سام برس
لا تزال مدينة الإسكندرية تحمل عبقا إغريقيا وسحر المدن القديمة رغم التغييرات الكثيرة التي طرأت عليها إلا أنها ستبقى مدينة الكلمات التي أبهرت كل من زارها ليكتب عنها، فقالت عنها كليوباترا «إسكندرية ترنيمة الزمان ومعشوقة التاريخ لا أدري إن كنت أسكنها أم أنها تسكن وتتوسد حناياي». ومدحها يوليوس قيصر «حاورت المدن جميعها إلا أنني لم أسمع إلا همسها ومن بين المدن جميعا أنظر حولي ولا أجد سوى الإسكندرية». أما الشاعر اليوناني كفافيس فكتب عنها قصائد رائعة فقد شعر أّن الإسكندريّة سوف تتبعه كيفما سار. وسوف تطارده في المدن كافة لأنه سيجد الشوارع نفسها ويشيخ في الأحياء نفسها ويبيّض شعره في البيوت نفسها. وقال عنها الكاتب الإنجليزي فورستر «الإسكندرية مثل مخبأ، ولكنه مخبأ وجد به الحب وأشياء أخرى»، أما أمير الشعراء أحمد شوقي فقال عنها «إسكندرية عروس الماء.. يا خميلة الحكماء والشعراء». وأطلق عليها المؤرخ البريطاني مايكل هاج «مدينة الذكريات». * أين تقيم؟ الإقامة في الإسكندرية تترك ذكريات مميزة، خصوصا وأن فنادقها تحتل مواقع ساحرة تطل على البحر المتوسط حيث يغمرك الإحساس بالاسترخاء والشعور بالراحة. ويعتبر فندق «هلنان فلسطين» أشهر الفنادق المصرية ليس بسبب موقعه الرائع فقط، ولكن لكونه الفندق الوحيد الذي تم بناؤه داخل أحد القصور الملكية «قصر وحدائق المنتزه» التي آلت ملكيتها إلى الحكومة المصرية بعد قيام ثورة 23 يوليو عام 1952. يقف الفندق مواجها لكوبري الجزيرة وفنار المنتزه. قد شيد الفندق بأمر من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ليشهد أول قمة عربية تحتضنها مصر والتي حضرها جميع رؤساء الدول العربية وملوكها عام بنائه. ومنذ ذلك الحين يعتبر «هلنان فلسطين» مقرا لإقامة رؤساء وملوك العالم. ويضم الفندق 233 غرفة جميعها تطل على البحر والحدائق الملكية. ويضم 4 أجنحة جونيور و10 أجنحة كورنر وجناحين ملكيين وفيلا، وهي تحتل الطابق السادس من الفندق بأكمله، وتتفاوت أسعار الإقامة بالفندق حسب الفصول، ففي الشتاء يبلغ سعر الإقامة للفرد في الغرفة المزدوجة 250 دولارا. بينما تتكلف في الصيف 350 دولارا. وعلى الربوة الأخرى لحدائق المتنزه يوجد فندق وكازينو «السلاملك» حيث يمكنك الاستمتاع بالأجواء الكلاسيكية والتاريخية للمكان الذي شيده الخديو عباس حلمي الثاني ليكون استراحة صيد له ولصديقته النمساوية الكونتيسة ماي توروك هون زندرو التي سميت بعد زواجها من الخديو جاويدان هانم. وليصبح واحدا من أروع تصميمات المعماري اليوناني ديميتري فابريسيوس، كبير مهندسي الخديو آنذاك، وهو محاط بغابات صناعية باهرة امتلأت بالحيوانات التي كان يستمتع بصيدها الخديو وضيوفه. يوفر فندق «السلاملك» لنزلائه فخامة الحياة الملكية، وبمجرد دخولك إلى الردهة الرئيسية تجد صالون الخديو بما يميزه من فخامة الأثاث الملكي الوثير