احمد عبدالله الشاوش
مازال الشعب اليمني يدفع ثمناً باهضاً ، نتيجة للسياسات الخاطئة لمراكز القوى المتسلطة وفي طليعتها الاحزاب الدينية والتقدمية ، والشخصيات القبلية النافذة التي سوقت الاوهام وانحرفت عن المبادئ النبيلة ، وماتزال القوى الطاغية باختلاف مشاربها وألوانها السياسية تتوارث السلطة والدولة والثروة وأدوات القمع التي ترتكز عليها وتسيطر على المشهد السياسي ،تحت ايقاعات ونغم الحفاظ على الثورة والوحدة والديمقراطية ، ويافطة الدولة المدنية ، وقناع الاسلام ، لانجرا رها نحو التبعية الاقليمية والدولية يوماً بعد يوم واللهث وراء المال ، والى عهد قريب كانت الغالبية العظمى من تلك القيادات تتمتع بشيء من الحياء وتدافع عن الثوابت ، بدليل اعتبارها السيادة الوطنية خط " أحمر " رغم تأثرها بسياسة " العم سام " و " الدب الروسي " و " شمال الشمال " وغيرها من الدول المؤثرة لأنها كانت ترتكز على مبادئ فكرية راسخة وأيمان مطلق بالمثل السامية .
غير أن واقع اليوم المرير والمخزي والمحزن كشف للعيان مدى الوقاحة والجرأة والإفراط في التبعية للقوى المريضة وانسلاخها عن المثل العلياء المنادية بالتحرر ودولة المؤسسات وتحقيق العدالة الاجتماعية و التنمية باعتبارها الرقيب وظل الدولة ، إلا أنها مع الاسف الشديد انصهرت في مستنقع الحكام واللهث نحو تحقيق ملذاتها وشهواتها ، مما جعل من تلك القيادات الاسنة محل احتقار الشعب .
وما ان تشعر تلك القوى بإحساس المواطن بالقليل من حالات الامن والاستقرار والبدء بتحقيق جزء من التنمية والانتعاش ، حتى تسارع بكل ماأعطيت من قوة الى صناعة الازمات وتفجير الاوضاع هنا وهناك والخروج على الحاكم التي كانت أساساً في أفساده والتأثير على قراراته ولسان حاله وأحد أدواته القمعية لترويض القوى الاخرى ،وتحريك الشارع والتقدم في الصفوف الاولى للثورة وحجز مقاعد الثوار والتأمر عليهم هروباً من السقوط والمحاكمة ، ومن ثم الاستئثار بالسلطة وتقاسم الثروة من جديد عيني عينك !! بإرادة إقليمية وصميل دولي لاتهمه الامصالحة ، رغم العبث والدمار التي ألحقته بالبلاد والعباد .
فهل آن الاوان لمراكز القوى العابثة باليمن ترك المشهد السياسي للهروب من هلاك ثورة شعبية قادمة لاترحم ولا تذر ... ؟ أملنا كبير

shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس