصدقُ الخبرُ المُذاعُ ويكذبُ
فلكلِّ قولٍ غايةٌ أو مطلبُ

دع ما يريبُك من كلامٍ معلَنٍ
ما دامَ يُطلقُه الدعيُّ المذنبُ

وانظر إلى صورٍ تفيضُ بشاعةً
لا تخفيَ الجرمَ الجليْ، لا تحجبُ

صورٌ تروِّعُ من يرى أهوالَها
تُبكي الضميرَ ويفلتُ المتسبِّبُ

في تل أبيبَ عِصابةٌ محميةٌ
في ظلِّ أمريكا تُبيدُ وتَسلبُ

ليست معاركَ ما تخوضُ غمارَها
كلاَّ ولا حرباً لها ما يوجبُ

بل شهوةُ القتلِ التي في طبعِهم
فاقوا بها النازيَّ لمَّا جُرِّبوا

كلُّ الحروبِ تُخاضُ وفقَ قواعدٍ
إلَّا همُ فالأصلُ أن لا يُغلَبوا

مذ فكَّرَ الغربُ اللئيمُ بجلبِهم
كم قتَّلوا كم شرَّدوا كم خرَّبوا

قد زيَّفوا التَّاريخَ كي يستأثروا
بالأرضِ دون أُناسِها، كي ينهبوا

لم يكتفوا بالأرضِ خالصةً لهم
بل للمزيدِ تجهَّزوا وتأهبوا
والغربُ يرعى شرَّهم ويُديمُه
يُرضي هواهمْ، شرَّقوا أو غرَّبوا
المالَ والتَّسليحَ يُعطي صاغراً
والكذبُ في إعلامِه لا ينضبُ
ويح الألى منَّا أطالوا نومَهم
كي لا يروا أو يسمعوا أو يرقبُوا
قامت شعوبُ الأرضِ ضجَّت كلُّها
هلَّا أفاقَ نيامُنا واستوعبوا؟
ما للحكوماتِ اليعْرُبيِّةِ صمتُها
عجبٌ، والفعلُ منها أعجبُ!!
تبدي الحميَّةَ للقضيةِ ظاهراً
وتخونُها في السرِّ، بئسَ المذهبُ
ما للقضيةِ غيرُ عزمِ مُقاومٍ
بيقينِهِ يمضي ولا يتهيَّبُ
سَلِمتْ يداهُ وبُوركتْ أفعالُه
لولاهُ ما بقيت شآمُ ويحصبُ
في وجهِ أعداءِ الحياةِ مقاتلاً
لا ينثني جبناً ولا يتهرَّبُ
يهوى الشَّهادةَ، إن دنَت أهلاً بها،
دنياهُ دون كرامةٍ لا تُحسبُ
يحميه ربُّ العرشِ من أعدائِهِ
ومن الذين مع العدوِّ تعصَّبوا
مهما أقولُ فلن أضاهي فعلَه
الفعلُ أجلى في الحروبِ وأصلبُ
أقوالُنا صوتٌ وحبرٌ سائلٌ
والفعلُ زاهٍ بالدِّماءِ، مخضَّبُ
يا غزةَ الأبطالِ فِعلُكِ مُعجزٌ
بوركتِ أرضاً من دماها تُخصِبُ
بوركتِ أرضاً في ثراها أينعت
أسطورةٌ تُسبيْ الخيالَ وتُلهبُ

صنعاء، أبريل 2024م

حول الموقع

سام برس