بقلم / عاصم السادة
قطر، بالفعل قوية امام السعودية والامارات، وهذا ما تثبته وقائع الاحداث للازمة الخليجية بينهم، ومكامن القوة لدى قطر تمتلكها الدول المقاطعة لها لكن لم تحسن كل منها استخدامها بشكل صحيح ويصوب مساراتها.

استدرك العاهل السعودية سلمان بن عبدالعزيز في رحلة استجمام، يقضيها في مملكة المغربية، انه غير قادر على فرض هيبته وشروطه على قطر رغم ما يمتلك، فقرر ارسال طائرات الى الدوحة لنقل الحجاج القطريين الى مكة ليؤدوا مناسك الحج.

انظروا، الى قوة "الجزيرة" القناة واداءها وردود افعالها الدبلوماسية تجاه افعال خصومها الانفعالية، بالاضافة الى تحركاتها السياسية المكوكية حول العالم، التي غيرت اتجاهات العديد من الدول العالم المصوبه سهامها عليها أكان بالمال او بالسياسة، واستطاعت ان تمثل دور المظلوم.

كان باعتقاد السعودية والامارات والبحرين كدول ثرية ان قطر سهلة البلع والهضم، خاصة وانها واحدة من البيت الخليجي، لكن ما يبدو ان الامر يستصعب كل يوم عليها، لان قطر ليست فقيرة في المقام الاول، فاذا كانت 18 دولة تحارب في اليمن الفقير على مدى عامين ونصف وفشلت حتى الان في تحقيق اهدافها فما بالكم بقطر الغني.!!

لقد بدأت السعودية تعيد حساباتها فيما اتخذته من مواقف سياسية وافعال عسكرية تجاه قطر واليمن وسوريا والعراق وليبيا بينما غباء الامارات لايزال يغلبها، وسيقضي عليها، وهي كطائش لن يردعه سوى الاصطدام بالجدار.

ويبدو ان السعودية وجدت البديل من سيحل مكانها في ادارة شؤون الحروب في المنطقة وهي الامارت، اذ ستسلم لها الرأية لمواصلة السيناريو العبثي وفقا لرغباتها ومن يقف خلفها (بريطانيا وامريكا).

وما نتوقع حدوثه في المستقبل القريب هو ان السعودية بقيادة ولي عهدها تمضي في ترتيب وضعها السياسي والعسكري في سياق يخالف توجه عاهل المملكة، وذلك نحو التهدئة والخروج من مستنقع الصراعات الدائرة في المنطقة العربية، والتي تعد -السعودية- محورا اساسيا في اذكائها وتحويلها دول عربية الى بيئات مدمرة ومجتمعات متناخرة ومنقسمة فيما بينها.

حول الموقع

سام برس