بقلم : محمد الحزمي الادريسي
أيها الإصلاحيون :

لم تسقطوا فحين سقط الذين فتشوا غرف النوم وانتهكوا حرمات البيوت وشاهدهم الشعب وهم يفعلون ما يفعلون كانوا يقارنوكم بهم فحزتم مرتبة عالية في سموكم الاخلاقي وأنكم ضحيتم مقابل ألا يسقط الوطن وجنبتم بلادكم ما كان يخطط له

أيها الاصﻻحيون

لم تخسروا وان ضحيتم فتضحيتكم كانت من اجل هدف سامي تؤمنون به ولو احصيتم عدد شهدائكم الذين قاتلوا دعما للجيش فنسبتهم قليلة جدا لما تمتلكونه من رجال يعدون ثروة المستقبل ثابتون على الهدى لا تزحزحهم العواصف وﻻ ترعبهم القواصف ونحن نحسبهم شهداء بإذن الله اصطفاهم من بيننا.

أيها الاصﻻحيون

إن زعم المترفون والشامتون انكم خسرتم المعركة فقولوا لهم ومتى كانت معركتنا حتى خسرناها انها معركة وطن فالجيش الذي ضرب ونهب قيادته وضربت هيبته وفكك هو جيش الوطن
والامن الذي ضرب هو أمن الوطن
والمؤسسات والبيوت التي نهبت هي ملك شعب
والرئيس الذي سحبت هيبته وقراره هو رئيس الشعب الذي انتخبه وليس رئيس الاصﻻح وحده ، وهيبة الدولة التي ضربت هي دولة الشعب ونحن لسنا الا جزء من هذا الشعب وان كان ألمنا كبيرا فهذا يحسب لنا لا علينا.

أيها الاصﻻحيون

إذا قال لكم أهل الاماني أن نجمكم أفل فقولوا لهم ومتى كانت ذرات الغبار قادرة ان تمحوا نور الشمس الساطعة ؟ نحن نحمل مبدأ تكفل الله بحفظ منهجه ولن نأفل الا إذا تخلينا عنه وما دمنا متمسكين به فالافول لاعدائه .

أيها اﻻصﻻحيون

كلما زاد اتصالكم بالله زدتم ثباتا وقوة الى قوتكم فاجعلوا مما جرى فحصا لجوانب النقص وسددوه وتشخيصا لمكامن المرض فعالجوه

واعلموا أنه مامن حدث صغير وﻻ كبير مفرح وﻻ محزن الا وقد سبق في علم الله قبل أن يخلق السموات والارض بخمسين الف سنة فادفعوا قدر الله بقدره.

أيها الاصﻻحيون

اعلموا أنما حدث زادكم صفاء فظهر معدنكم الاصيل لمن كان في شك بمعرفتكم وزاد الاخرين وضوحا فعرفوا ما كانوا يخفون في اضغانهم من سواد

أيها الاصﻻحيون

ﻻ شك انكم كنتم في غفلة عن مرارة ما حدث لنبيكم الكريم في غزوة احد او الكرب الذي مر به في غزوة الاحزاب او نشوة العجب المؤلمة في غزوة حنين فاراد الله تذكيركم بذلك فتقبلوا هذا التذكير واطردوا اليأس والاحباط فهو ليس من شيمة الصالحين.

أيها الاصﻻحيون

تذكروا بذلة واعتراف بين يدي الله القائل :ﻻفضل جيل وهو جيل الصحابة " قل هو من عند أنفسكم "
فما بالكم بنا نحن المقصرين بجنب الله فلنعلنها توبة مدوية بكلماتنا ،وتلمع بها افعالنا، شعارنا "ربنا ظلمنا انفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين"

أخيرا أيها الاصﻻحيون

أدعوكم للمراجعة في ظل ما سبق ذكره ومن كان في قلبه يأس فليطرده ويواصل السير حتى يلقى الله وليعلم أن الخاسرين هم الذين ذكرهم الله بقوله:

"قل إن الخاسرين الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة الا ذلك هو الخسران المبين"
فمهما ضحيتم في هذه الحياة وانتم مخلصين لله فليس خسرانا بل ربحا عند الله موفورا تتجنبون به الخسران الحقيقي يوم القيامة.

حول الموقع

سام برس