عبدالله الصعفاني
باستثناء الذين يجاهرون بأن السجن للرجال، ويتعاطون الجرائم بسهولة شرب الماء، لا أحد يحب قضاء، ولو ساعة، وراء القضبان، فكيف عندما يصل الحال بمظلوم أو معسر حد المكوث وراء القضبان إلى ما يقترب أو يزيد عن سنين يوسف ..
* وفي هذه الخواتم المباركة بإذن الله، ما رأيكم بزيارة جماعية افتراضية لهذه السجون الممتدة من مركزي صنعاء إلى سجون المحافظات، وسجون الاحتياط، وحتى السجون الخاصة التي لم نسمع إعلاناً حكومياً يمنياً عن إغلاق آخرها ..
* وسأعتمد في معلوماتي على صدق وروح وإنسانية رئيس مصلحة السجون، اللواء محمد الزلب، وهو يتحدث قبل فترة زمنية قصيرة عن السجون ونزلائها، بصورة رغم ما فيها من البساطة،إلا أنه قال من الكلام ما يخدش ضمائر وقلوباً ما تزال ترفض تفعيل إرادة الرحمة المشتقة من اسم الرحمن الرحيم ..
* في هذه الخواتم المباركة .. وبمفارقة أن رئيس مصلحة السجون ليس عضواً في اللجنة العليا للسجون وأن اجتماعاتها مناسباتيه نادرة، ولمرة واحدة تسبق رمضان، وفقاً لتصريح مسئول.. أتمنى على مفتش عام وزارة الداخلية، اللواء عبده ثابت،أن يجعل في أول اهتماماته السريعة والعاجلة العمل على إحداث قفزة إنسانية محترفة باتجاه رفع المظالم في السجون.
* يكفي الواحد أن يكون مسجوناً على ذمة قضية.. أما أن يكون مظلوماً ولا يستطيع مغادرة محبسه الطويل على ذمة قضية كيدية، أو مبلغ كثيراً ما يكون تافهاً، فإن الأمر يحتاج إلى نظرة تأخذ في الاعتبار أن الراحمين يرحمهم الرحمن، وأن السجون تحتاج فعلا للتحول من مجرد عقاب وحبس للحرية وإنصاف المظلوم من الظالم، إلى أماكن للإصلاح والتهذيب، وإلّا خرج منها المظلوم خطراً وغادر المحكوم بالجريمة البسيطة مجرماً عاتياً.
* وعندما يتعلق الأمر بتواجد إخوة لنا في السجون على ذمة قضية عجز وإعسار، يصير من واجب الدولة والمجتمع، العمل المخلص والجاد، لأنه إذا تأكد القول بأن رئيس الجمهورية يوجه بالمبالغ ثم يتم توريدها أو يساء استخدامها، فلا توجه لإخراج المعسرين، فسنكون أمام دعوة لإقامة المأتم والعويل ..
* ولأهل الخير.. ليس ضرورياً أن تدفعوا فلوس حل أزمات المعسرين إلى أي جهة حكومية إذا ما ساوركم أي شك.. فأنتم تستطيعون التعرف على أحوال المعسرين ومساعدتهم من الوجه إلى الوجه ..
* وحسب الجميع التأمل في المعلومات والأرقام التي سجلتها ذات يوم من لسان رئيس مصلحة السجون، الذي يتحدث من قلبه بلغة ومشاعر ابن البلد المحترم الذي لا يهتم بالتنطع أو ترنيج الكلام ..
* أكثر من ألف سجين أنهوا فترة حبسهم منذ سنة وسنتين وأربع، وما يزالون في السجون ..
محبوسون لم يجدوا من يضمنهم.. مسجونون غير محكومين، وثمانية أشخاص على مبالغ لا تتجاوز الخمسة آلاف ريال ..
* لا حول ولا قوة إلا بالله

حول الموقع

سام برس