سام برس/ متابعات
تجذب المساجد التاريخية في ولاية "أوردو" التركية المطلة على البحر الأسود، أنظار الكثير من السائحين من داخل وخارج تركيا، وخاصة الزائرين العرب في السنوات الأخيرة، لتميزها بهندسة معمارية فريدة وإنشاء خالٍ تماما من المسامير.

وبنيت هذه المساجد خلال العهد العثماني، باستخدام طريقة الألواح الخشبية المتداخلة، دون الاستعانة بأي نوع من المسامير، ما يشير إلى مدى الأهمية التي كان يوليها المسلمون للفن، ولبناء المساجد.

وتكمن أهمية هندسة هذه المساجد في عدم استخدام المسامير في بنائها، حيث استعمل المعماريون العثمانيون الخشب والحجارة المقطوعة فقط، في تشييدها، ما يُعتبر أحد الأمثلة النادرة على فن العمارة الإسلامية.

وفي حديث لـ"الأناضول"، أوضح "عرفان بلقانلي أوغلو"، والي أوردو، أن مدينتهم تحتوي على أعداد كبيرة من هذه المساجد القائمة على فكرة استخدام الأخشاب دون مسامير،على الطراز التركي الأناضولي، الممتد جذوره إلى أواسط أسيا.

وأضاف بلقانلي أوغلو، أن مسجد "لالالي" المستمد فكرته من زهرة التوليب بالمدينة يأتي على رأس المساجد التراثية الخالية من المسامير، نظرا لكونه أحد أقدم نماذج هذا الطراز، حيث أُسس قبل قرابة 5 قرون من الزمان.

وعن حالة المسجد، لفت أنه لم يجر عليه أعمال ترميم هامة منذ إنشائه قبل 500 عام، ما دفعهم بالتعاون مع مديريات الأوقاف والسياحة والثقافة بالولاية إلى نفخ الروح فيه من جديد، شريطة عدم إدخال أي إضافات صناعية على جميع أجزائه.

وأشار أنهم بالفعل تمكنوا من إصلاح وترميم الأجزاء التي تعرضت لأضرار مع مرور الزمن، بشكل يتوافق مع الطراز الأصلي لهندسته المعمارية، وأخرجوه في صورة توافق تماما حالته قبل 5 قرون، دون اللجوء إلى مسمار واحد خلال أعمال ترميمه.

وأعرب المسؤول التركي، عن بالغ سعادته لحصوله مع فريقه على دور في حماية هذا الأثر التاريخي ونقله بصورته الرائعة الحالية إلى الأجيال القادمة، مشيرا في الوقت ذاته إلى وجود مساجد أخرى مشابهة تتواصل فيها أعمال الصيانة والترميم.

حول الموقع

سام برس