سام برس / متابعات
القاهرة - ابتسام عبد الفتاح 24
أكد الناطق الإعلامي ومؤسس حركة " تمرد قطر " ، المعروفة باسم الحركة الشبابية لإنقاذ قطر خالد الهيل، أن حكومة بلاده قد أصابها الفزع والهلع بمجرد الإعلان عن تدشين الحركة من مصر، لاسيما أن الحركة بدأت في استقطاب العديد من الشباب القطري المعارض لسياسات النظام الحاكم في قطر.

وكشف الهيل في حوار خاص لـ 24، عن أن هناك 23 ألف قطري يُعارضون سياسات الأمير تميم بن حمد، مؤكداً أن الحركة تؤيد وتدعم جميع السياسات التي انتهجتها دول الخليج تجاه قطر، بما فيها قرارات اعتبار الإخوان جماعةً إرهابيةً.

ولفت أن النظام القطري يتعامل بقمعية شديدة، ويناهض حرية الرأي والتعبير، بدليل أنه هاجم واستنكر الحركة واتهم مؤسسيها بالخيانة لأنهم يريدون الإصلاح، وهدد أعضاءها باعتقالهم والتحقيق معهم من قبل أمن الدولة، ووضعهم في السجون.

وأضاف أن مطالب الحركة هي الإصلاح الديمقراطي في نظام إمارة دستورية، وإعادة قطر لأمتها العربية، مؤكداً أن "رد فعل النظام القطري اتجاه مطالبنا بالإصلاح هو فتح المعتقلات بسجون أمن الدولة"، مضيفًا: "وصلتنا العديد من التهديدات"، وإلى نص الحوار.

متى تأسست الحركة وما هي أهدافها؟
الحركة الشبابية لإنقاذ قطر هي جبهة مُعارضة للحكومة القطرية، مُشكّلة من مجموعة من الشباب المعارض، وتأسست في عام 2010، وكان هدفها في البداية أن تجمع 500 توقيع على الاستمارة الخاصة بالحركة، لكنها لم تتمكن سوى من جمع 312 توقيعاً، لكن عدد المعارضين لسياسات الأمير تميم بن حمد وصل عددهم إلى 23 ألفاً، وهؤلاء بحاجة إلى تنسيق وترتيب أوراق فيما بينهم، وضرورة دمجهم داخل كيان واضح، ومن هنا رأت الحركة أنها يجب أن توحد صفوفهم، وتقوم بدورها في تجميعهم على هدف واحد، لكن للأسف في المؤتمر الذي عقد في القاهرة للإعلان عن تدشين الحركة، لم يتمكن معظم أعضاء الحركة من الحضور، نظراً للتضييق الأمني عليهم في الدوحة.

ذكرت أن هناك استمارةً تخص الموقعين على الحركة، فما هي ملامحها؟
تعتبر هذه الاستمارة "ميثاق شرف" بين الأعضاء، لكي يتعارفوا على بعضهم البعض، ولمحاولة تقريب وجهات النظر والرؤى، ومعرفة نقاط القوة والضعف التي يتمتع بها النظام القطري، للمطالبة بإصلاحه، ودعمه في نقاط القوة.

ما هو سبب تأسيس الحركة؟
كما ذكرنا في البيان التأسيسي لتدشين الحركة في القاهرة، فإن الله أنعم على قطر بنعم لا تُحصى، وبالتالي يجب أن تؤمن للمواطن حياةً كريمةً ومستقرةً يملؤها العدل والإنصاف في توزيع الثروات، لا أن يتم توزيعها على مجموعات مقربة من النظام، تستغل نفوذها في العبث بالمال العام، وهو ما يُعد جريمةً في حق المواطن، ليس هذا فحسب بل إننا شعرنا أن المواطن القطري أصبح غريباً في وطنه، مقيداً في حريته الفكرية والسياسية، حيث أصبح يتحاشى التحدث عن حقوقه وحرياته وما يكمن في قلبه، خوفاً من أن تطوله أيادي الأجهزة الأمنية القمعية، والتي تختص بإرهاب الناس وتكميم أفواههم، في قضايا الرأي العام والقضايا التي تختلف مع توجهات السلطة، فقصيدة لشاعر تتسبب في زجه في السجن مدى الحياة، لذلك قررنا أن نكون معارضين للظلم والقهر.

وهل توجد أسباب أخرى دعت إلى تأسيس الحركة؟
حينما يصبح المواطن مُقيداً في حريته الفكرية والسياسية، ولا يستطيع أن يطالب بحريته، بالتزامن مع وجود قمع أمني وبوليسي، لإرهابهم وتخويفهم، وإخراس ألسنتهم حتى لا يطالبوا بحريتهم الفكرية التي سلبتها الدولة منهم، هنا وجب علينا تأسيس حركة شبابية، تتحمل مسؤولية الإصلاح، كبداية لإخراج قطر إلى عهدٍ جديد مبني على حرية التعبير بحيث يكفل حق كل مواطن في الإصلاح، والبدء في محاسبة كل مجرم عبث بالمال العام ومصالح الوطن.

