إسكندر المريسي
منذ 15 يناير 1918م وحتى سبتمبر عام 1970م فترة زمنية تقدر بأثنين وخمسين عاماً عاشها الزعيم جمال عبد الناصر حياة حافلة بالنضال الوطني القومي الأممي جسد من خلالها معاني الالتزام بالقضايا العادلة للامتين العربية والإسلامية وجسد ايضاً انبل معاني الانتماء العربي الاسلامي
من خلال ذلك قاد ثورة 23يوليو 1952م التي غيرت تأريخ مصر وأنهت النظام الملكي وأممت قناة السويس وبنت السدالهالي وأنجزت قوانين الاصلاح الزراعي وكذا مجانية التعليم واخرجت مصر من الظلمات الى النور .
وشهدت الامة العربية في عهد جمال عبد الناصر نهضة قومية كان عنوانها دعم ومؤازرة الثورات العربية واخذت القضية الفلسطينية سلم الاهتمام والاولوية في فكر وتوجهات الزعيم الراحل الذي أحيت مصر الذكرى ال43 لرحيلة الذي عاش مناضلاً قومياً ضد الاستعمار والإمبريالية العالمية وقاد مصر خلال عقدي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي مؤسساً قاعدة صناعية وزراعية تم من خلالها بناء اكثر من الف مصنع وبناء القوات المسلحة المصرية ورد الاعتبار للتأريخ الوطني المصري وإدخالها مرحلة جديدة .
وكان عنوانها كما اشرنا دعم ومؤازرة القضية الفلسطينية حيث خاضت القوات المسلحة المصرية حرب الاستنزاف ضد الكيان الصهيوني والتي كان محورها الاساسي لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ،حيث تضافرت الجهود المخلصة على صعيد تحضير مصر داخلياً وخارجياً كقوة عظمى في الشرق الاوسط كان من خلالها عبد الناصر في طليعة الذين أسسوا كتلة الحياد الايجابي وعدم الانحياز وأوجدت مصر الناصرية توازناً حقيقياً في العلاقات الدولية .
خاصة ومصر وفقاً لشروط الرمان والمكان كانت مؤهلة فعلاً لتلك القيادة الطبيعية التي خط معالمها جمال عبد الناصر سياسياً واقتصادياً وثقافياً ،فعلى الصعيد السياسي شكل عبد الناصر رؤية سياسية متكاملة بدءاً من هيئة التحرير كتنظيم سياسي احدث إصلاحات في العملية السياسية ومروراً بالاتحاد الاشتراكي الذي شكل القوة السياسية المنظمة للعملية الثورية .
وقد قال فيدل كاسترو بأن عبد الناصر ملهم الثورات ليس عند العرب فحسب ولكن على مستوى العالم وقد وقفت جولد مائير امام ذلك الإلهام الثوري الذي ايقظ الحس العالمي لتقول من قلبها لا من لسانها لو كان عبد الناصر يهودياً لحكمنا به العالم .
وفي الذكرى التاريخية لرحيل عبد الناصر ثمة عظات وعبر كثيرة يمكن استخلاصها من سيرة شجاع وسيرة قائد دافع عن القيم العادلة لشعبة ووطنة وأمتة العربية على مدى ثمانية عشر عاماً فترة حكمة لمصر ويبقى في هذة الذكرى التأريخية جمال عبد الناصر من القادة القلائل الذين غيرو وجة التأريخ الانساني الخالدة .

حول الموقع

سام برس