حين داهمهُ الطوفان
وسفينتهُ أفاعٍ وقرود ،

قالَ لي ، وفي رأسهِ
عشبةٌ ضائعة :

لا فسحةٌ في الجمر
ولا أحلامُ في العاصفة ،

احزمْ قصائدَكَ
وخذْ من ذهبِ الشمسِ

حفنةً ،
ثم آوي إلى كوكبٍ

يُعصمُكَ من الضِباع .
قاتلٌ ، سروُ الغابةِ ، وقتيل

والنبيُ لم يُعصمَ قبتَهُ .
الصنوبرُ يتربصُ بالدردار ،

على حطبِ الفقراءِ ...
الآتون من الرّملِ ،

ثم قالَ لي :
حين برطمَ الأفقُ بالدّخان

لا تنتظر سنابلَ عليها تكالبتْ
مناجلُ الريح .

ثورُ الحكمةِ والبأسِ
عن جناحيهِ لم ينشِّ القرادَ

قد يخلعُ تاجَ الملوك
ويعتمر عمامةَ الغراب !

ولا أدري ...
ما تضمرهُ آلهةُ الشمسِ

لرعيتها ؟
كرعَ النهرُ آخرَ نخبٍ

من جمجمةٍ مثقوبةٍ ،
والبدويُ الذي أجارَ الجرادَ

أخذتْ سيوفهُ من الوردِ
مآخذها .

قلتُ له :
لا عاصمُ غير دمي

وغرّدَ جرحٌ في القلب .

حول الموقع

سام برس