بقلم/ محمد العزيزي
متى يعي العرب والمسلمين أن الصراع والحرب والتخريب في الشرق الأوسط وبين الدول العربية عموما والذي تديره أمريكا والغرب والأوروبيون وقوى الهيمنة العالمية ليس صراعا دينياً بين العرب والغرب لنشر الدين المسيحي أو اليهودي وإلغاء الدين الاسلامي ، كلا وألف كلا ، بل الغرب يديرون كل تلك الصراعات والحروب بالمنطقة من أجل السيطرة على الثروات والطاقة والاقتصاد العربي والمنطقة ، لأنها ليست بحاجة لنشر الديانات أو لتدافع عنها ، فلو كانت كذلك لما سمحت للجمعيات والمساجد الكبيرة والمدارس الإسلامية أن تنتشر في كل مدن أمريكا وأوروبا والعالم وتحميها وتوافق على توسعها وتزايد عدد المساجد والمسلمين الذين يعتنقون الإسلام من أبنائهم وهم بالألاف سنويا وفق تقاريرهم .

مهمة الغرب يحرشون بين العرب والمسلمين ليتقاتلوا فيما بينهم ويتسلط بعضهم على بعض ويتوسع الشقاق بينهم ،ثم يحتكمون للغرب لحل مشكلاتهم ويستمرون في الهيمنة الطوعية و الإجبارية للعرب ،وجعلهم ينتقمون من بعضهم ويتسابقون على تقديم الولاء والطاعة العمياء للمتحكم بصراعهم المزمن ،ولكن من يقنع الديك العربي ؟!.

هدف الغرب الوحيد والأوحد الإمساك بالاقتصاد وامتصاص ثروات المسلمين والعرب عبر خلق هذه الصراعات والحروب والفتن وإدارت الخلافات البينية وتأججيج الصراع على السلطة والنفوذ والثروة بين الأجنحة المتصارعة ليتسابق العالم العربي لخدمة مصالحهم في تقديم خراج وثروة واقتصاد بلداننا الإسلامية والعربية بالذات ومع ذلك العقلية العربية تتعفف ولا تريد أن تفهم ذلك ،فمن يقنع لي الديك العربي .
وصلت همجية الغرب المهيمنة على أنظمة الحكم العربية بأن تصنع وتعلب لنا الأعداء من أبناء جلدتنا وتصدرهم إلينا بعقول متوحشة و مفخخة،وتأتي هي كمخلص ومنقذ للعرب والمسلمين ،وكلنا نعرف أن الصراع الديني الذي تديره أمريكا وأوروبا حاليا وتغذيته بشكل فج بالمنطقة هو الصراع المذهبي والتشدد الفكري حيث ظهرت عشرات المذاهب والاتجاهات الدينية الدخيلة على الإسلام والدين خلال أواخر القرن الماضي وحتى اللحظة بهدف ضرب النسيج الإسلامي والترابط الأخوي والإجتماعية وضرب الدين الاسلامي من داخله ومن أبنائه ومعتنقيه لتستمر الحكاية والصراع بين المسلمين من هو على الدين الحق وهم ينهبون ثرواتنا بأريحية ويسر ، ولكن من يقنع العرب والمسلمين.

جميعنا يتذكر ظهور وخفوت القاعدة وطالبان وداعش والإخوان والسنة والشيعة والصوفية والأباضية والبهرة والبهائية والصفوية والإثنى عشرية والشافعية والحنبلية والزيدية .. الخ من الجماعات الإسلامية المذهبية المعتدلة والمتطرفة والمسلحة، والهدف من هذه الكنتونات والكيانات والنتؤات والمذاهب الدينية هو ضرب العمق الاستراتيجي لقوة الدين والنسيج والتماسك الأخوي والإسلامية والترابط الاجتماعي الذي غرسه الدين الاسلامي في المجتمع العربي والإسلامي وفي المنطقة وصولا للهدف الأساسي لأمريكا والقوى الغربية الأخرى في امتصاص الثروة والاقتصاد واستمرار الصراع بيننا لذات الهدف ولكن من يقنع الديك الغبي.

الأمريكان والغرب يصنعون الصراع وينشؤون الكيانات المسلحة والمتطرفة ويأتون ليحلوا لنا مشاكلنا ويقتصون لنا من المتطرفين والمسلحين صنيعتهم ،وهم في الحقيقة يأتون ليدمرونا ويقضون على الحياة والبنية التحتية والخدمات والمباني وكل المصالح واقتصاد وثروات العرب تحت يافطة تخليصنا من المتشددين الإسلاميين والعرب وأبناء جلتنا الذين صنعوهم لنا وأرسلوهم إلينا ،والهدف سرقة لقمة عيشنا وثروتنا وتدمير اقتصادنا ومستقبلا لأننا لا نستحق كما يعتقدون نعمة العيش وهذه الثروة التي أكرمنا الله بها، ولكن من يقنع الديك وقيادات وحكام العرب والمسلمين.
ليس هذا وحسب بل يمنعون حكام العرب من التصنيع لكل شيء ليظلوا مستهلكين لصناعاتهم غير منتجين لأبسط الأشياء رغم أن كل المواد الخام لصناعاتهم من بلداننا لنبقى تحت السيطرة هكذا هو حالنا فهل يعلم الديك العربي ذلك.

