بقلم/ محمود كامل الكومى

كان مجلساً للتعاون الخليجى ضد الأمة العربية , صناعة صهيو أمريكية .

ذاب فى مياه الخليج فور تشيع جامعة الدول العربية الى مثواها الأخير ,وتقطيع أوصال بعض دولها وتفتيت جيوشها ,تلك التى أِعتُيِرت مع أسرائيل فى صراع وجود .

وبدى الصراع على الأنقاض مابين أعضاء مجلس التعاون الخليجى , من يدين أكثر بالولاء لأسرائيل ليُرضى أمريكا , فصار التناحر بين وليا عهد السعودية والأمارات وملك البحرين من جانب وأمير قطر على جانب آخر , أنتظرت الكويت لرأب الصدع الوهمى , ولعبت عُمان دور سويسرا فى أوروبا .

مد وجذر بين محور يحاصر قطر( السعودية ,الأمارات ,البحرين )وتلك الأمارة , صنعة ترامب وتلاعب على أوتاره نتنياهو فى كل بقاع الخليج , وأكتفى الأول بمئات المليارات من الدولارات ( صفقات سلاح وأستثمار وجزية حماية لعروش خاوية) وأنتظر الثانى ليكوش على كل المدن الخليجية .

على أنقاض مجلس التعاون الخليجى ,أنكشف المستور , بعد صراع بين الأمارات والسعودية على الفوز بالأراضى والموانىء اليمنية , جابه مقاومة فتية على مدار أربع سنوات من أهل اليمن وشعبها المقدام – رغم ماخلفه التحالف السعودى الأماراتى الصهيو أمريكى من دمار للحجر والبشر , فثبت عجز من حضر من مرتزقة العدوان بالفوز بالموقع الأستراتيجى لباب المندب , فرفع الستار عن الوكالة الأماراتية السعودية , ليلوح على مسرح الأحداث الموكل الصهيونى سافر الوجه بلا مساحيق فى كل عواصم الخليج وبلا استثناء .

تعود فكرة انشاء مجلس التعاون الخليجى فى 25 مايو 1981 الى أمير الكويت , وبعدها ب 9 سنوات تم جر صدام حسين الى أحتلال الكويت , وقصدت الصهيونية والأمبريالية تدمير العراق وجيشها , وتتابعت مساهمات دول مجلس التعاون الخليجى فى تدمير ليبيا بقوات مباشره ,ثم تدمير سوريا بتمويل الارهاب الدولى عليها وبالتعاون مع أسرائيل وأمريكا وتركيا , وأخيراً اليمن بالعدوان المباشر عليها- ولليمن مغزى ومرمى تهدف من ورائه اسرائيل الى السيطرة على مضيق باب المندب وصولا الى مضايق تيران بعد سيطرة السعودية على تيران وصنافير وأنفتاح ولى العهد السعودى ورجالاته مع حكام بنى صهيون .

لم تكن العلاقات الأسرائيلية الخليجية بعيدة عن العيون بل كانت واضحة للعيان , وأن تسترت وراء اللارسمية , وغزا الموساد المدن الخليجية فى شكل مكاتب تجارية وسياحية , وأتخذت الزيارات بين الصهاينه وشخصيات غير رسمية طريق الحرير من اجل علاقات محرمه .

كل ذلك شغل مسرح الأحداث على مياه الخليج , والحكيم ينظر ولايرى ويتعمد المداراه أمام علاقات متوازنة مع ايران العدو اللدود لباقى الشركاء , وبين الحوثيين والسعوديين والأمارتيين غدا وكأنه حمامة سلام , لكنها سياسة للتمويه صارت همام .

بين مطار اللد فى تل ابيب وباقى مطارات مدن الخليج بدت مكوكية الرحلات ,ومسقط وكأنهاتغلق المطار بالضبة والمفتاح منذ العام 1994 حينما استقبل قابوس فى مسقط رابين وفى 1995 استضاف بيريز وزير الخارجية العُمانى فى القدس , ثم وقعت إسرائيل وعُمان في يناير 1996 اتفاقاً حول الافتتاح المتبادل لمكاتب التمثيل التجاري, ولكن العلاقات جمدت رسمياً مع اندلاع الأنتفاضة الثانية في أكتوبر 2000, والتقى وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبى ليفنى خلال زيارتهم لقطر في 2008.

كثيرين توسموا خيرا فى الحكيم ولم يروا تاريخ علاقاته الصهيونية السالف , وأِنما الرؤية غامت بسبب الضباب الذى لف السلطنة .

على وقع النفير فوجىء الكل بأن الحكيم تخلى عنها وغلب النقمة الصهيونية وأعاد ملفها من جديد , ف الأقصى كما فى شرع أمراء الخليج لم يعد على درجة الحرمين خاصة بعد ان زارهما ترامب ومنهما طار الى حائط البراق , والأمل المنشود ان يهدم الأقصى ويخرج الهيكل المزعوم ليغرد حكام الخليج مع حكام كامب ديفيد ووادى عربة وأسلو على أنغام بنى صهيون يرتلون التلمود.

وصار اليوم الموعود (ساره) حرم نتنياهو فى (بيت البركه) بمسقط وكنف السلطان قابوس بن سعيد , وغرد نتنياهو فرحاً ، لافتا إلى أن المباحثات "شارك فيها رئيس الموساد يوسي كوهين ورئيس هيئة الأمن القومي مائير بن شبات ومدير عام الخارجية يوفال روتيم ورئيس ديوان رئيس الوزراء يؤاف هوروفيتس والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء العميد أفي بلوت".

واعتبر نتنياهو الذي نشر صورا من اللقاء أن "هذه الزيارة تشكل خطوة ملموسة في إطار تطبيق سياسته الرامية إلى تعزيز العلاقات الإسرائيلية مع دول المنطقة من خلال إبراز الخبرات الإسرائيلية في مجالات الأمن والتكنولوجيا والاقتصاد".

يا شعبنا العربى التطبيع مع العدو الصهيونى , لن يدنس سريرتنا , وستلفظه مهجتنا وتتقيأه عروبتنا , وستدفعنا مقاومة شعبنا الفلسطينى الشرسه والمشروعه ,المتشبثه بالأرض والعِرض الى التمسك بأقصانا وكنيستنا وأرضنا الفلسطينية ولن يزعزع ايماننا بعروبة فلسطين وحق الشعب الفلسطينى المشروع على أرضه , الموقف الرسمى العربى الصهيونى - بل سنزداد ايمانا بأن صراعنا مع العدو الصهيونى صراع وجود وليس صراع حدود .

واِننا لعائدون

*كاتب ومحامى - مصرى

حول الموقع

سام برس