بقلم/ علي صالح المسعدي
لسنا بحاجة الى اعادة عجلة التاريخ ليصنع ماحواليه ويجدد نفس الاسطوانة في تحدي المتشدقين به اننا ان وقفنا امام ذلك فان المؤشرات التي تبدو اكثر من المبشرات وان البابوية الفكرية والثقافية الموجهة هي السايد حاليا من قبل الكثير من اللاعبين على اوتار السمفونية المعروفة ، التي بلغ مداها الجميع فيه من دماء وحروب وطفح للقذى المتراكم من سنوات عدة مثل المناطقية الفجة ، المذهبية ، السلالية المفرطة ، الادعاء بامتلاك الحقيقة من قبل من عطلوها لتمضي مشاريعهم القزمية وتضييع الوقت في شد وجذب الحبل وقطع الشعرة المتبقية منه في تسارع لاحداث واستجرار ميراثها في عناوين معثراتها.

ان الخطر الداهم يأتي دائما من عدم القدرة على الفهم المشروع باعلام سواريه المتقادمة فالمشروع الديني الجامد غير المدرك لظواهر ماحواليه هو الذي سيجعل الفعل والفعل المضاد اجابه على فشل ترويجه وسحب تداعياته المتسارعة، مما اوجد خطورة على نشئ الامة المتعطش لبلوغ المقصد في مدنيةالمشروع الاسلامي المتحضر الذي قد يسود ليبلغ الافاق المتسعة لتحقيقه بغير العنوان الحالي المتشنج نحو اليسار ومهدويه اوهامه او يمين المشروع نحو خلافته المزعومة.

اذا هو مشروع فاشل يراد من خلاله تشتيت الامة نحو تنافس انتهى بالحروب والدماء لبلوغ هدف واحد هو المشروع المعلن مما ادى الى افلاسه وافلاس المتبنيين له وتكاد تكون جهة واحدة وزعت جهدها في حملين على راحلة واحده هي جماهير الامة المتضرر الابرز من التجربة الفاشلة التي ادعت امتلاك الحقيقة وافرغت البقية منها لتحكم وتستفرد بالقرار ذو الشقين لعنوان واحد هو الانكار والتفرد لماعداهمها يجعل من الامة بحاجة الى مشروع اكثر طموحا واكثر فهما لموروثها العقائدي المتطور بالمعاصرة غير المنسلخة عن الجذر غير اليابس المثمر.

وقد تاتي سنوات لنجد انفسنا اكثر قبولا لذلك مادام يتوافق مع مكنونا الاسلامي والواقع المحيط بنا اتمنى ذلك لنجد انفسنا غير غرباء في محيط نشاطنا وديمومة مسارنا الذي يجب ان يكون اكثر فهما لماهو حاصل
نحو الحقيقه وجذور المنفعة للجميع بعيدا عن الغلو المتراكم المتشنج نحو نفسه ونحو استفراده.

الايام القادمه قد تتولد فيها الكثير من الاسباب لايجاد المشروع العربي الاسلامي غير المسيطر عليه من قبل المنتفعين حاليا ، وحينها قد ينمو الطريق الاصوب والوارث لماضي الامه الناصع المتحضر القادر بعد مزجه مع شروط العصر ان يبلغ الامه نحو ماكانت تتوق اليه من رقي وسلام وصفاء في العقيدة وصراحة عناوينها.
*ناشط سياسي وشاعر وكاتب من مدينة ذمار

حول الموقع

سام برس