احمد عبدالله الشاوش
‬قمة المهنية أن تكون صحفيا في‮ ‬الميدان وأن تمارس ذلك العمل الجليل من أرض الواقع ومواطن الأحداث بكل إرادة وعزيمة وجرأة في‮ ‬سبيل أداء الرسالة الإعلامية السامية التي‮ ‬تستند إلى أخلاقيات المهنة وتوجب على المراسل الصحفي‮ ‬البعد عن كل المؤثرات والاغراءات السلبية التي‮ ‬من شأنها أن تعصف بالرسالة الإعلامية وتفقد ثقة المشاهد والقارئ بمحتوى الرسالة أو من‮ ‬يقوم بنقل الحدث فقد برع وأبدع الكثير من رواد العمل الميداني‮ ‬من رجال الصحافة والإعلام بتقاريرهم الإخبارية الصادقة وتغطياتهم المتميزة للأحداث بكل أمانة وخاطروا بأنفسهم وتعرضوا للاغتيالات والقتل والسجن والتعذيب وقيدت حريات الكثير في‮ ‬محاولة لإخفاء بعض الجرائم والتجاوزات ،ورغم تلك المخاطر المحدقة بهم واصلوا المسيرة لقناعاتهم وكشفوا الكثير من مواطن الفساد في‮ ‬كافة مجالات الحياة السياسية ،والاقتصادية، والعسكرية، والاجتماعية،في‮ ‬السلم والحرب انتصاراً‮ ‬للمهنة ووفاء للكلمة والحرف إلا أن بعض مراسلي‮ ‬القنوات الفضائية، والصحف والمواقع الالكترونية الذين‮ ‬يمثلون جنود صاحبة الجلالة وعيون السلطة الرابعة اليقظة الذين‮ ‬يرصدون الكثير من التجاوزات والجرائم من بؤر التوتر ودهاليزها المظلمة‮ ‬يتأثرون ببعض المؤثرات نتيجة الأطماع أو الانتماءات عند رفع تقاريرهم الإخبارية وتغطياتهم للأحداث الملتهبة على مدار الساعة رغم شهرة الوسائل التي‮ ‬يعملون لديها ولكنهم مع الأسف الشديد‮ ‬يسيئوا للمهنة ويسعون إلى تضليل الرأي‮ ‬العام وقلب الحقائق فسرعان ما‮ ‬يسقطون ووسائلهم الإعلامية وبقدر الصعود‮ ‬يكون الهبوط وقد لاحظنا ذلك من خلال بعض الفضائيات والصحف الكبرى التي‮ ‬تدعي‮ ‬صناعة الحدث واتخذت سياسة إعلامية معينة في‮ ‬بعض دول الربيع العربي‮ ‬في‮ ‬تغطيتها للأحداث وسياسة معاكسة تفتقد للمصداقية في‮ ‬دول أخرى وفقا للأهواء والمصالح والمزاج السياسي‮،‬مما أدى إلى نفور المشاهد والقارئ واللجوء إلى وسائل أكثر مصداقية وأكثر تحررا في‮ ‬حين أن بعض الوسائل تدير‮ ‬غرف عمليات لإعادة صناعة الحدث بطريقة مشوهة مستخدمة بعض برامج النشر والمعالجة لتزوير الأحداث مستغلة الثورة التكنولوجية بطريقة معيبة مما عجل بسقوطها في‮ ‬حين أن بعض المراسلين‮ ‬يفضل الرسالة الإعلامية من موطن الحدث بكل تميز وبطريقة احترافية بعيدة كل البعد عن المؤثرات السلبية وأسلوب الترهيب والترغيب مما جعل من تلك الرسائل ذات صدى ووقعاً‮ ‬لدى الرأي‮ ‬العام وعززت الثقة بين الجمهور وهذه الوسائل التي‮ ‬جعلت من الصحفي‮ ‬الميداني‮ ‬أن‮ ‬يكون جديرا بالاحترام‮.‬

shawish22@Gmail.com

حول الموقع

سام برس