الذي يعود إلى القرن التاسع عشر، والذي يسعى رواد الفندق إلى التقاط الصور الفوتوغرافية وهم جالسون عليه أو بجوار صور الخديو وملوك وملكات مصر التي تزين جدران الفندق وسط أنغام الموسيقى الكلاسيكية على الآلات الوترية. وقد تواجهك صعوبة في الاختيار ما بين أجنحته الأربعة عشر. ومنها جناح «مولانا المهيب» ذو الخمس غرف والإطلالة الفريدة على حدائق المتنزه الخلابة. أو الجناح الخاص «بصاحبة العصمة» والذي يضم ثلاث غرف وشرفة فسيحة. أو جناح «دولة الرئيس» الذي يحتوي على غرفتين وشرفة وجناح «أفندينا» الذي يضم ثلاث غرف وشرفة. إلا أن حيرتك قد تزول إذا عرفت أن جميعها تتفق في تصميمها على الطرز الملكية. أما فندق فور سيزونز سان ستيفانو فهو فندق يستعيد تاريخ الإسكندرية الكوزموبوليتانية، فالفندق الحديث بني على أنقاض فندق وكازينو سان ستيفانو القديم الذي بناه المقاول الإيطالي الثري الكونت زيزينيا وافتتحه الخديو توفيق في 26 يونيو (حزيران) 1887. وقد حظي الفندق منذ منتصف القرن الماضي باستضافة نجوم الفن والغناء والأدب في مصر، ومن بينهم كوكب الشرق أم كلثوم والأديب نجيب محفوظ والفنانة فاتن حمامة وغيرهم الكثير. وحاليًا يستضيف كبار الرؤساء والملوك في العالم. يضم 118 غرفة فندقية تشمل 31 جناحا فخما تتيح بتنوع مستوياتها المعيشية إقامة مميزة بالفندق وتبدأ أسعار الإقامة فيه من 480 دولارا للفرد شاملة الإفطار. بينما يعطي الجناح الملكي بالطابق الثامن عشر لنزلائه رؤية فريدة في نوعها للبحر المتوسط والمدينة، حيث يمكنك وأنت تستلقي على الأسرة الوثيرة أن تستمتع بمشاهدة الأفق وتلامس بعينيك السماء المتلاقية مع صفحة المياه الزرقاء لبحر المتوسط، ويبلغ سعر الإقامة فيه ألف دولار في الليلة الواحدة. وتتسم غرف وأجنحة الفندق التي صممها الفنان الفرنسي العالمي «بيير إيف روشون» بالذوق الأوروبي الممزوج بلمسة من دفء وسحر الشرق. أما إذا كنت تريد أن تشعر بصخب الحياة السكندرية فعليك الإقامة في منطقة محطة الرمل الشهيرة. وتتميز المنطقة بوجود عدة فنادق تاريخية ومنها: «فندق سيسل» الذي يعد أول الفنادق المطلة على كورنيش الإسكندرية. شهد الفندق مولد أهم وأشهر الأعمال الأدبية منها: رائعة لورانس داريل «رباعية الإسكندرية»، والتي كتبها الأديب الإنجليزي الشهير بين جنبات الفندق. سمي «سيسل» تيمنا باسم ابنه المالك الأصلي للفندق الثري الألماني «ألبرت ميتزجر»، ويعود تاريخ الفندق لعام 1929 حيث شيده المعماري الإيطالي جوسيبي أليساندرو لوريا، على الطراز الفلورنسي وأكسبه لمسة مستوحاة من مساجد الإسكندرية وبازارات القاهرة. ويتكون الفندق من خمسة طوابق تحتضن 83 غرفة و3 أجنحة، وبمجرد وصولك إلى الفندق ستدرك أنك في عالم كل شيء فيه يتميز بالفخامة والذوق الرفيع حيث الديكورات المذهبة والتحف والأنتيكات العتيقة والأثاث الكلاسيكي. أشهر نزلاء الفندق: الملك فيصل وملك السويد وجوزفين بيكر وأجاثا كريستي وهنري مور وألفيس بريسلي ونجيب محفوظ وأول رئيس لجمهورية مصر العربية محمد نجيب، ولورانس داريل والقائمة طويلة جدا. كل هذا مقابل مبلغ 95 دولاًرا شاملة الإقامة والإفطار للفرد في غرفة مزدوجة، أما إذا أردت غرفة مطلة على البحر فهي ستكلفك 195 دولارا. وسعر أي وجبة إضافية يبدأ من 15 دولارا للفرد. * أين تذهب؟ أن تعيش أجواء الإسكندرية وتسافر عبر عصورها بمتعة لا متناهية أمر يمكن تجربته خلال ثلاثة أيام، تبدأ جولة اليوم الأول بتذوق عبق الإسكندرية المميز والذي لا يوجد سوى في منطقة بحري التي يغلب عليها حياة البحر، ويرتبط عمل قاطنيه بأعمال الصيد وبيع الأسماك وصناعة الشباك والسفن. السير في هذا الحي متعة تكتمل بالوصول لقلعة «قايتباي» حصن السلطان المملوكي قايتباي الذي اتخذه حماية لمملكته من الأتراك الذين استولوا على القسطنطينية. ولا تزال أهم وأجمل القلاع والتحصينات الدفاعية على ساحل البحر المتوسط، وهي مشيدة على أنقاض فنار الإسكندرية القديم، «فاروس» إحدى عجائب الدنيا السبع، الذي انهار عام 700 م. يجاور القلعة متحف الأحياء المائية، وبه مجموعة من هياكل الأسماك العملاقة، وهيكل لعروس البحر. وبعد التجول في أنحاء القلعة والتقاط الصور التذكارية، يمكن الجلوس في مقهى «جراند كافيه» الواقع على بعد 5 دقائق من القلعة حيث يمكن تناول الغذاء مطاعم المشويات «حسني» و«أبو راوية»، حيث يمكنك تناول طبق من الكباب والكفتة مع طاجن الأرز المعمر وطاجن الخضراوات والسلطات وطبق أم علي بنحو 70 جنيها للفرد. ولتجربة أشهر الأكلات البحرية السكندرية الترسة وأسماك البوري والمياس ومشروب طازج مقابل 150 جنيها مصريا، أو تناول وجبة أسماك مميزة في مطعم «فيش ماركت» وأسعاره تبدأ من 350 جنيها، وهو يطل على البحر مباشرة وملاصق لنادي الكشافة. وإذا أردت لمس الطابع الشعبي للإسكندرية فيمكنك تناول الغداء في أشهر والدينيس وطواجن السبيط والمحار المختلفة من الجندوفلي والجونشل والجلاجولا، فهناك مطعم «أبو أشرف» وهو يقدم وجبة رائعة تكفي لثلاثة أشخاص عبارة عن سمك بوري سنجاري وأرز صيادية وكيلو من الجمبري والسلطات والمشروبات بنحو 200 جنيه. كما يقدم مطعم «قدورة» وجبة أسماك طازجة بنحو 80 جنيها للفرد، كما يمتاز بتقديم أشهر الأكلات السواحلية وهي الملوخية بالجمبري. وإذا رغبت في زيارة مدينة كليوباترا الغارقة وأطلال قصرها والتعرف على العصر البطلمي، فكل ذلك متاح إذا كنت من هواة الغوص وذلك مقابل مبلغ 500 جنيه مصري، حيث يوجد مدربون محترفون يساعدونك على رؤية أروع الآثار والسفن الغارقة، الإسكندرية على مدى 40 كم. ويمكن تأجير يخت مجهز بكافة وسائل الراحة من نادي اليخت المصري ويتكلف نحو 700 جنيه مصري ويكفي لـ15 فردا وتستغرق الرحلة البحرية التي تجوب كافة شواطئ الإسكندرية 9 ساعات ويمكن لهواة السباحة التوقف بعدها يمكن الاسترخاء قليلاً في مقهى مركز الغوص. وإذا كنت لا تهوى الغوص فيمكن استبدال تلك المتعة بمتعة أخرى وهي نزهة بحرية تبدأ من أقدم مواني العالم القديم «الميناء الشرقي» وحتى آخر شواطئ الإسكندرية أبي قير، حيث تمتد شواطئ باليخت قليلاً لنزول البحر وتنتهي الرحلة البحرية قبل غروب الشمس. بعد ذلك يمكن الوصول لمقهى «البن البرازيلي» بشارع صلاح سالم بالمنشية حيث يمكنك الاستمتاع بأجود أنواع القهوة والكابتشينو الذي لا مثيل له والذي يقدم لك بماكينة إيطالية تعود لعام 1929، كما يمكنك الاستمتاع بتناول الكرواسان والميلفي والبسكويت والمخبوزات الفرنسية وأنت ترمق الحياة اليومية في أحد أهم شرايين مدينة الإسكندرية، بعدها يمكن السير في الشارع المكتظ بمحال الملابس والأحذية وشراء بعض الهدايا التذكارية. حتى تصل إلى ميدان محطة الرمل الذي يقف فيه تمثال للزعيم سعد زغلول للنحات محمود مختار حيث يمكن التقاط صورة تذكارية أمامه، وبعدها يمكن تناول العشاء في مطعم «أثينيوس» المطل على البحر مباشرة بأجوائه الرومانسية الحالمة وحوائطه التي تزدان بصور لملوك وملكات مصر.* اليوم الثاني نبدأ في اليوم الثاني بجولة في الإسكندرية الكوزموبوليتانية حيث نستكشف بصمات وذكريات جاليات متنوعة عاشت بها، والتي تظهر على مبانيها ذات الطراز الفلورنسي، ومن خلال جولة في قلبها «محطة الرمل» ­ ستجد محلات للجالية اليونانية لا تزال تحمل أسماء أصحابها، مثل «مينرفا» و«جارو» و«جوانيديس»، ومقاهي ومطاعم منها «ديليس»، «تريانون«. ويمكنك هناك احتساء فنجان من القهوة أو تناول العصائر المثلجة مع قطعة من الحلوى الفرنسية الشهية مقابل 30 جنيها مصريا، لتتمكن من التسوق والتجول في أهم شوارع المدينة النبي دانيال، حيث ستجد كل ما تحتاج إليه من ملابس وإكسسوارات وكتب قديمة ونادرة. بعدها تبدأ جولة بين الأطلال اليونانية الرومانية التي تتناثر بين جنبات الإسكندرية، ومن أهمها المسرح اليوناني الروماني، الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني الميلادي وهو المسرح الوحيد من نوعه في مصر، ويتكون من اثني عشر مدرجا نصف دائري، وبه مجموعة من الحمامات الرومانية، وتعرض به بعض قطع الآثار الغارقة المنتشلة من موقع قلعة قايتباي. كما يضم المتحف اليوناني الروماني مجموعات نادرة من التماثيل التي ترجع إلى الفترة ما بين القرن الثالث وحتى الخامس الميلادي. ومن أهم المزارات السياحية بوسط الإسكندرية التي يفضل زيارتها في الصباح، المتاحف الأثرية، ومنها متحف الإسكندرية القومي، وهو أحدث المتاحف بالمدينة ويضم 1800 قطعة أثرية، وهو يروي قصة المدينة عبر العصور حتى الآن، ومواعيد العمل به من التاسعة صباحا وحتى الخامسة مساء. ولمعرفة التأثير اليوناني في الثقافة السكندرية علينك زيارة متحف كفافيس، وهو منزل الشاعر اليوناني السكندري المولد قسطنطين كافافيس، ويحمل رقم 