أحمد عبدالله الشاوش
المتابع لمجريات المشهد السياسي في اليمن منذ الاثنين الماضي الذي دعا فيه رئيس جماعة " أنصار الله " السيد عبدالملك الحوثي عبر " قناة المسيرة " كافة أبناء الشعب اليمني الخروج للتظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات للتعبير عن الرفض القاطع لقرار الجرعة القاتلة وإسقاطا للحكومة الفاسدة ، يلحظ مدى تقبل وتلبية غالبية الشعب اليمني الذي يرزح تحت خط الفقر والجور والرعب وطواغيت الفساد ، لدعوة رئيس أنصار الله ، للخروج الى ساحات التغيير والشوارع للتعبير عن حالة التذمر ، رغم عدم ايمان البعض برؤية وافكار جماعة الحوثي ، حيث مثلت المسيرات المستمرة والصرخات المنددة بالفساد والتهديد بخيارات أخرى حالة من الرعب للدولة وزلزلت كيانها وأفقدها توازنها، لاسيما بعد أن أشتد الحصار والخناق عليها من خلال انتشار الالاف من الانصار والمؤيدين الغاضبين والمكويين بنار الاقصاء والتهميش وتردي الخدمات وانعدام الاستقرار ، ومما زاد الهلع هو وجود سيناريو تصعيدي للمسيرات والاحتجاجات مروراً بالاعتصامات والتخييم بالضواحي والتحكم بالمنافذ وتضييق الخناق على العاصمة صنعاء.

وللشعور بزلزال " أنصار الله " على الارض ،الذي استطاع أن يطغى على الساحة السياسية اليمنية بعد إسقاط محافظتي صعده و من ثم عمران وتدمير نفوذ أولاد الاحمر ،ووراثة مواقع ودشم وثكنات " حزب الاصلاح " ، وتهجير " سلفيي دماج " والزحف نحو مأرب والجوف ، ومداعبة محافظة حجة،وإخفاقات المشترك ، وبراغماتية المؤتمر الشعبي وتفرجه على المشهد السياسي المرعب بكل أريحية ، كل هذا جعل من أنصار الله رقماً صعباً في الشارع اليمني والدول الاقليمية بعد استثمار السيد للأوضاع السيئة والمعاناة الشعبية وحالت الاحتقان والسخط العام القابل للانفجار والانشطار في أي لحظة.

ولذلك سارع الرئيس عبدربه منصور هادي الى اجتماع استثنائي بالقصر الجمهوري مع قيادات الدولة والأحزاب ومنظمات المجتمع ، بعد أن شعر أن الدوله أضعف من بيت العنكبوت وأصبح سقوط صنعاء أقرب من حبل الوريد،لاسيما بعد شراء الذمم وهيكلت "خلخلت "الجيش وتعرض المؤسستين العسكرية والأمنية لصدمات مدمرة منذ الربيع العربي وحتى كتابة هذه الحروف من قبل أحزاب عقائدية وقوى انتقامية ساهمت في انهيار العقيدة العسكرية وتحول قطاع من الجيش والأمن الى مليشيات تابعة للحوثي والاصلاح والقاعدة وغيرها من الاحزاب ومراكز القوى ، واستباقا لتفويت جمعة الحسم التي دعا اليها السيد عبدالملك الحوثي ، ولعدم تكرار نسخة طبق الاصل من جمعة الكرامة للعودة الى سيناريو 2011م والإطاحة بالرئيس هادي والحكومة سارع الرئيس الى أشراك الاخرين في تحمل المسؤولية واتخاذ إجراءات عاجلة منها ارسال فريق برئاسة نائب رئيس الوزراء بن دغر الى صعده لمقابلة الحوثي ومحاولة أقناعة بالعدول عن التصعيد مقابل تشكيل حكومة كفاءات وتكليف فريق من الخبراء الاقتصاديين لمراجعة وتقييم آثار الجرعة وغيره من النقاط المقترحة التي مثلت " قمة المهانة والسقوط " في نظر السواد الأعظم لاسيما بعد أن استبق أنصار الله طرح بعض الشروط عن طريق صحيفة الشرق الاوسط والمتمثلة في الخمس النقاط .
مازال سيناريو سقوط صنعاء لم يختمر بعد، بعد الزيارة المكوكية الى صعده والوساطات الامريكية والبريطانية من جهه والعمانية والايرانية من جهة أخرى الى جانب بعض الدول العشر ، والملاحظ أن العاصمة صنعاء سقطت " مبكراً " وأصبحت مخزناً للسلاح ووكراً للمليشيات وأحياء وحارات في أيدي أمراء الحروب ، بدليل حادث مسجد دار الرئاسة وجريمة مستشفى العرضي ومحاولات اغتيال الرئيس هادي ونفق صالح والإشاعات والدعابات التي تتغنى بها جميع التيارات السياسية ، حتى صار لسان وقلب وجوارح المواطن اليمني تقر بسقوط الدولة وزيف الدولة المدنية على مدار ال 24 ساعة مردداً اللهم لانسألك رد القضاء وإنما نسألك اللطف فيه.

حول الموقع

سام برس