سام برس
سكبَ الكاتب "شائف علي الحسيني" عصارة محبته وشوقه وحنينه للجزائر (سُلافا طيباً ) كشف فيه عن أسرار رحلة باذخة من صنعاء إلى الجزائر تجلت خلالها فصول من (التعبير والتصوير) الذي يتوقف أمامه القلب قبل اللسان والعين .

يمنحك كتاب " رحلة الشوق والحنين من صنعاء إلى الجزائر " الصادر حديثا في اكثر من 500 صفحة من القطع المتوسط - فرصة اكتشاف صنوف جديدة من المتعة الترحالية لأدب الرحلات تحت ظلال قلم كاتب جدير وأليق بهذا الأدب الذي خاض غماره غير مره .

وكما يؤكد الحسيني - وهو كاتب ضليع و فارس من فرسان التعبير – فان هذه الرحلة ليست الرحلة الأولى بالنسبة له الى الجزائر ، وإنما هي – كما يقول – "هي رحلة العودة التي اشتقت اليها كثيرا ، وهي لا شك مختلفة عن سابقتها ؛ فهي تحمل في النفس اشواقاً وحنيناً وأشجاناً نحو الأمكنة والمعالم والناس ، وتثير افكاراً ولواعج داخلية تضع المرء في رؤية كل شي ؛ لا بالنظر وحده فقط ، وإنما بالتحليق في فضاء الروح وتدفق الذاكرة بين ماض ولى وذهب ، وحاضر معاش يحفك من كل جانب بمظاهره الجديدة وتطوراته الكبيرة ، بين زهرة الشباب الذي كنت عليه قبل سنين ، وعمر يسير إلى الأمام ، والجمال أن يكون في الانسان دائماً سمة الوفاء ... وهذا الكتاب هو وفاء ومحبة للجزائر الأرض والإنسان".

توزعت الرحلة إلى ستة فصول تناول الأول ملامح الحنين إلى المكان والزمان استناداً إلى الذاكرة ، وحلق الفصل الثاني في سماوات العلاقات اليمنية الجزائرية ،وتطرق الثالث إلى وصف مبتديات الرحلة عبر مطار اسطنبول وصولاً إلى الجزائر و زيارة بعض مقامات الأوليات والشهداء ومشاهدات وانطباعات من الشارع الجرائري وصولاً إلى المدرسة العليا للصحافة التي تخرج فيها المؤلف عام 1977م ،ومنها إلى الوقوف أمام عدد من الأماكن والمدن والمعالم الجزائرية ولقاء مع عدد من الشخصيات الجزائرية بما فيها مسعود ابن الفضيل الورتلاني .

" وجوه مضيئة من الجزائر " كان عنوان الفصل الرابع تناول فيه المؤلف عدداً من الوجوه الجزائرية بما فيهم "واسيني الأعرج الروائي الجزائري العالمي و"ابو القاسم سعد الله"شيخ المؤرخين الجزائريين .

حمل إلينا الفصل الخامس " رؤية في المشهد الجزائري " مضمخاً بمشاعر المؤلف تجاه هذا البلد الجميل ؛ لينطلق في الفصل السادس مع " معالم في الشخصية الجزائرية " .

الكتاب رحلة ممتعة جداً يزيد من قيمته قدرة الكاتب على استخدام اعجاز اللغة في استنطاق خبايا المشاعر وتصوير دهشة المكان و خصوصية الانسان وفي الاخير تجد نفسك واقفاً أمام الوجه الآخر للرحلة والتي تتجلى من خلال براعة الكاتب في اكتشاف أسرار المشهد ، حيث يجد نفسه القارئ - في الأخير مصاحباً للكاتب في حله وترحاله يسمع معه ، يقهقه بضحكاته ، ستنفس معه في كل سكناته وانفعالاته ... تلك هي اللغة وذلك هو أدب الرحلات وذلك هو الكاتب الجدير بالقراءة .

تضمن الكتاب ملحق صور فوتوغرافية ملونة لبعض محطات رحلة المؤلف .

شائف علي الحسيني كاتب يمني صدر له عدد من الكتب منها " حديث العولمة وآفاق تطور اليمن " و " رحلة إلى الصين" و "رسائل إلى أبنائي " وعدد من الدراسات . شغل عدداً من المناصب منها وكيل وزارة العمل والتدريب المهني وأمين اللجنة العليا للانتخابات وغيرها .

سبأ

حول الموقع

سام برس