بقلم / احمد الشاوش
يلاحظ المواطن السعودي والعربي أن النظام السعودي يفتقد لأي استراتيجية واضحة المعالم ، وأن حالة من الاستبداد والانغلاق وانعدام الرؤية جلية للعيان ، فالتسلط والقمع الفكري أدى إلى جمود العقل السعودي واختزال الإسلام في عدم الخروج على الحاكم في الخليجي فقط والدعوة إلى العنف وتصدير الكراهية عبر تبني إيقاعات " الجهاد " الزائف لقلب الانظمة العربية بحجج واهية وتعليقة في فلسطين ضد العدو الاسرائيلي الغاصب والضحك على الشباب العربي واشباعهم بمفاهيم ومصطلحات ومحاضرات وجرعات أنتجت تنظيم القاعدة وأخواتها لزعزعة أمن واستقرار المنطقة خدمة للصهيونية العالمية.

ورغم الطفرة النفطية الكبيرة لم يسارع النظام السعودي العقيم إلى الاهتمام بالإنسان وبناء الأجيال وصقل المبدعين والمتألقين وتطوير مهاراتهم في كافة جوانب الحياة العلمية بشقيها المدني والعسكري من طب وتكنولوجيا وهندسة وسياسية واقتصادية واجتماع وثقافة،، وفتح مصانع للطيران والسيارات والمعدات الثقيلة والأسلحة المتطورة وأبحاث الفضاء ، بل عمد الى الجمود والانغلاق وعدم تحرير العقل السعودي وفتح آفاق المعرفة والعلم والإبحار في عالم السماوات والأرض مستكفياً بالرحلة السياحية التي قام بها الامير " خالد بن سلطان " الى الفضاء !!؟ دون استغلال النعمة ووجود رؤية لتأسيس مراكز للأبحاث العلمية لعلوم الفضاء وغيرها بما يفيد المواطن السعودي والعالم أجمع .

إلا أنه ركز جل اهتمامه على الجوانب الدينية المثيرة للجدل " البدع " والتشدد والجدل العقيم ، رغم أن الإسلام يشجع ويدعو إلى العلم ، وفي الجانب الآخر رفع من معيشة المواطن و" الهاه " وأغرقه في الملذات والشهوات الدنيوية وأستنفد جهده وميوله في رفاهية السفر والرياضة وأقتنا الكماليات والانزلاق في الادمان وعالم الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي الماجنة التي حلقت للسواد الاعظم من الشعب السعودي الكثير من تعاليم الدين والقيم .. ليأمن شره ويوقف تفكيره في النقد والمطالبة بالحرية والديمقراطية والشفافية ومحاكمة الفاسدين من الامراء وكبار المسؤولين التي قد تفتح على النظام السعودي باباً من أبواب جهنم ، لاسيما بعد الهيجان الداخلي وتصدع النسيج الاجتماعي على مستوى الاسرة المالكة والشعب الذي يريد ان يتنشق هواء الحرية.

ورغم تلك الثروة الطائلة إلا أن النظام السعودي لم يبن جيشاً لحماية البلد بل سارع الى بناء منظومة أمنية للقمع والتسلط وحماية الاسرة المالكة من أي ثورة أو انقلاب نتيجة للغرق في الوهم ، معولاً على الولايات المتحدة الامريكية في حمايته وتبادل المعلومات مع جهاز الموساد ، وعلى الجندي الباكستاني أو المصري ،، في ثكناته ، وفي سبيل ذلك يملك النظام السعودي مملكة " الاعلام " من خلالها يتم تلميع النظام والتغطية على الفساد وصفقات الاسلحة المشبوهة والرشاوى و تظليل الشعب السعودي والامتين العربية والاسلامية والرأي العام العالمي مسوقاً الاباطيل والانجازات الوهمية والتغني بـ "استراتيجيات" لا نجدها الا في قنوات العربية والحدث وأخواتها بالإضافة الى الصحف والفضائيات والمواقع الالكترونية الغربية المدفوعة الأجر.

في حين يلمس المواطن السعودي والمتابع العربي والدولي مدى هشاشة البنية التحتية للمملكة وكيف كشفت سيول الامطار وغيرها من المشاريع المضروبة عمليات الفساد والمشاريع الوهمية ، وضياع أرصدة الشعب السعوي في بنوك امريكا واوروبا التي اكلتها الازمات الاقتصادية " المصطنعة " رغم بعض الايجابيات الطفيفة ، ويلحظ عقلاء السعودية أن معظم المبدعين والكوادر المتميزة العاملة في السعودية من جنسيات عربية وأجنبية درست في أوطانها وصرفت عليهم دولهم الكثير وفي سبيل المغريات جذبهم النظام السعودي للعمل وجنس الكثيرعلى حساب ابناء الوطن " السعودي " الذين اراد لهم النظام الاسترخاء لغاية في نفس يعقوب وتخليه عن ايجاد بنية اقتصادية منافسة محل فخر ، في حين نرى الحركة التجارية بيد الحضارم أو اللبنانيين وغيرهم ودكاترة وأطباء المملكة مابين مصري واردني ويمني وفلسطيني ، والإنشاءات بيد الهنود وشركات غربية وأعمال النظافة والفندقة بيد جنسيات أخرى من باكستان والبنغال وتربية النشء على ايدي الفلبين واثيوبيين حتى صار الشعب السعودي فاقداً لهويته ولسانه وثقافته العربية ، كما تورط النظام في قلب الانظمة وتبنى جماعات العنف وهي التي كشفها موقع ويكليكس مؤخرا ونشرتها عدد من وسائل الاعلام حيث بينت حجم الفساد الهائل والتدخل السافر في شؤون البلاد والافراط في التبعية والعمل على زعزعة دول الجوار وضرب استقرارها ، في حين برزت الكثير من الدول المتواضعة جداً في إمكانياتها وركزت على بناء " الانسان " واستطاعت خلال فترة وجيزة من كسب حب شعوبها والعالم ومنافستها للكثير من الدول الصناعية وصعود ها الى العليا ولنا في ماليزيا ، وسنغافورة واندونسيا وايران وتركيا وباكستان وتايوان والصين ،، العبرة.

فهل يعتبر النظام السعودي من تجارب الآخرين في تبني استراتيجية بناء " الانسان " والايمان بمبدأ الشفافية والحرية والاحجام عن الخطايا ووقف التسلط والتعالي والاستبداد على مستوى الداخل والخارج وتجفيف منابع الارهاب ؟ .. أملنا كبير .

حول الموقع

سام برس