وما هي أبرز مطالب الحركة؟
نحن لا نطلب أكثر من الإصلاح وتطبيق الديمقراطية في الوقت الحالي، حيث إننا نُريد قطر إمارةً دستوريةً يشملها القانون، كما نتمنى إعادة قطر إلى أحضان الأمة العربية، خاصةً بعدما أغضبت الكثير من جيرانها وأشقائها العرب، لأن قطر الآن تعيش في عزلة سياسية غير مسبوقة، وهذا لا يُرضي شعبها على الإطلاق.

وكيف يمكن تحقيق الديمقراطية في بلادكم؟
يجب أن يكون هناك برلمان يعبر عن آمال وطموحات الشعب القطري، يملك سلطة المحاسبة والتشريع، حتى لا يتحكم رجل واحد في مصير البلد، وسوف نعلن في بيان رسمي عن مطالبنا عقب الانتهاء من انتخابات مجلس شورى المعارضة بالخارج، والتي سوف يصوت بها 45 شخصيةً وسيتم الإعلان عن أسمائهم.

لماذا لم يستجب النظام الحاكم في قطر لمطالب الحركة؟
نحن حركة إصلاحية تريد التغيير بالطرق الديمقراطية، وننادي بإصلاح ما أفسده القائمون على الحكم، ومن الطبيعي أن تلقى دعواتنا المزيد من الرفض، لاسيما في ظل تزايد الأعداد المنضمة إلى الحركة، عموماً لن نهدأ حتى تتحقق مطالبنا، وسنسعى إلى كل الطرق الممكنة لتحقيقها، لأننا نريد الإصلاح لا العنف.

وما هو رد فعل الحكومة القطرية على مطالبكم؟
النظام القطري قابل مطالبنا بالرفض والهجوم والاستنكار، بل وصل الأمر إلى التهديد بفتح المعتقلات وسجون أمن الدولة، رافضين حتى التفاوض، مستغلين أن الشعب القطري لا يعرف معنى الديمقراطية، أو معنى أن تكون حراً، بلا إعلام سياسي أو تدخلات من أية جهة، لكننا نريد أن نعيش سوياً ونستمع إلى بعضنا البعض، دون تدخل في شؤون البلاد المجاورة، كما أنه لا يجوز أن ندعم الإخوان بعد إعلانها جماعةً إرهابيةً من جانب مصر ودول الخليج.

وهل توقفت هذه التهديدات؟
ما زالت مستمرة حتى الآن، حتى إنني شخصياً لم أسلم من هجوم وضغوط من العائلة والأصدقاء في قطر، ووصل الأمر إلى اتهام الحكومة القطرية لي بالخيانة رغم أني لم أطالب بإسقاط النظام لكني طالبت بالإصلاح فقط، كما وجهت لنا اتهامات بأننا ندعم ونوالي مصر، وليس قطر، إذاً فهناك حرب ضروس تشن علينا، دون مبرر، كل هذا بسبب أننا مُعارضة إصلاحية وليست انقلابية، لكن في الوقت نفسه هذا يعزز موقفنا، ويؤكد أننا حركة قوية.

هل يوجد معتقلون سياسيون داخل سجون قطر؟
بالفعل هناك أعداد كبيرة من المعتقلين، بسبب تعبيرهم عن آرائهم، الأمر الذي يتناقض مع حرية الرأي والتعبير، ولكن ليس لدينا إحصائيات أعداد في الوقت الحالي بالضبط.

وما هي الخطوات المقبلة التي تسعى الحركة إلى تحقيقها؟
أهم القضايا التي تهم الحركة في الوقت الحالي، هي وضع خطط زمنية لحل الأمور المعلقة التي ترتبط بالصالح العام للشأن الداخلي، ووضع الحلول العاجلة، والتي يأتي في مقدمتها تحقيق العدالة الاجتماعية للمواطنين، ووضع خطة عمل تضمن الاستقرار لحياة المواطن القطري، ومن هنا نناشد القطريين بضرورة المشاركة الفعالة في إصلاح البلد بالأساليب الديمقراطية، وسوف يتم إصدار بيان رسمي للحركة، يتضمن كافة مطالب المعارضة في مؤتمر صحافي عالمي، عقب الانتهاء من انتخابات مجلس الشورى للمعارضة القطري بلندن.

من الذي يدعمكم؟
الآن لا تدعمنا أية دولة أو جهة في العالم، والمعارضة القطرية تعتمد على الدعم الشخصي لأعضائها.

هل تم الاتصال بينكم وبين أية دولة عربية؟
بالفعل، جاءتنا العديد من الاتصالات من شخصيات ومسؤولين كبار بالدول العربية، أعلنوا دعمهم لنا.

أين تجتمع المعارضة القطرية الآن؟
لا يُمكن ذكر مقار اجتماعاتنا، لدواعٍ أمنية، علاوةً على الضغوط التي تُمارس علينا من قبل الحكومة القطرية، لكننا سوف نعلن عن أماكن تواجدنا بعد استقرار مقرات الحركة في عدة دول.

البعض ينتقد إعلان حركة المعارضة من خارج قطر فما ردكم؟
إننا كمعارضة مُتواجدين ولدينا قوى داخل قطر، لكن النظام القطري يقمع الحريات، ويعتقل المنادين بالإصلاح، لذلك فإننا ننتوي بمجرد الانتهاء من الإعلان عن حركة المعارضة، أن نقوم بفتح ملف المعتقلين السياسيين.

هل هناك شخصيات بارزة بالمعارضة؟
نعم، هناك شخصيات بارزة ذات نفوذ، منهم شخصيات من داخل الجيش القطري، وما زالوا في الخدمة.

هل تتوقع انحياز الجيش القطري للمعارضة القطرية؟
الجيش القطري هو جيش وطني، وانضمام عناصر منه إلى الحركة هو مقدمة إلى انحيازه ودعمه لنا، لكن لن يتم الإعلان عن أسمائهم لأنهم ضمن النظام الحالي، وسيتم الإعلان عنهم في الوقت المناسب.

هل تواصلت معكم الإدارة الأمريكية؟
لا، لم يحدث ذلك، كما أننا لم نحاول التواصل مع أمريكا أو الغرب.

ولو تم الاتصال بكم هل ستستجيبون للتحدث معهم؟
نحن ننتهج الديمقراطية، ونعلي مبادئها، وسنفتح أبوابنا للحوار معهم.

ما رأيك في الأزمة بين دول الخليج وقطر؟
دول الخليج تعتبر بمثابة الأهل بالنسبة لنا وللشعب القطري، ومشكلتها فقط مع الحكومة القطرية الحالية، نحن كحركة معارضة نؤيد سياسات دول الخليج التي تنتهجها تجاه قطر، فلا يُعقل أن الجميع يجتمعون على شيء واحد ويكونون على خطأ، فغير مقبول أن تعلن دول الخليج أن جماعة الإخوان جماعةً إرهابيةً وفي نفس الوقت يتم استضافتهم من جهة الحكومة القطرية الحالية.

ماذا عن الأزمة بين قطر ومصر بعد 30 يونيو وما شعور الشعب القطري تجاه ذلك؟
العلاقات بين مصر والحكومة القطرية متأزمة، والذي ساعد على ذلك هي قناة الجزيرة والسياسة القطرية، ونحن كحركة نتمنى عودة العلاقات بين البلدين، خصوصاً في الوقت الحالي، كما نتمنى أن تكف قناة الجزيرة عن سياستها التي تنتهجها ضد مصر، وألا تكون الذراع الإعلامية لوزارة الخارجية القطرية.

وما رأيك في دعم قطر للإخوان؟
أمر مرفوض، ويجب أن يتوقف النظام القطري عن دعم جماعة الإخوان، وأن يحترم رغبة الشعب المصري، ومن هنا أستغل هذا المنبر في أن أوجه التهنئة إلى الشعب المصري على اجتيازه الاستحقاق الثاني من خارطة الطريق، وإتمامه للانتخابات الرئاسية بسلام، ونجاح في إطار من الشفافية والنزاهة.

هل سيكون من ضمن مطالبكم طرد الإخوان من قطر واعتبارها جماعة إرهابية؟
في الوقت الحالي لن نصدر بياناً من الحركة للمطالبة بذلك، ولكن كل ما اتفقت عليه دول الخليج من سياسات تجاه الإخوان فنحن نؤيدها وندعمها.

متى سوف يصدر البيان الرسمي للحركة؟
البيان رقم 2، سوف يصدر بعد فترة ونطالب فيه بطرد الإخوان من قطر، واعتبارهم جماعةً إرهابيةً، وسوف نصدر بياناً بأسماء الأعضاء قريباً، وبعد أن تستقر الحركة، وتحقق أهدافها المبدئية، سننظر قضية الإخوان في قطر.

هل سيتم عقد مؤتمرات بالدول العربية؟
ذلك مؤكد، فهناك اتفاقات وتفاهمات، بعقد مؤتمرات في 12 دولة عربية وسوف يفتح بتك الدول مقرات بالحركة.

حول الموقع

سام برس