الغرب يبيعون جبرا وعصبا للعرب السلاح الذي لم تعد جيوشهم تستخدمه ،وتفرض عليهم شراء صفقات السلاح بمليارات الدولارات البعض منها صفقات وهمية ،وذلك السلاح ليس من أجل قتال الأمريكان ودول الغرب وليس لنشر الدين أو قتال اسرائيل ودفاعا عن أمن أمتنا وديننا بل لقاتل بعضنا البعض ويظل التوتر والحرب بيننا لسنوات طويلة ، وما يحدث اليوم في الدول العربية والإسلامية من اقتتال راح ضحيته ألأف المسلمين والأطفال والنساء والمواطنين الأبرياء في إطار الصراع على السلطة والنفوذ والثروة الغرض منه اضعاف وإذلال العرب والمسلمين ، وما يحدث لاخواننا في غزة وفلسطين من إبادة جماعية خير شاهد ومؤلم جدا ونحن نتفرج والجميع يتألم وبصمت ورضا ،ويعبثون بأخواننا ولم نستطع فعل اي شئ بل نناشد إنسانيتهم الميتة بالرأفة والرفق بالفلسطينيين وندخل وسطاء لإنقاذ ما تبقى من أشلاء وجثث وإدخال فتات المساعدات للمحاصرين أليس هذا واقعنا اليوم ولم تتجرأ أي دولة عربية ولا إسلامية ولا قائد عربي عمل شيء ، فمن يقنع لي الديك العربي.
تخيلوا أن العرب إذا اشتروا صفقة سلاح من دولة تظهر دول غربية أخرى تهدد وترعد إذا لم تشتري تلك الدولة العربية منها فيا ويلها الويل وهكذا ، يتناصفنا الغرب في مكاسبهم وبشراء أسلحهم وصفقاتهم وفق استراتيجيتهم، وإن صنعوا لنا سلاحا تجد قطعه لدى دولة أخرى أو السلاح الذي يدمرها ويسقطها لدى دولة أخرى ويباع لدولة عربية أخرى وهكذا نحن العرب مضحكة وملطشة ،خاضعين ومستسلمين لإرادتهم ونفوذهم، لكي لا تقوى الدول العربية على قول كلمة لا وكفى في وجه أمريكا وحلفائها ، فهل يفهم العرب والمسلمين إلى أين هم سائرون وما فعلت بهم الفرقة والشقاق؟.

الموضوع يا عرب ليس صراعا دينياً ولا تسابق في نشر الأديان ، ولا حتى صراعا مذهبيا بين المسلمين لمن يسيطر ويحكم المنطقة والمسلمين أكانوا شيعة أو سنة ولكن صراع ننفذه نحن خدمة للغرب لحققوا مكاسب اقتصادية تصب في مصلحة الغرب وعلى رأسهم أمريكا والخاسر الوحيد من الصراع الدائم هم العرب والمسلمين.

يا جماعة يا اخوان تأكدوا أنه لا يمكن أن يترك حالكم الغرب وامريكا ،ويتركونكم تنعمون بهذه النعمة وخيرات بلدانكم إلا عندما تزول وتنضب وتستنزف ،عندها سترميكم أمريكا وأخواتها إلى مزبلة المخلفات عظاما متسخة ورمة ، وستمنع عنكم وصول خيراتها إليكم، بل ستجعلكم تغوصون في فقركم وجوعكم وتخلفكم ولن تلتفت إليكم باعتباركم حثالة العالم ،خنتم أوطانكم وشعوبكم ، اعتقد حينها أيها العرب أنكم ستتحدون وستذهنون وتستفيقون من غيكم وسباتكم وأحقادكم القذرة ،ولن يكون بينكم عميل لامريكا وغيرها ،ولكن بعد فوات الأوان وحين لا ينفع الندم ولن تنفعكم حتى وحدتكم المتأخرة ،ومع ذلك من يقنع لنا الحكام العرب المتخاذلين والمتخاصمين والمتحاربين حاليا، ويخبرهم بذلك المآل المحتوم.
.. فهل وصلت الفكرة والهدف من الصراع الدائم والمستوطن والذي لا يبرح منطقتنا العربية والإسلامية منذ عقود وتديره تلك القوى الغربية بأيدينا وبفلوسنا واقتصادنا وثرواتها والضحايا منا وفينا .. فهل اقتنعت دجاج وديوك وحكام العرب والمسلمين ؟!!

حول الموقع

سام برس