بقلم/ احمد الشاوش
مثلت فترتي السبعينات والثمانينات العصر الذهبي لكرة القدم في اليمن ، وسجلت الذاكرة الكروية أجمل لحظات العمر بعد ان صارت الرياضة ثقافة طاردة للتوحش والانزواء وموحدة للمشاعر والقلوب وتاج على رؤوس الاصحاء ولا مكان فيها لهوى السياسة والافرازات المريضة.

ولمعت خلال تلك الفترة الذهبية العديد من النوادي اليمنية والنجوم المضيئة ، من بينها اهلي صنعاء وأهلي تعز ووحدة صنعاء وشعب صنعاء وشعب إب والزهرة " 22 مايو" والجيل والطليعة والصقر والمجد والقادسية واليرموك واهلي الحديدة ..

كما لمع عدد من النجوم من بينهم جواد محسن قلب دفاع شعب صنعاء ، ونجم اهلي صنعاء علي الحمامي " نيخة" ، ومدافع الوحدة عبدالرحمن إسحاق والمجد جمال حمدي ، والزهرة جمال الاسدي ، وشفيق ورسخان وعلي العصري وسالم عبدالرحمن، كما شكل ثعلب الكرة اليمنية المهاجم عزيز الكميم حالة من الذعر في صفوف المدافعين وحراس المرمى والجمهور ، وكذلك المهاجم عادل مقيدح ، والجناح كالا ، ويحي العذري وأحمد العذري ويحي جلاعم وشويت وابوعلي غالب ومحمد السحراني وحسين جباري.

ولازلنا نتذكر الحماس الكبير والتنافس الأكبر بين أهلي صنعاء وشعب صنعاء والوحدة والزهرة ، أثناء انفراد عادل مقيدح بالكرة نحو المرمى للتسديد قذيفه بعيده عن الجول ومشجعي مدرجات اهلي ووحدة صنعاء والزهرة يصيحون بصوت واحد " ربي لك معزة ياعادل"هوووووة من باب اعلان الحرب النفسية ، ورغم تلك الأصوات إلا أن مهارته وركلاته كثيراً ما هزت شباك الخصم.

وبينما تميز مهاجم اهلي صنعا يحي جعرة بالسرعة والتسديدات القوية واثارة المدافعين ببعض الحركات للانفراد بالكرة والتسجيل ، تخصص بعض المدافعين ، أمثال محمد فلاح ويحي مقبل ومبخوت ومفضل وحمود الخصافي في عرقلة وتخويف المهاجمين الخطرين واللجؤ الى محاولة كسر الخصم عبر حركة المقص لمنع المهاجمين من التهديف ، رغم تفادي ذلك الفخ.

كما برز عبدالخالق الحيمي وشكيب والمجيدي والانسي والقاضي والسماوي والورقي ويحي الكحلاني وعلي الاشول وطارق السيد وعلي الكحلاني وعبدالله المعصب ونصر الجرادي ورشدي والروضي وخالد العرشي ووطن البريد والصباحي ومحمد فيضي وعلي الشهاري وفؤاد الفقية واحمد ابومنصر ويحي القليسي وعبدالكريم النعامي وعبدالحكيم الكندي وعبدالله الصنعاني ويحي الذاري وخالد الناظري واحمد الصنعاني وفؤاد الكبسي وغيرهم....

وتميز اللاعبين بالعديد من المهارات الرياضية والثقة الكبيرة رغم المعاناة ، وبينما كان جواد محسن يقف متحدياً في خط 6 والكرة تحت قدمه قاهراً المهاجمين ، فإن مهاجم شعب صنعاء ، عزيز الكميم بذكائه الحاد ولياقته العالية وخفة جسمه كان ينقض على الكرة كالثعلب ويتخطى المدافعين للتسجيل في المرمى ، بينما نيخه يصعد من الدفاع الى الهجوم مستخدماً قدمه القوية في التسديد وراسة الأقوى لتسجيل الاهداف وكذلك الحال للنجم جمال حمدي، في حين تميز شويت بمرونة جسمه المتعطف كالبلاستيك وارباك المدافعين بحركاته الفنية ، ولاننسى الدور الكبير الذي قدمه الحكم محمد سنهوب والمعلق الرياضي علي العصري وعبدالواحد الخميسي وآخرون لم تسعفنا الذاكرة .

كما ان الذاكرة تختزل بعضاً مما سمعناه وشاهدناه من حراس المرمى المتميزين ، أمثال الظرافي ، محمد الشفق ، والسر بدوي ، وشوكت " مصري" وسمير العقر، وامين السنيني وعبدالهادي وسعيد ، والبناء وعبدالملك فوز وغيرهم من المتألقين .

ومن الطريف والظريف ان جمهور كرة القدم في ذلك الوقت كان يطلق كل منهم على الاخر أسماء " ساخرة" ارتبطت بالمهنة ، فنادي الوحدة كان يطلق عليه نادي الحمالين ، والأهلي " المحلبي" والزهرة " الجزارين" والشعب المولدين " وهكذا كان يرتفع ترمومتر المزاح والسخرية البريئة.

ورغم ذلك عاش الجميع مباريات ومشاهد وخواطر جميلة ولمسات وأيام وسنوات أجمل ، إلا ان الاخوة والمحبة والنبل والايثار والوفاء والصدق والمعاناة كانت عنواناً لتلك المرحلة وكان الجميع يوفق بين الدراسة والمذاكرة والعمل والرياضة بعيداً عن مقايل القات والضياع والنفاق السياسي والسقوط الأخلاقي ، بينما اليوم سقطت القيم والتربية والتعليم وتحولت الحياة الى غابة لا مكان فيها للرياضة والأبداع ، فهل يعيد التاريخ نفسه .. أملنا كبير.

حول الموقع

سام برس