بقلم / عبد الله القاضي
ناقش اجتماع حكومة الإنقاذ بصنعاء الأربعاء 17 أيار/مايو 2017م برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد العزيز صالح بن حبتور، السبل الكفيلة بتفعيل وتطوير الدور المؤسسي الحكومي التضامني في مواجهة الكوليرا.
 
واستمع الاجتماع إلى تقرير وزير_الصحة العامة والسكان، الدكتور محمد بن حفيظ، عن وضع الوباء والمستجدات الخاصة به على مستوى أمانة العاصمة والمحافظات.
 
وأوضح وزير الصحة ارتفاع حالات الاشتباه بالوباء بشكل كبير حيث تم تسجيل 17 ألف حالة حتى يوم أمس فيما بلغ عدد الوفيات 206 حالات... مبينا أن تلك الحالات المسجلة هي فقط للذين تم وصولهم المراكز_الطبية. (وكالة_خبر_للأنباء).
 
الكوليرا مرض مُعدٍ يسبب الإسهال الحاد، ما قد يؤدي إلى الجفاف إذا لم يعالج. وهو ناتج عن تناول طعام أو مياه الشرب الملوثة مع جرثومة تدعى الضمة الكوليرية.
 
هذا المرض هو الأكثر شيوعا في أماكن سوء الصرف الصحي والازدحام، و الحرب، و المجاعة.
 
لقد أدى عدم رعاية شؤون الناس في اليمن إلى تفشي هذا المرض الفتاك وذلك نتيجة شرب المياة الملوثة، وسوء التغذية، وعدم القدرة على شراء المواد الصحية المنزلية كأدوات النظافة ومواد التعقيم، وذلك نتيجة وقف صرف المرتبات من جانب، وارتفاع الأسعار من جانب آخر.

كما أن سقوط العديد من القتلى بين طرفي الصراع ومن غيرهم وتفحمها وتحللها، أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض ومنها مرض الكوليرا الذي يفتك بأهل اليمن تحت مرأى ومسمع من المدعين زورا وبهاتانا بحقوق الإنسان.
 
إن ما يحدث في اليمن من صراع بين الأدوات المحلية والإقليمية وذلك خدمة للصراع الدولي، لأكبر دليل على أن هذه الأطراف لا يهمها إلا تحقيق مصالحها وذلك بالسيطرة على السلطة والمال والتفرد به، وإما الشراكة فيما بينها، ضاربة بمصالح أهل اليمن وسلامتهم عرض الحائط.
 
لقد تركت هذه الأطراف المتصارعة المجال خصبا أمام المنظمات الدولية كي تسرح وتمرح في اليمن دون حسيب أو رقيب مستغلة حاجة الناس للغذاء والدواء والإيواء، مقابل ما يأخذونه من معلومات كقاعدة بيانات لخططهم ومطامعهم المستقبلية في اليمن وغيره من بلاد المسلمين، بالإضافة إلى تحسين صورة الغرب من جهة، وتشويه للإسلام بأهله من جهة أخرى.
 
إن ما يحدث في اليمن وغيره من بلاد المسلمين سيبقى ماثلاً للعيان ما دام وعي المسلمين بدينهم مغيّباً، وما دامت بلاد المسلمين ساحات حروب وصراع، ولن يحصل للمسلمين من أثر ذلك إلا الجوع والخوف والأمراض الفتاكة وضنك العيش حتى يحكموا بينهم شريعة ربهم وذلك بإقامة دولتهم دولة الخلافة على منهاج النبوة التي تطبق الإسلام عليهم وتحمله للعالم بالدعوة والجهاد، وصونا للأعراض، وحفظا للدماء والأموال، وسلامة من الأمراض الفتاكة برعاية شؤونهم في كل جوانب الحياة، ومنها الجانب الصحي بتقديم الرعاية الصحية مجانا كما يجب.
 
ليس للمسلمين عامة وأهل اليمن خاصة من مخرج إلا بالعمل الجاد مع المخلصين العاملين لإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة التي ينال بها المسلمون عز الدنيا ونعيم الآخرة.
 
قال تعالى: ﴿وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ﴾
 

حول الموقع

سام برس