4 بشارع ليبسوس سابقا (شرم الشيخ) حاليا بمحطة الرمل. ويضم المتحف غرفة نومه والصالون الشعري الخاص به وكل ما كتب عنه وأشعاره المترجمة إلى معظم لغات العالم. والمتحف مفتوح كل أيام الأسبوع عدا يوم الاثنين. * وقت الطعام بعدها نذهب لتناول الغذاء حيث كان كفافيس يحب أن يسير أو يتناول غذاءه في شارع صفية زغلول الشهير بالإسكندرية وعلى مقربة من ميدان محطة الرمل حيث يقبع مقهى «إيليت» أحد أشهر مقاهي الجالية اليونانية في الخمسينات من القرن الماضي. كان ملكا لمدام «كريستينا كوستانتينو» ملهمة كفافيس. ارتاد «ايليت» الروائي العالمي نجيب محفوظ وأم كلثوم والملكة فريدة والملكة ناريمان وزوجها، كما زاره المغني اليوناني السكندري ديميس روسوس والفنانة داليدا ويوسف شاهين. ويمكن استبداله بمطعم غربي إيطالي مملوكا لأحد اليونانيين السكندريين مطعم «سانتا لوتشيا» وهو في مواجهة إيليت. * متاحف بعدها نقوم بجولة في مكتبة الإسكندرية ومتاحفها المتعددة حيث تشمل متحفا للآثار وبه بعض المومياوات الرومانية، وتماثيل يونانية، وبها متحف للمخطوطات ومتحف الإسكندرية عبر العصور الذي يصور تاريخ المدينة بأكمله، ومركز القبة السماوية الذي يأخذنا في رحلة فلكية ساحرة. فضلاً عن جولة في قاعة القراءة المقسمة إلى 7 طوابق كل طابق يحتوي على الآلاف الموسوعات والدوريات، والتي يمكن إلقاء نظرة عليها عبر مثلث زجاجي باسم الشاعر اليوناني «كاليماخوس». * الإسكندرية ليلا ولقضاء أمسية راقية والاستمتاع بعروض دار أوبرا الإسكندرية عليك التوجه لمسرح سيد درويش، يحمل هذا المسرح ملامح العصر الذهبي لمدينة الإسكندرية خلال حكم أسرة محمد علي لمصر، فقد شيده في عام 1918 اللبناني بدر الدين قرداحي أحد أثرياء المدينة الساحلية وكان يطلق عليه «تياترو محمد علي»، وما زال هذا الاسم مدونا على اللوحة التأسيسية للمسرح في أعلى واجهته الرئيسية. وفي عام 1962 تم تغيير اسمه إلى مسرح سيد درويش. شيده جورج باراك على الطراز الإيطالي وعلى غرار قصر «أوديون» الشهير في فرنسا. ويقع المسرح في طريق الحرية في شارع فؤاد (سابقا) بمنطقه محطة الرمل. ولإكمال الأجواء الكلاسيكية الحالمة، ننصح بتناول العشاء في مطاعم الفورسيزونز سان ستيفانو وهي مطعم «بابيلوس» بقوائم طعامه اللبنانية والفرنسية، ومطعم «ستيفانوس» ذو المذاق الإيطالي، ومطعم «كالا» وأطباقه اليونانية بتكلفة تبدأ من 300 جنيه. أو يمكنك الاستمتاع بوجبة عشاء من الأسماك البحرية الطازجة على البحر في مطعم «النادي اليوناني» أمام قلعة قايتباي ببحري على أنغام الأغاني اليونانية التي تنقلك لسحر الجزر اليونانية. * اليوم الثالث «قصر فرساي» خصوصا أنها محاطة بنحو 120 فدانا من الخضرة، شهدت الحديقة قصة غرام شاه إيران وعروسه الأميرة فوزية اللتين أصرا على أن يقضيا شهر العسل بقصر أنطونيادس. تضم الحديقة مجموعة من التماثيل الرخامية النادرة