بقلم حمدي دوبله
أشقاؤنا المترفون من حولنا أرادوا على ما يبدو الامعان في عذابات اليمنيين وجراحاتهم فأرسلوا طائراتهم وصواريخهم لقتل وتدمير واحراق كل شيء ينبض بالحياة في هذه البلاد الثكلى دون أن ينبري أحد منهم برشاد رأي أو صوابية موقف ولو حتى لمجرد قول الحق في وجه الباطل والطغيان.

هذا الشعب المسكين ليس له من مقومات الحياة الإنسانية الضرورية إلا الشيء اليسير ومع ذلك لم يرحمه الجيران المرفهون وإذا بحكامهم وامرائهم يستقدمون المرتزقة والمأجورين وسماسرة المال ليتكالبوا عليه من كل حدب وصوب ويصيبون جام غضبهم وانتقامهم من هذا الشعب الصابر، يدمرون بناه التحتية ومقدراته الحيوية على ضآلتها في صورة عكست وتعكس كل معاني ومفاهيم التغطرس والتجبر والطغيان وحماقة وغباء وسوء تقدير ربما يكون الأسوأ والأكبر في التاريخ الحديث لهذه المنطقة الحساسة من العالم، والغريب حقاً أن القاصي والداني سارع يبارك ويؤيد ويعرض دعمه ومساندته لهذا العدوان الصارخ والأحمق على الشعب اليمني المسكين والصابر والمتحمل لأثقال وأوزار سياسية وأطماع ومخططات من حوله من البشر الغارقين في ملذات الترف والنعيم..

بطبيعة الحال فإن هذه العروض والمباركات العمياء كما يعلم الجميع لم تجئ ايماناً بعدالة هذه العملية الحمقاء وإنما طمعاً وتزلفاً لملوك وأمراء المال والنفط ممن أعمتهم ثرواتهم عن رؤية حقائق وعوامل عديدة لن تقف أبداً عند غضب القادر المنتقم لعباده الضعفاء فحسب بل ستمتد لتخلق مشاعر من الكراهية والأحقاد ونيران الثارات والانتقامات بين أبناء دول الجوار والتي ربما تستمر لعقود طويلة وأجيال قادمة..

ترى هل حسب الغزاة الطائرون حساباتهم لكل ذلك أم أنه بالفعل لم يعد فيهم رجل رشيد ينصح ويحذر ويبصر ويستقرئ عواقب الأمور ومآلات الأحداث؟!..
"المقال الاسبوعي بصحيفة الوحدة 1/4/2015

حول الموقع

سام برس