بقلم/ عبدالرحمن الشيباني
تهريب السُموم والمُبيدات المسرطنةالي بلادنا ليس وليد اللحظة ، وانما هناك شحنات اخري كان يتم ادخالها ، بالرغم من التحذيرات التي كانت تُطلق حينها بمخاطر دخول هذة الأسمدة والمبيدات ، والتي تُشكل تهديد مباشر للامن القومي للبلد ، نظراً للمخاطر الهائلة التى يمكن ان تُحدثه سواء علي الإنسان او البيئة الزراعية.

الأمر يستدعى تحرك سريع من اجل الحفاظ على ارواح الناس الذين لم يعد بمقدرورهم تحمل المزيد من الآلام ، وللأسف تجد لها منافذ وطرق ووكلاء ومسؤولين يتغاضُون على دخول هذة المواد القاتلة ، وفي الوقت يعاني المواطن المسكين الامرين ، نجد ان هناك من يطعنهم من الخلف بهكذا عمل .

اليمن سجلت بحسب تقارير دولية ارتفاعا كبيرا في نسبة الإصابة بأمراض السرطان بين السكان ، جراء رش الاراضي الزراعية بهذة السموم المحرمة دولياً ، والتي تجد لها طريقا آمنا وسالكا الى بلادنا نتيجة تهريبها من قبل بعض وحوش بشرية تفتك بارواح الناس دون رحمة وتقتات على اوجاعهم وهو اقل وصف يمكننا وصفهم به .

لقد تجرد هولاء من كل القيم والأخلاق ، ولم يعد لديهم اي شعور بالانتماء الوطني ولا وازع ديني يحركهم ، فالمسألة ليست بالبساطة التى يتصورها البعض وانما خطورتها واظرارها تبقي لسنوات ، نتيجة استخدام هذة المبيدات ، إنه موت بطئ وخبيث يسري في اجسادنا جراء تناول الخضروات والفواكه" المبودرة" ناهيك عن شجرة القات المدمرة التي تُروي بهذه السموم .

اوليس المُفترض ان تكون الحكومة ، هي من تقف في صف المواطن وتحمية وتوفر له الخدمات من أمن وصحة وتعليم...الخ ، لماذا هذة المعادلة تغيرت ؟واصبح الناس بالكاد يحصلون على هذة الخدمات ، والتي من المفترض ان يحصلون عليها بشكل طبيعي ، فهي ليست منّه من احد ، بل هي استحقاق قانوني وقبل كل شئ انساني ، ام اننا نجيد فقط ترديد الشعارات الرنانه في حب الوطن ونحن بعيدين عنة.

نريد ان تتجسد هذة الشعارات واللافتات علي ارض الواقع ، لماذا لا يكون التغيير الجذري الذي سمعنابه بإزالة هولاء الفاسدين ونلبي تطلعات الناس في حتمية التغير الحقيقي ، وليس بتكريس الفاسد المتنفذ المتجرد من المبادئ وغلق باب الأمل لدى العامة بغد افضل ، الامر الذي يؤدي حتمياً الى خلق قطيعة بين الرئيس والمرؤس ، والمواطن والمسؤول بحيث تزداد الهُوة اكثر يصعب ردمها ، وتحضرني هنا عبارة لجان جاك روسو الذي قال "اعطني عدداً قليلاً من الشرفاء ، وانا احُطم لك جيشا من اللصوص" في بلادنا لا يوجد جيش من اللصوص بل جيوشااكلوا الاخضر واليابس.

الحقيقة أن هناك إختلالات كبيرة في الجهاز الاداري والمالي للدولة ، وهي بحاجة مُلحة لمعالجات حقيقية تحد من هذة البيروقراطية والفساد المستشري والإهمال واللامبالاة تجاة قضايا الناس ومعيشتهم ومتطلبلتهم الُملحة ،والتي لن تتحقق مطالبهم ، إلا من خلال وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، واعلاء قيّم المُواطنة وشغل الوظيفة العامة بالكفائة وليس بالولاء ، بعيداً عن اي تحّيزات وانتماءات ظيقة تخلق حالة من السخط والاحباط والتي تؤدي الى تفكك عُري المجتمع وهدمة من الداخل.

حّري بنا هنا أن نتساءل في هذا الصدد اين دور مجلس النواب في هذة القضية ؟ولماذا لا يقوم بواجباتة باعتبارة ممثلاً للشعب وحنجرتة؟ وماذا ينتظر ؟ نحن هنا بحاجة الي تحرك سريع والكشف ومحاكمة كل من تورط في ادخال هذة السموم الي بلادنا .

والبدء بكبار المستوردين وليس صغارهم، الذين هم مجرد ادوات ، بدلا من الاتهامات والتخوين التي يطلقها البعض لمن ينتقد ويستنكر ، الأمر الذي يعبر صراحة عن العجز والهروب للأمام كما اسلفنا ، وما يزيد الطين بله ان يخرج احدهم ويقول ان لا وجود لهذه المبيدات الا عند ما أسماه "المُفسبكين " وهي احد الطامات الكبري التي ابتلينا بها في هذا الواقع البائس الذي نعيشة ، ان يتحدث رجل وهو يرأس مؤسسة مهمة ، وهو يعرف ان ما يقوله امر يجافي المنطق والعقل وشر البلية ما يضحك كما يقول المثل.

إن اي مُبررات في هذا الشأن غير مقبولة بل ومُشينة، والواجب هنا الضرب من حديد، لكل من يستهدف المجتمع في صحتة بهكذا أعمال ،فالقضية لا تحتمل التسويف والإهمال والمكابرة، فالى اي طريق ياخذوننا تجار السموم هولاء والى اين سيوصلوننا مسؤلينا ؟ "كُلكم راعٍ وكُلكم مسؤول عن رعيتة " والله المستعان .
بقلم/ عبدالرحمن الشيباني...

حول الموقع

سام برس