لبعض وفي اليوم الثالث سنتعرف على الإسكندرية المعاصرة وهنا ننصح بجولة في شرق المدينة، وهو الجزء الذي يكتظ بزوار الإسكندرية ليلاً ونهاًرا، يمكن تناول الإفطار في «حديقة أنطونيادس» واحة العشاق، التي تمنحك أجواء فرنسا الكلاسيكية وبخاصة حدائق الشخصيات وأبطال الأساطير اليونانية أشهرها تمثال أفروديت رمز الجمال. الحدائق مقسمة إلى الفرنسية والإيطالية واليابانية والأندلسية، هذا بالإضافة إلى حديقة الأطفال والبيت الأخضر ومركز النباتات والزهور المنزلية، ولا تخلو الحديقة من بعض المطاعم والمقاهي. شهدت حدائق أنطونيادس الكثير من الحفلات أهمها الحفل الذي أقامه الخديو إسماعيل وحضره الأمير الشاب توفيق بن الخديو الوريث لعرش مصر ونخبة من رجال المجتمع في الإسكندرية. كما أقيم بها عدد من حفلات «أضواء المدينة» والتي أحياها أهم نجوم الغناء والفن في العالم العربي، منهم العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، ويعد قصر أنطونيادس شاهدا على مجموعة من الأحداث التاريخية المتميزة مثل توقيع المعاهدة الأنجلو مصرية عام 1936، والاجتماع التحضيري الأول لإنشاء جامعة الدول العربية عام 1946. بعدها نعود لنسيم البحر، حيث يمكنك الاستمتاع بقضاء يوم على الشاطئ والاستمتاع باليود النقي الذي تتميز به شواطئ الإسكندرية عن أي شاطئ آخر في أنحاء مصر، ويمكنك قضاء يوم على شاطئ فندق «آزور» مقابل 200 جنيه للفرد، أو شاطئ فندق «تيوليب» 150 للفرد أو شاطئ فندق فورسيزونز مقابل 400 جنيه للفرد، حيث يمكنك تناول وجبة خفيفة مع مشروب منعش. يمكنك زيارة أروع المزارات في الإسكندرية على الإطلاق قصر المنتزه الذي يقع على ربوة عالية تطل على أكثر شواطئ الإسكندرية سحرا ورومانسية، والسباحة بجوار الأحواض الملكية التي كانت مخصصة لتعليم الملك فاروق والأميرات السباحة. تضم حدائق المنتزه الكثير من المزارات منها: طاحونة الهواء والكوبري والفنار ومرسى اليخوت، وقصر السلاملك وبرج الساعة، والصوبة الملكية التي أسسها الملك فؤاد عام 1934، وبها أندر النباتات التي يصل عمرها إلى 75 عاما، وتوجد داخلها منطقة شلالات طبيعية التي كانت مكانا مفضلا للأميرات وهي متاحة من دون أي رسوم للزوار. وإذا كنت ترغب في البعد عن الزحام وممارسة الصيد والتخييم فعليك بالتوجه إلى أبي قير، فهي تضم مجموعة من الجزر أهمها جزيرة نيلسون وجزيرة العريان وجزيرة الصغير، فيمكنك القيام برحلة بحرية قصيرة من أبي قير بواسطة قارب صغير إلى هذه الجزر والتخييم وسط المياه الفيروزية والرمال الصفراء. ويمكن تناول العشاء وتجربة ألذ وجبة أسماك طازجة على شاطئ أبو قير في مطعم «زفريون» اليوناني والتي تتكلف نحو 200 جنيه مصري للفرد.

travel-220915-2.1.jpg (600×330)

travel-220915-2.2.jpg (600×330)

travel-220915-2.4.jpg (600×330)

travel-220915-2.3.jpg (600×330)

حول الموقع

سام برس