بقلم / أحمد عبدالله الشاوش
لاول مرة في تاريخ الجمهورية اليمنية تغيب مظاهر  الفرحة والاهتمام الرسمي في الذكرى الـ 55 لثورة  26 سبتمبر المجيدة ، فلا المجلس السياسي الاعلى  كان عند مستوى الحدث ولا حكومة الانقاذ الوطني  كانت عند مستوى المسؤولية ، وكإن الجحود  والنكران هو لسان حال من أستظلوا تحت سقفها  ودرسوا في مدارسها وأكلوا من خيراتها وصعدوا الى  المناصب بفضلها بعد ان أشرقت شمس يوم السادس  والعشرين من سبتمبر ، يجاريها في ذلك  القوة  الصاعدة لانصار الله التي تعتقد ان 21 سبتمبر جاء  ناسخاً للثورة الام ، بعد ان قال فيها البعض   ماقال مالك في الخمر!!؟.

وأكثر ماصدم الشعب اليمني في العاصمة صنعاء وبعض  المدن ، هو الغياب الملفت للنظر ، للاعلام الوطنية  التي كانت ترفرف في مؤسسات الدولة ومبانيها  الحكومية ومنطقة التحرير ، والزين والانوار الملونة ، وانعدام الملصقات واللوحات العملاقة  التي تحمل عناوين ثورة 26 سبتمبر والبرامج التلفزيونية ، والعروض الرمزية العظيمة وحالات الرقص والبرع والاناشيد الوطنية لايوب طارش وعلي الانسي وغيرهم من الفنانين ،  التي كانت تجسد ذكرى الثورة الخالدة وتصنع الحياة وتدخل السعادة في قلوب اليمنيين ، لاسيما بعد ان لاحظ الجميع منجزات الثورة التي لاينكرها الا جاحد او ناقم أومريض.

لاننكر ان الشعلة تم ايقادها وان احتفالاً رمزياً وفنياً متواضع اقامته وزارة الثقافة في صنعاء ومحافظة إب ، ولكن مع الاسف الشديد هناك تجاهل رسمي متعمد مع سبق الاصرار والترصد ، لاسيما بعد ان لاحظ الجميع آلاف الملصقات لـ 21 سبتمبر واللافتات واللوحات في كل شارع ومؤسسة ومنزل ، بل ان لافتات رجل الاعمال الفقيد الحباري أنتصبت في كل شارع وركن وزاوية وكأنها ثورة بحد ذاتها في حين غابت ثورة الـ 26 من سبتمبر  وملصات وصور التوجية المعنوي ومؤسسة الثورة للصحافة ومؤسسة الجمهورية وتيليمن وغيرها من البيوت التجارية ، ما يدعو الى طرح العديد من علامات التعجب والاستفهام.

ورغم ذلك التجاهل المتعمد ، فإن جماهير الشعب اليمني كانت سباقة الى الاحتفال  بثورة السادس والعشرين من سبتمبر بزخم شعبي كبير ، حيث رفعت الاعلام في الكثير من المنازل وتم الاحتفال بها في العديد من المدن والمحافظات كل بطريقته ، وعبر عنها اليمنيون في وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية المستقلة وغيرها ، لانها ثورة نقشت في قلوب الناس وحققت مالم يحققه الاخرين من تعايش وتسامح وسلام ومعيشة وتنمية وامن واستقرار ، وان اعترت بعض محطاتها بعض ظواهر الفساد من قبل بعض مراكز القوى وشيوخ القبائل وبقايا الامامة  التي تدثرت بالجمهورية لتفسد االثورة وتستغل الثورة والسلطة والثروة ابشع استغلال لتحقيق مصالح شخصية واقليمية ودولية.

وأخيرا ،  لمصلحة كل من  هذا العبث والتجاهل والتهميش لثورة دخلت القلوب من اوسع أبوابها وآمن الناس بكل أهدافها، فهل يعي حكام اليوم ان الثورة راسخة رسوخ الجبال وانها لم تعد مجرد اعلام وصور وعناوين بل حقيقة لايمكن تجاوزها بعد ان عانى اليمنيون من الفساد والاحتراب والعمالة  والعدوان  والجوع والعطش والفقر؟.
 

حول الموقع

سام برس