بقلم / حمدي دوبلة
لم أعرف في التاريخ الإنساني قديمه وحديثه نظاماً سياسياً سلخ أبناء شعبه وجرده بقوة السلاح ونفوذ المال من هويته الثقافية و الاجتماعية والحضارية كما فعل نظام سعود مع أبناء جلدته في نجد والحجاز وغيرها من مناطق شبه الجزيرة العربية التي سيطر عليها هذا النظام المتجبر وفرض على أبنائها عنوة الانتماء لاسمه ولقبه وكنية أسرته.

لن تجد في مشارق الأرض ومغاربها أمة تنتمي إلى نسب حاكمها وأسرته إلا في هذه المنطقة من العالم ففيها فقط ستجد القحطاني والدوسري واليامي والعسيري وغيرها من مسميات القبائل وأصولها مجبرين على الانسلاخ من أصولهم وأنسابهم والانتماء تحت الضغط إلى قبيلة واحدة هي قبيلة سعود فكلهم بالطبع سعوديون شاءوا ذلك أم أبوا.
هذا الأمر فقط دليل قاطع على غرور وتعالي وجبروت هذا النظام الأسري الجاثم على صدور أبناء نجد والحجاز منذ عقود طويلة من الزمن.

هذه الغطرسة الشاذة لآل سعود لم تتوقف يوماً عند حد فكل مشكلة أو محنة في أي بلد إسلامي من العالم إلا واليد الطولى لهذا النظام فيها مستغلاً عمالته لأعداء أمة الاسلام والمسلمين من قوى الهيمنة والاستكبار العالمي والتي توفر له الغطاء اللازم لممارسة هوياته في العبث بأمن البلدان وسلامة شعوبها وضرب مصالح أبنائها في كل مكان والعمل الدائم لضمان بقائها أسيرة التخلف والاضطرابات والفتن والفوضى وليبقى هذا النظام العميل الجاثم على ثروة الأمة ومقدراتها الطبيعية متحكماً في مصير وحاضر ومستقبل الأمم والشعوب.

وها هو اليوم وأمام أنظار العالم يتبختر بطائراته وصواريخه التي يرسلها صباح مساء على أطفال ونساء اليمن دون ذنب لهم إلا أن يقولوا ربنا الله.

وفي سبيل أن يثبت هذا النظام المتهاوي للعالم كما يقول عدد من المحللين بعد فشله في تحقيق أهدافه ومآربه الدنيئة من الفتنة التي أشعلها في سوريا بأنه لا يزال قوة عسكرية كبرى مهابة الجانب.
العدوان السافر لنظام سعود ومن خلفه المرتزقة والمأجورين وطالبي المال الملوث استمرأ قتل الأبرياء والمدنيين من شعب اليمن المسلم المسالم صاحب الشهادة من أفضل خلق الله أجمعين محمد بن عبدالله عليه وآله أفضل الصلاة والسلام بأنه شعب الحكمة والإيمان لا لشيء إلا بحثاً عن نصر معنوي ولو حتى على المستوى الإعلامي وعلى حساب أشلاء الأبرياء من النساء والأطفال وعلى أنقاض المرافق والمؤسسات الإنسانية ذات الطابع الخدمي والحياتي.

الغرور والصلف والتغطرس لآل سعود لم ولن يجد ضالته أبداً في هذه الأرض الطيبة وأبنائها العظماء فها هو يفاجأ بثبات وإيمان وقوة إرادة أبناء البلدة الطيبة كما وصفها الله عز وجل في محكم كتابه العزيز وإذا باشلاء الاطفال والنساء تُعَريّ هذا النظام الفاسد أمام العالم وتكشف القناع عن وجهه القبيح الذي تخفى لعقود طويلة خلف شعارات دينية جوفاء.
ربما لم يحسب هذا النظام المتهالك وقد اكل الدهر وشرب على كهوله وعجاجيزه حساباً لمخاطر وآثار وتداعيات هذا العدوان الظالم على اليمن في المستقبل القريب والبعيد وغاب عنه أو عميت بصيرته عن إدراك خطورة فتح جبهة حرب في الحدود الجنوبية لنجد والحجاز والتي لن تكون كما يرى المحللون والمتابعون إلا النافذة التي ستهب منها رياح الهزيمة المحققة لهذا النظام الفاسد والقضاء عليه والرمي به إلى مزبلة التاريخ .. فما دخل اليمنيون عبر التاريخ في حرب إلا خرجوا منتصرين فيها والدليل على ذلك حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عندما سأل أهل اليمن كيف كنتم تغلبون أعداءكم في الجاهلية وما سر انتصاركم على كل أعدائكم فقالوا له يا رسول الله كنا نجتمع ولا نفترق ولا نبدأ أحداً بظلم فقال لهم خير خلق الله عليه الصلاة والسلام صدقتم هذا سر انتصاراتكم.

واليوم ورغم همجية وغطرسة هذا العدوان السعودي القذر على شعب اليمن فإن بشائر النصر قد بدأت تلوح في الأفق فأصبروا وصابروا وأبشروا بالنصر يا شعب الحكمة والإيمان (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُون بِنَصْرِ اللَّهِ).

"مقال في ص الاخيرة بصحيفة الثورة يوم الاثنين 6/4/2015"

حول الموقع

سام برس