احمد عبدالله الشاوش
لمع الكثير من نجوم الإعلام في اليمن، لا سيما في السبعينيات والثمانينيات نظراً لما قدموه من خلاصة الخلاصة لخبراتهم العملية وكفاءتهم المتميزة ومثابرتهم في أداء أعمالهم وانضباطهم لأخلاقيات المهنة، مما ساعد في إرساء أسس وقواعد متميزة ساهمت إلى حد كبير في النهوض بالعمل الإعلامي نتيجة للثقة التي ارتبطت بين المشاهدين والقراء والمستمعين بتلقي الرسائل المتنوعة من خلال برامجمهم العظيمة
والهادفة وإبداعهم واستطاع البث الإذاعي أن يكسب شريحة كبيرة من الجمهور اليمني في الداخل والخارج لروعة ما يقدمه من البرامج السياسية والدينية والثقافية والاجتماعية والفنية، أثرت في السواد الأعظم كمنابر إعلامية موجهة تصل إلى كل مدينة وقرية وتمكنت تلك البرامج المتزنة والمهنية أن تربط المستمع بقضاياه الوطنية وهز وجدانه ومشاعره، لا سيما المغترب اليمني في بلاد المهجر الذي يتلقى جرعةعبر الأثير تحاكيه وتحرك فيه حنين العودة إلى الوطن، والاسهام في بنائه وتنميته في ظل تنافس إذاعي محموم لدول العالم. كما أدى ظهور التلفاز إلى إحداث نقلة نوعية في إيجاد ثقافة الصورة والصوت الذي جذب الكثير من المشاهدين
لهذه الوسيلة المميزة التي سلبت الأبصار وسيطرة على الحواس وأبهرت الناس ببرامجها واستقطابها لنخبة من الإعلاميين المخضرمين في تغطية الدورات البرامجية وكان لظهور المذيع أو مقدم البرامج على شاشة التلفاز صدى خاص لدى المشاهد من خلال الصوت الصافي والمقدمة الارتجالية المتميزة والمظهر الأنيق والرسالة الإعلامية الهادفة، بالإضافة إلى تميز هؤلاء بالثقافة العالية والقدرات والمهارات الكبيرة التي جعلتهم جديرين بالاحترام رغم الظروف الصعبة التي أحاطت بهم ومقص الرقيب
السياسي التي لم تخفت عنه ساعة.

وفي نفس السياق برزت الكثير من الصحف اليمنية والمجلات الثقافية الشهرية الفصلية التي أبهرت القراء رغم الإمكانات الشحيحة وزودتهم بالزاد الثقافي
والأخبار والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية من مواقع الحدث التي مكنت القارئ من فهم الرسالة الإعلامية والواقع المعاش رغم بعض التحفظات تلك الإرادة والعزيمة والإصرار والحب والإدراك للمسؤولية الأخلاقية والوطنية والإنسانية أوصلتهم إلى الريادة وصنعت جيلاً من الإعلاميين يحمل مشاعل الرسالة الإعلامية للتنوير.

إلاأن المؤسف له يلاحظ الكثير من المشاهدين والقراء مدى التراجع الكبير والسقوط المروع للكثير من الوسائل الإعلامية المختلفة وانحطاط بعض الإعلاميين بالتمرد على اخلاقيات المهنة وممارسة التظليل الإعلامي نتيجة للتأثر بحمى الأحزاب والولاءات الضيقة والصراع السياسي الذي كاد أن يدمر كل شيء جميل.

حول الموقع

سام برس