سام برس
شهدت العاصمة صنعاء ومحافظة صعدة بعد عصر اليوم حفلين خطابيين وانشاديين جماهيريين كبيرين، إحتفاء بالمولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم.. بحضور مستشاري رئيس الجمهورية محبوب على وصالح الصماد وعدد من الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى وقيادتي السلطتين المحليتين بأمانة العاصمة ومحافظة صنعاء وممثلي عدد من الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني وحشود جماهيرية غفيرة من المواطنين الذين توافدوا من عدد من المحافظات.

وفي الحفلين اللذين بدءا بأي من الذكر الحكيم ألقيت عدد من الكلمات لأصحاب الفضيلة العلماء وممثلي المكونات السياسية، اعتبرت الاحتفال بهذه المناسبة الدينية العظيمة تكريما وتشريفا وتعظيما للرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وتجديد الولاء والطاعة لله ورسوله كما قال سبحانه وتعالى " قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32) ".

واستعرضت الكلمات جوانب ودروس من السيرة العطرة للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، الذي حمل مولده الشريف كل البشارات والعلامات على نهاية عهود الظلام والجاهلية وبداية عهد الخلاص للبشرية من قيود الاسترقاق والاستعباد والخروج من متاهات الحيرة والشقاء والتردي والانحطاط.. موضحين أن إحياء هذه الذكرى إنما هي إثبات لطاعة رسول الله عليه الصلاة والسلام وإحياء منهجه ورسالته والتأسي بأخلاقه واتباع هديه.

ولفت المتحدثون إلى جوانب العظمة في شخص الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم وسيرته التي جسدت الطهر والنقاء والصدق والأمانة والرحمة بالإنسانية وكل المخلوقات في أزهى صورها ومعانيها .. معتبرين أن ميلاد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، شكل ميلاد أمة ورسالة تعد امتدادا لرسالة الأنبياء عليهم السلام ولا بد للأمة من تحمل هذه الرسالة عملا بقوله تعالى " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ .. وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ".

وأجمع المتحدثون على أن مولد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم كان مولدا للنور والهدى الذي أعاد حياة الإنسانية إلى موازين العدل والمساواة والأخوة ومبادئ التكافل والتراحم والقيم الحميدة والأخلاق النبيلة السامية، وتصحيح علاقة الإنسان بخالقه المتصلة بعبوديته وتوحيده والتحرر من كل تبعية وعبودية غير الخالق جل وعلا وتأكيد حرية الإنسان لينطلق في الحياة الخيرة التي تحقق له السعادة في الدنيا والآخرة.

وشددوا على ضرورة اقتفاء الأمة ومتابعتها لكل التعاليم السامية لرسالة الإسلام وما تركه الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم من هدي قويم لأمته وللبشرية جمعاء .. مجسدا في كتاب الله الكريم والسنة المطهرة بما يحفظ للأمة وحدتها بعيدا عن الصراع والتناحر والاختلاف، ويوفر لها عوامل البناء والنهوض فضلا عن تعزيز توحدها لمواجهة كافة الأخطار والتحديات المحدقة بها وتجاوز كافة المؤامرات التي تحاك ضد الأمة من أعدائها.

واستنكر المتحدثون ونددوا بأقسى العبارات بالجريمة البشعة التي اقترفها عتاولة الإجرام في حفل احياء ذكرى المولد النبوي الشريف بالمركز الثقافي في محافظة إب.. معتبرين أن هذه الجريمة قد كشفت قوى الظلام على حقيقتها والحقت الخزي والعار بالمجرمين العملاء الذين لم يحترموا قدسية هذه المناسبة الدينية العظيمة.

وأهابوا بأبناء اليمن بالاصطفاف لمواجهة كافة الاعمال الاجرامية والتخريبية ومن يقف وراءها والتكاتف في سبيل إنجاح المرحلة الانتقالية وتطبيق مخرجات الحوار واتفاق السلم والشراكة الوطنية بما في ذلك ملحقه الأمني بما يسهم في تعزيز دعائم والاستقرار في ربوع الوطن .

وأكد المتحدثون حاجة الأمة الإسلامية اليوم إلى العودة الصادقة إلى عقيدتها النقية ونبذ كل عوامل الفرقة والشتات والكراهية التي لا تخدم إلا أعداء الأمة الإسلامية .. مشيرين إلى ما تواجهه الأمة اليوم من تحديات حضارية تجعلها أحوج ما يكون لاستلهام العبر والدروس في سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم ومنهجه الوسطي وتصحيح المسار والبحث في كل عوامل النهوض والتطور وتصحيح كل المفاهيم المغلوطة التي تعد حجبا بين الأمة والمبادئ السامية لديننا الحنيف والسيرة العطرة للنبي الكريم عليه صلوات الله وسلامه.

ودعت الكلمات كافة شعوب الأمة العربية والإسلامية الى التوحد والتضامن لمواجهة كل الأخطار المحدقة بالأمة ومساندة النضال المشروع للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة حتى يتمكن من استعادة كافة حقوقه المسلوبة وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.

تخلل فقرات الحفلين عدد من قصائد المديح وأناشيد لفرقة أنصار الله والموشحات الدينية وأبريت بعنوان " ورفعنا لك ذكرك " لفرقة حبيب الله " كرست لمدح الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام وتسليط الضوء على سجاياه الإنسانية وصفاته العظيمة وسيرته العطرة .
سبأ

حول الموقع

سام برس