بقلم / عبدالله علي صبري
واصل تحالف الشر العدواني همجيته بحق الشعب اليمني، فيما العالم يتفرج وكأن ما يحدث جنوب الجزيرة العربية لا يعني الإنسانية في شيء..هذه الإنسانية التي بأسمها حصل أوباما على جائزة نوبل للسلام، ولما يستوي على مقعد الحكم في بلاده بعد!

وإذ يرى المتابعون أن أوباما اجتهد في إرساء معالم السلام بمنطقة الشرق الأوسط من خلال تذليل الصعاب أمام الاتفاق التاريخي بين إيران والقوى الكبرى، فإن ما يغفله البعض أن واشنطن حاضرة بشكل مباشر وغير مباشر في حروب المنطقة، ولو أن هناك أدنى حد من العدالة الدولية لكان الرئيس الأمريكي مطلوباً كمجرم حرب قبل أي شيء آخر.

ولعل واشنطن أدركت أن الابتهاج بالتوافق مع إيران لا ينسجم وتأييد العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، فكان لا بد من إبراز شيء من إنسانية أوباما، الذي تواصل مع شريكه السعودي في العدوان مطمئنا إياه من تبعات وتداعيات التقارب بين طهران وواشنطن، لكنه لم ينس أن يطلب من سلمان إيقاف الحرب على اليمن والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى شعب طالما تلظى بسبب السياسات العدوانية الأمريكية التي اتخذت من اليمن مسرحا لما يسمى بالحرب على الإرهاب، التي رافقتها انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى انتهاك سيادة البلد والتحكم في القرارات العليا الصادرة عن حكامه.

شكراً أوباما، إن تذكرت أن هناك حرباً يجب أن تتوقف باليمن.. لكن ألم يكن الأجدر بك أن توقف دعم إدارتك المباشر لهذه الحرب، وأن تعتذر قبل ذلك للشعب اليمني عن الجرائم التي ارتكبت بحق أبنائه وسط دعم وترحيب البيت الأبيض نفسه؟!!
لن أسترسل في نقد وإدانة الموقف الأمريكي، فمواقف ما يسمى بالعالم الحر كلها ليست دون المستوى المطلوب وإن لمسنا تطوراً نسبياً في موقف الاتحاد الأوروبي مؤخراً.

وبالطبع لا لزوم للحديث عن مواقف الدول العربية والإسلامية، كما لا حاجة للتذكير بمواقف كان يفترض أن تتخذها منظمات ومؤتمرات دولية معنية بحقوق الإنسان، لكنها لم تفعل، وإذا فعلت فعلى استحياء.

يبدو اليمن وحيدا في محنته، وإن كانت الأمم المتحدة قد قرعت جرس الإنذار، واجتهدت باتجاه إقرار هدنة إنسانية من غير شروط مسبقة، لكنها لم تفلح!

الأدهى أنه مع تزايد الحديث الإعلامي عن الهدنة في اليمن، جرى تصعيد ميداني كبير من قبل العدوان وعملائه وأدواته في الداخل، وكأنما الهدنة المفترضة كانت مجرد غطاء لمزيد من العدوان والجرائم التي يرتكبها ثلاثي الشر بحق اليمن واليمنيين.

أي إنسانية إذاً يمكن الرهان عليها؟
لقد خدع الفلسطينيون عشرات السنين، ولم تجد الإنسانية إلى بوابة القضية الفلسطينية سبيلاً، في ظل مجتمع دولي يتسم بالنفاق واحترام الأقوياء.
وهنا تكمن أهمية الدعوة إلى التعبئة العامة، خاصة وأن قوى التحالف قد تجاسرت على احتلال وتدنيس التراب اليمني، والتهديد بفصل جنوب البلاد بالقوة، ما يستوجب المزيد من تكاتف وتلاحم الجبهة الداخلية، والانتقال إلى طور جديد من المواجهة يجعل العمق السعودي تحت نار الرد الاستراتيجي، كما توعد السيد عبدالملك الحوثي قوى تحالف الشر في خطابه الأخير!
نقلا عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس