بقلم/ أحمد عبدالله الشاوش
يطل علينا شهر رمضان المبارك الذي انزل فيه القرآن ، بالخير والبركة ، بعد ثمان سنوات من جريمة الربيع العربي " المتصهين" التي قلبت المنطقة العربية والإسلامية رأساً على عقب ، نتيجة للنفس الامارة بالسوء ، واربع سنوات للنسخة الثانية من تآمر جميع النُخب و القوى السياسية اليمنية مع الدول الإقليمية والدولية والاستقواء بالشيطان الأكبر على سفك دماء اليمنيين وتجزئة أراضيهم وتدمير منازلهم وقصف اسواقهم ومستشفياتهم وصالات افراحهم واحزانهم ومصادرة سيادتهم واستنزاف قواهم البشرية وافقار وتشريد الملايين بعد ان حولوا اليمن وسوريا والعراق وليبيا ومصر وأفغانستان الى ساحة للإرهاب تحت يافطة الوطنية الزائفة والايدلوجيا المدمرة والمصالح الضيقة.

هذا الضيف الخفيف يذكرنا بالكثير من القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية التي أخرجت البشرية من الظلمات الى النور ، ويضرب لنا الكثير من الدروس والعبر والمواعظ والوقائع التي نحن في أمس الحاجة اليها للخروج من النفق المظلم والنجاة من جحيم تجار الحروب، لاسيما بعد ان أصبح الفرد والاسرة والمجتمع والحكام أكثر بُعداً عن تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية والعادات والتقاليد والأعراف والثقافة الإيجابية ، المساطرة للمنطق والعقل والحكمة والفكر المتزن والوسطية ، نتيجة لهوى النفس وسيطرة شياطين " الانس والجن".

ما أحوجنا اليوم في "اليمن"، والامتين العربية والإسلامية الى العودة الى روافد القيم الفاضلة ومكارم الاخلاق وتصحيح الموروث الثقافي والديني والتاريخي الذي حول حياة الامة الى جحيم وشوه سمعة العرب والمسلمين واساء الى الإسلام الحنيف في كافة بقاع الأرض وعرض الإنسانية للخطر، بعد ان أخفق أعشار السياسيين والعلماء والمثقفين طريق الحق وذابوا في مغريات السلطة والتسلط وتحولوا الى مشاريع فتنة بالفتاوى الكاذبة لشق الصف وتهديد الامن والاستقرار في غياب العدل والقدوة وتهرب الكثير من كلمة الحق.

ولتلك الجرائم الفظيعة والاخطاء القاتلة والتجاوزات المدمرة والافراط في التبعية نجد في رمضان " الفرصة" للدعوة الى وخز الضمير وتهذيب النفس وتطهير القلوب وطلب الغفران والتزام التوبة واتباع الحق وجبر الخواطر ، واحياء قيم التسامح والتعايش والحوار والتعامل مع الواقع "حلوه ومره" بالفكر المتزن بعيداً عن وسائل الترهيب والترغيب ولغة التوحش وذبح الأبرياء واطلاق الرصاص والقصف الجوي والبري والبحري واطلاق الباليستي وتفخيخ الأطفال وتفجير الشباب وسبي النساء وتلفيق التهم ومهاجمة المنازل واختطاف وتعذيب المعارضين خارج اطار القانون ، وشراء الذمم واستغلال المواقف الرسمية والمنظمات الحقوقية والإنسانية والانفاق على المسيرات والمظاهرات المشبوهة ذات الدفع المسبق.

ورغم ذلك السقوط مازال الامل كبيراً وسيظل كل الشرفاء يدعون الى " السلام " ويأملون من جميع القوى السياسية تغليب المصلحة الوطنية في اليمن وسائر البلدان العربية والإسلامية وإعادة بناء الدول وفتح صفحة جديدة وتعزيز العلاقات مع الاخرين بعيداً عن الغرور والتسلط والاستبداد ومصادرة السيادة ونهب الثروات واسترقاق الشعوب ، والمضي نحو العمل المؤسسي وتنمية الانسان وتحريك الاقتصاد الوطني بدلاً نغمات التشكيك والثارات السياسية والاجتماعية والايدلوجية التي قضت على الأخضر واليابس فهل من رجل رشيد.

حول الموقع

سام برس