بقلم / احمد الشاوش
تمكنت الراقصة المصرية فيفي عبده من الهاب حماس الجماهير العربية والسيطرة على الكثير من السياسيين واغنياء الخليج وبسطاء المصريين ومن قبلها نجوى فؤاد وتحية كاريوكا ،،، بأثارة الجسد وتخدير ملايين العزاب والعوانس والمطلقات والمراهقات واصطياد كبار المسؤولين عبر ايقاعات الرقص الشرقي المهيج للعواطف والمشاعر والجيوب.

وكان لهز الوسط وملاعبة الجسد وابراز النهدين والاثارة على واحدة ونص دور كبير في اسقاط معظم الخطابات الاستهلاكية القومية والعقائدية بتحول ملوك وامراء ورؤساء وقادة وعلماء ومثقفي واعلاميي الجنس اللطيف الى مجموعة من رجال المافيا المجردين من القيم والأخلاق والانسانية في العالم العربي ، والتزاوج بين السلطة السياسية والمال الحرام ، ليصبح مصير الشعوب العربية بين أيدي الفاسدين من اللصوص والعملاء وتجار الحروب والمخدرات ومصاصي الدماء الذين برموا شعوبهم بالأصوات المزيفة والانقلابات الدموية أو جاءوا على ظهور دبابات العم سام ، ليتحول الطفيليين الى عظماء والوطنيين والشرفاء والكفاءات بمختلف مشاربهم السياسية والثقافية والفكرية الى خونة وفاقدي معالم الطريق.

وما أن يأتي شهر رمضان المبارك حتى تسارع الفاضلة فيفي عبده الى إقامة موائد الرحمن وافطار الغلابة من الفقراء والمساكين لتكفير الذنوب واكتساب الحسنات ، والملائكة شغالين على مدار الساعة يمين ويسار ، يارب فيفي اليوم تابت ، فيفي النهار ده أطعمت جيعان ، فيفي ساهمت في علاج مريض بالسرطان ، فتدون الحسنات وتذهب السيئات ، ليرتفع ترمومتر حسنات فيفي عبده من الصدقات ودفاتر السياسيين وتجار الحروب بالسيئات ، بعد ان أدخلوا المخدرات والاسمدة المحرمة والخمور المتنوعة والعلاجات المهربة والأدوية المنتهية والمزورة وعطلوا المستشفيات الحكومية من ادوية القلب والسرطان وداء الكلب،،.

ورغم ارتفاع ترمومتر الرقص الشرقي والاثارة والسهرات الماجنة في الفنادق والمنتجعات والشقق المُغلقة والاضواء الخافتة واستمتاع عشاق سياسة"هز ياوز"ووضع آلاف الدولارات على نهود فيفي ووصيفاتها في مصر ولبنان ودبي وإسطنبول ولندن واشعال السيجار بعملة الدولار ، وتعمد افقار وتجويع الملايين وحجيج الاعراب الى تل ابيب والهرولة نحو صفقة القرن ، إلا ان " فيفي عبده " لم تبع 2 سنتيمتر من جسدها ، بينما فرط الكثير من الحكام والسياسيين والدبلوماسيين والمثقفين وقادة الأحزاب والعسكريين وعلماء الإسلام السياسي والقوميين والتقدميين بالسيادة الوطنية والقرار السياسي والسيادي واستقووا بالغرب وطالبوا بإدراج شعوبهم بالبند السابع ، بعد ان تم استغلال وابتزاز الكثير منهم وتصويرهم في مشاهد رومانسية فاضحة ونهب ثروات شعوبهم وتبني خطاب الكراهية واستنساخ القاعدة وداعش والنصرة وبوكو حرام ،، ونغمة تحرير القدس يبدأ من دمشق ، وسوريا بلا أسد واللعب على وتر المناطقية والمذهبية والسلالية والعنصرية .

لذلك لا نبالغ ان قلنا ان الراقصة فيفي عبده كانت وماتزال وستظل افضل واشرف من القادة المتآمرين الذين تسببوا في ذبح وسفك دماء الشعوب العربية والإسلامية باسم الدين والوطن والمذهب والاساطير والنقاط والبراميل والحدود المصطنعة والتاريخ العربي المزور ، بعد ان حافظة على سيادتها الوطنية وأشبعت الغلابة وتمكنت من توحيد اللحمة الرومانسية العربية وفكك ت خطاب الكراهية وأسست لثقافة التسامح والتعايش في شارع الهرم وكباريه القاهرة !!؟.

وبينما الراقصة فيفي عبده تسجل شركاتها رسمياً وتدفع الضرائب اولاً بأول عن كل هزة ورك وشهقة وزفير نجد الحكام والسياسيين العرب الذين نهبوا ثروات الوطن العربي ومارسوا التزوير والاحتكار والتهديد ، هربوا الأموال الى بنوك سويسرا وبريطانيا وامريكا وارتدوا الساعات الذهبية والمرصعة بالماس والسيارات الفاخرة والملابس الانيقة والحشم والخدم وكأنهم نزلوا من كوكب آخر ، مكبلين بلدانهم بالديون والاستعمار والدمار رغم ان حقيقتهم قبل الوصول الى السلطة كانوا فقراء حتى النخاع او من أصحاب الدخل المحدود ، وبغمضة عين أصبحوا يشيدوا القصور ويؤسسوا الشركات العملاقة ويحتكروا الوكالات والمصارف والبنوك ويصرفون ملايين الدولارات في القمار والجنس الشهوات والمشروبات الروحية ويتهربون من دفع الضرائب ويحكمون قبضتهم على السلطة والثروة إلا ماندر.

واما في اليمن فحدث ولاحرج حتى السلال الغذائية لم تسلم من الايادي الامينة ، تم لهفها بقدرة قادر ، وعندما اختلفوا على القسمة شرع كل منهم يرمي الاخر بالسرقة فبرنامج الغذاء العالمي يتهم الحوثيين بسرقة المواد الغذائية والحوثيون يتهمون البرنامج بالسرقة وتوريد اغذية غير صالحة للاستخدام الادمي ، مخلفين آلاف الجوعى!!؟.

ولنا في رواتب الموظفين ألف حكاية ، فالحوثيون يرجمون بالمسؤولية على الشرعية والشرعية تقول على الحوثيين ، والأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي تماطل بعد نقل البنك المركزي من صنعاء الى عدن، ومن شاهق لا داهق لا قباض الأرواح في صنعاء وعدن والبيضاء ومأرب والضالع وتعز وهات يانقاط عسكرية وبراميل وغفر ومليشيات وأحزمة وتحقيقات وسجون وظلم ، بينما أصبح المتحاربون يملكون من المال والأسلحة والغذاء المخزن ما يبقيهم وكوادرهم واسرهم على قيد الحياة عشرات السنين والشعب اليمني يغادر الى الرفيق الأعلى أو على الأقل ترانزيت في حالة احتضار ، ان لم يكن شهيداً في احد غزوات الكبار او برصاصة طائشة أو تلفيق تهمة أو انفجار دبة غاز عفى عليها الزمن ، فهل يحتكم الجميع الى السلام وهل من رجل رشيد يجتث الفساد وينهي الظلم ويقمع الفاسدين ويصرف مرتبات الموظفين ، بدلاً من شراء ذمم المشايخ والمنافقين وتمويلات الخارج بالمال الحرام؟.

Shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس