بقلم / حمدي دوبلة

لاتتوقف معاناة اليمنيين جراء العدوان والحصار على المواطنين في الداخل بل تتمدد وتاخذ اشكالا مختلفة ومعقدة لتطال كل ماهو يمني شاءت له الاقدار ان يكون في بلدان الاغتراب سواء للعمل اوللعلاج اوحتى للتداوي.

لن نتحدث هنا عن مايلاقيه العالقون من المرضى والطلبة في اكثر من دولة بسبب اغلاق مطار صنعاء الدولي وخاصة في عواصم دول ظليعة في العدوان مثل القاهرة وعمًان وغيرهما فمأساة هؤلاء لم تعد خافية على احد في هذا العالم "الخارج عن نطاق التغطية" والمسحور ببريق الريال السعودي وانما سنعرًج قليلا على اوضاع المغتربين اليمنيين في الدولة الاولى في هذه "المعمعة" والشقيقة الكبرى وراس حربة التحالف العدواني على الانسان اليمني والارض اليمنية.

في مملكة سعود يعيش مئات الالاف ان لم نقل ملايين اليمنيين وكانت لهم خلال العقود الماضية ولاتزال الى يومنا البصمات المشهودة في بناء المملكة وتوطيد اركان بنيانها وفي النهوض المعماري الذي تشهده كما لايستطيع احد في تلك البلاد الفاحشة الثراء ان ينكر مهما بلغ به الجحود دور المغترب اليمني وتاثيره الايجابي في المشهد العام للمملكة السعودية لكن النسخة الجديدة من نظام حكمها الاسري الشمولي وبسبب غروره وطيشه المجنون وقلة خبرته بات يرى هذا الدور بعيون اخرى يملأها الحقد والكراهية والاستعلاء.

اصبح محمدبن سلمان ولي العهد والملك غير المتوًج ينظر الى اليمنيين في مملكته وكأنهم عالة عليها ويبالغ في اظهار المنً والاذي ازاء مايجنونه من الرزق الحلال كثمرة لماتبذله سواعدهم من الكد والتعب ومن جهود دؤوبة في خدمة المجتمع السعودي المترف والغارق حتى اذنيه في بحور الرغد والبذخ ورخاء العيش.

هذا الحاكم عديم الخبرة والطاغية الصغير الذي تولى زمام الامور كلها في بيت الحكم السعودي راح يمارس كل اساليب القمع والتنكيل والاضطهاد بهؤلاء المغتربين المغلوبين على امرهم ليجدوا انفسهم امام واقع جديد يرغمهم بدفع معظم مايحصلون عليه نظير كدًهم غربتهم الى السلطات الحكومية تحت مسميات الضرائب المتعددة والمزدوجة ..

ولايكاد ان يمضي يوم حتى يتفاجأ اليمنييون بمراسيم ملكية جديدة تفرض عليهم المزيد والمزيد من الاتاوات والجبايات غيرالقانونية والمخالفة لكل الاعراف والقيم الانسانية ماجعل الكثيرين من هؤلاء الضحايا ومنهم من لم يعرف وطنه الام من قبل بعد ان وُلد هناك يقررون الرحيل القسري الى المجهول تاركين المملكة واهلها وزمان رخائها لمليكها المستكبر.

لانتطلع هنا الى تدخل المجتمع الدولي لانصاف هؤلاء ورفع الظلم عنهم وهوالمتشدق عبر العقود الطويلة بحقوق الانسان ومفاهيم الحرية والعدالة والدفاع عن الحريات والحقوق قبل ان تسقط هذه الشعارات البراقة خلال العدوان والحصار على اليمن ويثبت زيفها وتتحول بفضل دماء عشرات الالاف من الابرياء ممن ارتقوا شهداء بصواريخ وقنابل السعودية الى لعنات مستمرة تطارد اصحابها منظمات وانظمة ودولاً الى ابد الدهر لكن على ذلك النظام الهمجي والساعي الى تعويض خسائره وماينفقه من ثروات طائله في شراء الذمم والولاءات وفي اقتناء اسلحة القتل والدمار حول العالم من جهد وعرق العاملين البسطاء ممن فارقوا الوطن والاهل بحثا عن لقمة العيش ..على ذلك النظام المتغطرس ان يعلم بان جبار السموات والارض وملك الملوك ومن بيده الخزائن وارزاق العباد ومن لايخيب عنده سائل اوصاحب شكوى او مظلمة على اطلاع كامل بما تعرض ويتعرض له اليمنييون اليوم في كل مكان من مظالم كبرى من قبل اشقائهم الاثرياء بدون ان يقترفوا جرما او جريره ووحده سبحانه من سيردع الطغاة الظالمين كيف لا وهو القائل عز وجل في حديثه القدسي"اشتد غضبي على من يظلم من ليس له نصيرا غيري

"."يوميات صحيفةالثورة الثلاثاء17/10/2017"

حول الموقع

سام برس