بقلم / احمد الشاوش
في غياب العقل والحكمة والعمى السياسي ونعمة المال الذي صار نقمة ، تحول حكام " الرياض " إلى خلايا سرطانية تنهش بعضها البعض على مستوى الأسرة الواحدة ، ونتيجة لتلك الأنا والنرجسية والحقد الممنهج امتدت خلاياها السرطانية دون رحمة ، ناهشة في أحشاء " اليمن السعيد " ، لا لذنب اقترفه اليمانيون ، وإنما انتقاماً ممن نصروا رسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وآله وصحابته أجمعين ، وكانوا ومازالوا وسيظلون السهام المتجددة ومخزن الرجال ونجدة العرب والمسلمين وصناع الفتوحات الاسلامية في الأندلس وغيرها تظل خير شاهد على بصمات الآباء والأجداد.

وكل المؤشرات السياسية والعسكرية والجغرافية والاجتماعية ، تشير بما لا يدع مجالاً للشك أن حكام آل سعود صاروا أكثر ترهلاً في قراءة الواقع نتيجة للتخمة والافراط في الحماقة والرعونة والغطرسة وصار " البيت السعودي " قاب قوسين أو أدنى من السقوط قبل العدوان على " اليمن " للخلافات والصراعات الداخلية على مستوى الأسرة الواحدة " الاخوة الاعداء " ، والافراط في الديكتاتورية والاستبداد والتخبط السياسي وظهور ازمات واحتقانات قابلة للانفجار والاشتعال داخل نسيجها الاجتماعي بدءاً من القصر الملكي وحتى المناطق الجنوبية والشرقية ، لاسيما بعد صعود " سلمان " وإصداره مئات القرارات والمراسيم الملكية الجارفة لمعظم النخب المعتدلة والمتزنة واجتثاثها واقصائها من القصر الملكي وكافة مفاصل الدولة وازالتها من خارطة آل سلمان ، في خطوة عدها الكثير من الأمراء والسياسيين والمحللين بأنها مجزرة ، لتهيئة ملعب اسري من نوع خاص ، رغم أن الكثير ممن تم اجتثاثهم جاءوا من رحم الملك سعود أو على علاقة مصاهرة بالعائلة التي لا تؤمن بحماقاته وسوء إدارته للبلاد والعباد وكان لها اسهاماتها في بناء المملكة.

وللفت الانظار بعيداً عن الداخل السعودي المضطرب ، تلوح في الافق " ثورة شعبية " عارمة وجلية للعيان أشبه بفوهة بركان تقذف حممها على مدار الساعة من جيزان ونجران وعسير وابها وخميس مشيط بالتزامن مع " ثورة النخبة " على نار هادئة على جمر " الرياض " ورغم المليارات التي تدفع لشراء الذمم هنا وهناك والعبث بثروة الشعب ، والافراط في القمع وحالات الخطف والتعذيب والسجن والاعدام وانتهاك الحريات وسياسة الترغيب والترهيب والتعتيم الاعلامي بلاحدود، إلا أن المشاهد والقارئ والمتابع للشأن السعودي يؤمن بان النظام السعودي يلفظ " أنفاسه الاخيرة " لاسيما بعد حالة الجنون والهستيريا التي انتابته على مستوى الداخل السعودي الذي ليس لليمن فيها ناقة ولاجمل ، ومازال اليمن يئن من المؤامرة السعودية والقطرية التي قطعت أوصاله منذ ازمة الربيع الصهيوني، ويصر على تصدير أزماته وخلط الاوراق باستدعاء الاساطيل الجوية والبحرية وجيوش العالم وتكنلوجيا الدمار ، لاحتلال ما تبقى من سيادة لليمن والأمن القومي العربي الذي يتشدق به حكام مصر الكنانة وغيرهم مع الاسف الشديد مقابل المال السحت لمباركة العدوان والتجهز لغز واليمن دون اي مبرر منطقي أو أي رحمة ، وقفزاً على الشرعية الاقليمية والدولية التي صارت اشبه بصكوك الغفران.

و بعيداً عن سيمفونية " ايران " ونغمة " صالح " وجوقة "الحوثيين " ومزامير السنة والشيعة ، واللعب على الوتر المناطقي في صنعاء وتعز وعدن ومأرب وغيرها وتوزيع المليارات والقاء السلاح للطابور الخامس واستضافة العملاء وفتح مكاتب كرتونية لدولة وهمية في قصر ملكي مسعور لا يؤمن بالشرعية ، وتحت غطاء الشرعية" العمالة " تنتهك سيادة اليمن وعلى رأسهم الفار " هادي " وآخرين ممن ذهبوا معه الى مزبلة التاريخ كون اليمن مقبرة الغزاة ، ومازال النظام السعودي مذهولاً ومصدوماً حتى اللحظة من سيطرة الجيش واللجان الشعبية لانصار الله على السيادة الوطنية من خلال التواجد على أرض الواقع رغم الضربات الجوية والبحرية بأحدث الصواريخ الامريكية والصهيونية المدمرة التي حصدت ارواح الاطفال والشيوخ والنساء ودمرت البنى التحتية والمعسكرات والمخازن والمؤسسات الاقتصادية حتى المنشآت الرياضية، ورغم كل هذا الحقد والكراهية والدمار والقتل وجيش المرتزقة من بعض قادة الاحزاب وشيوخ القبائل والسياسيين والقنوات الفضائية والاعلاميين والمحللين اليمنيين والاجانب لتزييف الرأي العام ، لم يهاب الشعب اليمني من الموت أو يتأثر من التظليل بل زاده ذلك الاجرام العدواني تماسكاً ولحمة للنسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية بعد ان علموا ان صواريخ الغازي تغتال كل اليمنيين ، مما شكل حالة رعب وصدمة شديدة هزت " عرش سلمان " جراء الفشل الذريع لعاصفة الحزم التي تكاد ان تعصف بحكام آل سعود في القريب العاجل ،

ومع ذلك الفشل والهزيمة العسكرية القاسية لقادة الرياض والفضيحة الاخلاقية والانسانية الكبيرة يسعى نظام سلمان الذي ورطه الأمريكيون في اليمن وهيأوا له أن الحرب مجرد نزهة ، صار أكثر رعبا و نواحاً يبحث عن مخرج للخروج من المستنقع اليمني حفاظاً على ماء الوجه وخوفاً من ثورة النخبة وشعب المملكة الذين يرون انه تمادى في شروره وعبث بثروات الشعب وورط البلد وفتحها للاستعمار الجديد للسيطرة على ماتبقى من مواقع استراتيجية في البحر الاحمر وبحر العرب وفي طليعتها باب المندب ، بالإضافة الى ثأر اليمنيين لشهدائهم وجرحاهم وتعويضاتهم عما لحق بهم وبلدهم عبر اللجوء الى المحاكم الدولية عاجلاً ام آجلاً.
وأخيراً .. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .. وإن ربك لبلمرصاد.

نقلا عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس