بقلم / أحمد عبدالله الشاوش
كل التقارير الصادمة والبراهين الصاعقة والشواهد المريعة تؤكد بالدليل القاطع أن الأمم المتحدة وكر للدعارة وبيت للفسق وحانة للفساد ، وان مسؤولي المنظمة الدولية الذين أمل الناس فيهم خيراً ، لم يكتفوا بممارسة الرشوة وتعاطي المخدرات والرذيلة والبغاء ، بل مارسوا أبشع أنواع الاستغلال الإنساني في تاريخ البشرية دون أي وازع قانوني او أخلاقي او ديني أو ذرة ضمير انساني .

والابشع من ذلك ، ان ذئاب الأمم المتحدة أرتكبت 60000 ستين ألفاً من جرائم " اغتصاب" الأطفال بنيناً وبنات ونساء في ساحات النزاعات ، مستغلين سلطاتهم ومسؤولياتهم وعلاقاتهم بالدول الكبرى مدة عشر سنوات دون تحقيق أو" عقاب" بل ان بعضهم تم ترقيته او تم نقله الى منصب أو منظمة أخرى وكأن الفساد سلسلة مترابطة الحلقات .

ومن المؤسف والمخجل أن الدول والشعوب التي دعمت المنظمة الدولية بمليارات الدولارات لحماية المدنيين ، المشردين والنازحين والفارين من هول الانتقام والثارات وخطر الكوارث الطبيعية والصراعات العسكرية والسياسية والنزاعات المذهبية والاثنية ، لم تصدر بيان ادانه او حالة استنكار او خطاب عتاب أو على الأقل وقف دعمها حتى يتم التحقيق في تلك الجرائم.

ومن المعيب أن نرى حالة الصمت المريب للكثير من السياسيين والدبلوماسيين والمثقفين والإعلاميين ورجال الدين ، مع الغياب الملحوظ للمنظمات القانونية والحقوقية والإنسانية والديمقراطية التي أصبحت أقرب الى تجار الحروب وشركات المقاولة.

مازلت حتى كتابة هذه الاحرف مصدوماً من تقرير الأمم المتحدة الذي كشف 60000 ستين ألفاً من عمليات الاغتصاب والاستغلال الجنسي ضد الأطفال القاصرين ، وتحول مكاتب وفلل ومخيمات الأمم المتحدة في العالم الى مستنقع للرذيلة يصارع فيها القاصرين جميع وسائل الترغيب والترهيب ويضعف أمام تلك الذئاب المسعورة التي تُمسك بالمساعدات الغذائية لصيد أطفال ونساء الفقراء والمنكوبين والضغط عليهم أو مساومتهم في أجسادهم للبقاء على قيد الحياة نتيجة للواقع المرير في هايتي وتشاد والسودان واندونسيا وسوريا والعراق وليبيا ،،، وغيرها ممن قذفت بهم اقدار تجار الحروب الى محرقة المنظمات الدولية الأكثر سقوطاً بعد ان صار مسؤوليها يتمتعون بالسيارات الفارهة والبدلات الانيقة والفنادق الضخمة والارصدة الخيالية بأموال دول وشعوب هدفت الى وضع حد للحروب وحماية الشعوب وإنقاذ المستضعفين وحفظ كرامة الانسان وترسيخ قيم التعايش واحلال السلام والامن الدوليين.

هذه الفضيحة والمأساة الإنسانية تحدث عنها " أندرو ماكلاود" ، الرئيس السابق للعمليات في مركز تنسيق الطوارئ التابع للأمم المتحدة، أن مسؤولي وموظفي الامم المتحدة اغتصبوا 60 ألفاً من النساء والاطفال خلال العشر سنوات ، مؤكداً ان شواذ الامم المتحدة استغلوا حصانتهم واموال المنظمة في تلك الجرائم الفظيعة المتنافية مع القوانين الدولية والانسانية والأخلاقية ، وفقاً لحديثة مع صحيفة التايمز البريطانية، الثلاثاء 13 فبراير/شباط 2018، واستطرد انَّ المُعتدين "المتوحشين" استغلوا وظائفهم التنموية للإيقاع بالنساء والأطفال الضعفاء ، مضيفاً يوجد عشرات الآلاف من موظفي الإغاثة حول العالم من ذوي الميل الجنسي الانحرافي للأطفال ، وعلق على ذلك ..لكن إذا كنتَ ترتدي قميص اليونيسيف (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) فلا أحد سيسألك ماذا تفعل ، متهماً النظام عن هذا الخلل دون حساب ، كما أشار الى أنَّ واحدة فقط من بين كل 10 حالات اغتصاب على يد موظفي الأمم المتحدة يجري الإبلاغ عنها.

وفي تقريرٍ نشره الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، العام الماضي، قالت المنظمة إنَّه جرى تقدِّيم 103 مزاعم بوقوع حوادث استغلال جنسي من جانب موظفي الأمم المتحدة عام 2016، 52 حالة منها ضد بعثة حفظ السلام في جمهورية إفريقيا الوسطى. وتنطوي نصف المزاعم تقريباً على وجود "طفل أو أكثر".

وكتبت الحقوقية إيموجن وول: "حين كنتُ أعمل لدى الأمم المتحدة بإندونيسيا، في الفترة التي أعقبت التسونامي في 2004، وصلتُ إلى المنزل لأجد أحد زملائي على الأريكة يحتضن امرأة محلية رغم فقدان طفلها بالكارثة وبدت بائسة وقالت وول للصحيفة البريطانية كنت مصدومة!" ، ولم يكن هناك تحقيق في الواقعة، وسُمِح له بالمغادرة بهدوء. وانتقل مباشرةً إلى وظيفة جديدة"..وبحسب "التايمز"، هناك العديد من القصص التي من الصعب إحصاؤها، فالمُبلِّغون في كثيرٍ من الأحيان يكونون بأماكن نائية أو خائفون ، وصغار السن، وفي كثير من الأحيان يحاولون الإبلاغ عن شخصٍ يكون رئيسهم بالعمل وأحياناً يلتزمون الصمت.

كما اُتهمت المنظمة الخيرية البريطانية بإخفاء نتائج تحقيق في مزاعم قيام بعض العاملين فيها باستجلاب عاهرات خلال ممارسة عملهم في تسليم مواد الإغاثة الإنسانية في هايتي في عام 2011 ، مادفع بيني لورنس نائبة الرئيس التنفيذي لمنظمة أوكسفام الخيرية الى الاستقالة. . وقالت لورانس إنها "تشعر بالخجل" إزاء ما حدث وتتحمل كامل المسؤولية عما حدث خلال فترة توليها منصبها.

هذا جزء يسير من فضائح المنظمة الدولية الساقطة التي تمردت على مبادئها وأهدافها وانتهكت اعراض البسطاء والمكلومين وداست على الدول والشعوب المنكوبة وتلاعبت بالقوانين واستغل مسؤولوها وموظفيها سلطاتهم وحصانتهم والمزايا المالية الضخمة والسلاح في ممارسة الدعارة بدلاً من الحفاظ على كرامة وإنسانية الانسان وإحلال الامن والسلام.

ورغم تلك الاعمال المشينة والأخلاق الساقطة الحديث يطول ، إلا ان الحقيقة تقال ان بعض من مسؤولي وموظفي الأمم المتحدة يملكون منظومة من القيم والإنسانية لخدمة الناس في مناطق التوتر والنزاعات ويقدمون أرواحهم فداء ، وما تقديم استقالة البعض ومطالبة البعض منهم بالتحقيق مع مرتكبي الجرائم وفصل الشواذ ، إلا استشعاراً للمسؤولية الأخلاقية ، ورفضاً لتدنيس المنظمات الدولية..

فهل يعي الأمين العام للأمم المتحدة الدرس ويحيل كل متورط الى التحقيق أياً كان شكلة أو لونة أو تبعيته وبكل شفافية، أم ان شواذ الأمم المتحدة فوق العدالة ومسؤليها أشبه بعاهرات باريس ولقيطات لندن ومنحرفات شارع الهرم ؟.

Shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس