سام برس
هنا في ولاية «تيرول» النمساوية، تقع المنطقة الأولمبية الشهيرة «زيفيلد» على علو 1200 متر، حيث يوفر لك هذا الارتفاع ونقاوة الهواء الظروف المناسبة لإعطائك الطاقة والحيوية بمجرد أن تتنفس، يوجد في «زيفيلد» ينابيع وشلالات وبحيرات ساحرة ومساحات للتزلج ووسائل مختلفة للتنقل مثل التلفريك والدراجات والجسور، كما توفر «زيفيلد» مراكز للعناية بالأطفال الصغار ومرافق جذابة للمرح والتسلية وممارسة التزلج ووسائل متنوعة للاسترخاء.
* تركيبة متفردة
* في هذه البقعة من الأرض تنثر الطبيعة بعضا من كنوزها أمام عينيك، بحيث تحول الجولات الاستكشافية التي تقوم بها إلى مغامرات تدخلك إلى عوالم الينابيع والبحيرات والشلالات والغابات والجبال وتجعلك قريبا من أسرار الطبيعة ذات الجمال الأخاذ.
في هذه البلدة الساحرة يرافقك الجمال أينما ذهبت. فهنا تشمخ سلسلة جبال «فترشتاين»، وهنالك تغفو حديقة «كارفندل» التي تعتبر أكبر محمية طبيعية في جبال الألب الشرقية، وهناك تختال محمية «موس» البرية بحيث يطيب الاسترخاء والتمتع في كل زاوية من زوايا هذا المكان الرائع.
* مياه كريستالية
* هذه البلدة تستمد قوتها من ثقتها وافتخارها بمياه بحيراتها، حيث تعد مياه هذه البحيرات صافية ونقية وصالحة للشرب وتتدفق شلالاتها من الجبال في كل مكان في البلدة، حيث سيحظى محبو التنزه والاسترخاء بقضاء أجمل اللحظات قرب هذه المياه النقية أو من خلال الجلوس عند سفح جبل من الجبال التي تتصل مباشرة بالبحيرات. وستؤمن البحيرات الواقعة في قلب الغابات تجربة فريدة لعشاق الغابات وهواة التعرف على الأشجار والنباتات المنوعة. كما سيجد الباحثون عن الأشياء الغريبة والظواهر المختلفة أشياء تذهلهم أيضا.
وبشكل عام، تعتبر بحيرة «فيلد زي» مكانا مثاليا للعائلات التي ترغب في الاسترخاء والاستمتاع بالغطس، في حين تشكل بحيرة «موزيرر» جنة مخفية في عمق الغابة تجذب محبي الغابات والراغبين بقطف بعض أنواع الفطر الشهيرة بهذه المنطقة والتعرف على الأشجار والنباتات المتنوعة.. أما بحيرتا «فيلدموس» و«لوتين زي»، فتتيحان للزائر التعرف على أغرب الظواهر الطبيعية، إذ تختفي المياه فيهما بشكل دوري ثم تعاود الظهور من جديد وكأن المشهد ضرب من السحر.
ومع توافر الدراجة الكهربائية، يمكن حتى لمن لا يتمتع بصحة جيدة الصعود إلى أعلى الجبال، حيث أكواخ الألب الأصيلة التي تقدم أطايب الطعام وتتيح للزائر استكشاف مواقع تنتظر من يكتشفها. ويمكن من خلال ذلك تنشق الهواء العليل والاستمتاع بسحر الطبيعة. وإذا كان هذا الأمر يبدو بحاجة للكثير من الجهد، فإن النزهة على متن القطار إلى أعلى القمة تمكن السائح من مشاهدة المناظر الأخاذة نفسها من على قمم الألب العالية. ومن قمة الجبل يمكن العودة بالتلفريك.
ولكن، المكان ليس هادئا على الدوام هنا.. فثمة مغامرات يتوقف خوضها على الذين يمتلكون جرأة فائقة، فهم القادرون فقط على ركوب قوارب الكاياك أو الانزلاق من ارتفاع 2100 متر وهذا، بالطبع، ما لا يناسب أصحاب القلوب الضعيفة، وفي جميع أرجاء المنطقة نحتت جسور وممرات مذهلة في الجبال تقود المتنزهين عبر الجداول الجبلية المتتالية التي تهدر في ممر الأشباح «جايستركلام»، الذي يفتح أمام عينيك عالم الجداول والصخور شديدة الانحدار، حيث يمتد بدوره على طول 3 كلم، وتجد خلال عبورك له محطات توضح لك معلومات تفصيلية حول أسراره وخفاياه، على سبيل المثال: حول الصخور في الممر وكيفية تدفق الجليد على مدار ملايين السنين.. إنها حقا لتجربة مثيرة يمكن للكبير والصغير الاستمتاع بها.
ومن الجدير بالذكر، أن منطقة «زيفيلد» كانت قد استضافت الألعاب الأولمبية الشتوية مرتين: في عام 1964 وفي عام 1976. وخلال الصيف بإمكان محبي ركوب الدراجات الهوائية التنزه بممرات يصل طولها إلى 200 كلم.
وتؤمن منطقة «زيفيلد» الأولمبية كل أنواع الأنشطة والمتعة، حيث يمكن لمحبي رياضة الغولف مثلا قضاء فترة ما بعد الظهر بممارسة هذه الهواية في واحد من الملاعب التي تحتوي على 18 حفرة.
ومن خلال العربات التي تجرها الخيول، ستحظى بجولة رومانسية عبر منطقة «زيفيلد» الأولمبية على طول الغابات والبحيرات والقرى. وتعتبر هذه العربات رمزا نموذجيا للمنطقة وجزءا من التراث المحلي وطريقة رائعة للتعرف على معالم المنطقة.
* عطلات عائلية لا تنسى
* وفي الحقيقة، تعد «زيفيلد» زوارها بعطلة عائلية لا تنسى، فعندما تقرر الذهاب برحلة مع العائلة، لا بد أن تبحث عن نشاطات تستطيع أن تتشارك بها مع أولادك وكل أفراد العائلة أو أن تتمكن من ترك زوجتك وأولادك لبضع ساعات دون أن يكدر صفو وقتك أي قلق أو خوف عليهم ومن يعتني بهم. وكل ذلك مدرج في حسبان زيفيلد: فنظرا لإدراك وتقدير «زيفيلد» لأهمية العطلات والوقت الثمين الذي تمضيه العائلة سوية أثناء الإجازات، فإنها تؤمن أماكن خاصة للأطفال ليمضوا وقتا مسليا وممتعا مع وجود أشخاص ذوي كفاءة عالية للانتباه والإشراف عليهم أثناء غيابهم عن أهلهم، حيث يمكن ترك أطفالك الصغار برفقة مشرفين مختصين في رعاية الأطفال مطبقين شعار «المرح واللهو في طبيعة نقية». ويمكن أيضا لكل أفراد العائلة أن يستمتعوا بالكثير من الأنشطة المثيرة، لا سيما عند زيارة حديقة «لويتاش» للأطفال، فالممرات الطبيعية التي تحمل فكرة ذات مغزى (مثل ممر اختبار النحلة) وأنشطة التسلق، وبالطبع المنتجعات الشتوية العائلية للتزلج، تعد جزءا أساسيا متمما لسلسلة الفعاليات المناسبة للأطفال. وبالإضافة إلى وجود برامج يومية مخصصة للزوار الصغار كمشاهدة أفلام خاصة بهم، يمكن للأطفال من محبي تعلم المهارات الجديدة خوض تجارب جديدة، مثل تعلم كيفية إعداد الخبز، كما يمكنهم عندها أخذ بعض مما خبزوه معهم. وللمغامرات حصة كبيرة مع مدرسة السحر في «لويتاش»، حيث سيتعلم الأطفال بعض الحيل السحرية.
* التسوق
* المنطقة المخصصة للمشاة في «زيفيلد» تغص بأماكن التسوق التي تحتوي على عدد كبير من المحال الحصرية لأجود ماركات الأحذية الإيطالية، وأجمل الأزياء الباريسية، وأفضل العلامات التجارية اللندنية، إضافة إلى منتجات سواروفسكي البراقة التي تصطف جنبا إلى جنب مع المنتجات النمساوية اليدوية وصناعات الحرف اليدوية الهدايا التذكارية المحلية، بحيث يمكننا القول إن فرص التسوق الرائعة والمتنوعة ستجعلك تجد كل ما تبحث عنه. كما يمكن للمرء الذهاب إلى مراكز التسوق في مدينة «إنسبروك» القريبة. ونظرا لكون «زيفيلد» تقع في ولاية «تيرول»، فالفرصة متاحة أيضا أمام زوار البلدة للتسوق خارج الحدود، إذ إن ألمانيا وإيطاليا قريبتان جدا منها.
* الإقامة
* تنتشر في منطقة «زيفيلد» مجموعة من الفنادق الفخمة التي تتصف بالخدمة المميزة والضيافة النمساوية العريقة، حيث تعتبر هذه الفنادق أماكن مثالية للراغبين بالمبيت في ظل أرفع المستويات، لا سيما بالنسبة للمتزوجين حديثا، فهذه هي المنطقة المرجوة لما تقدمه فنادقها المحلية من غرف فخمة وأجنحة واسعة، مع إمكانية تقديم برامج خاصة يختارها العرسان بأنفسهم وبمساعدة المكتب السياحي لتنظيم برنامج يتلاءم مع أذواقهم وهواياتهم ورغباتهم. كما يجد المرء خيارات كثيرة من البيوت والشقق المفروشة كالتي يقدمها «أبانيكو» في شارع «غايغنبوهل شتراسه» في «زيفيلد».

نقلا عن الشرق الاوسط

حول الموقع

سام برس