بقلم/عبد الرحمن بجاش
رحل عنا احمد دهمش ، احد اكثرالرجال قامة وهيبة ، نبلا وكرامة ، شجاعة كلمه وموقف ،شرفا ونزاهه ، ذكرى عطره ، سفرمن نضال بدأه كبيرا، وانهاه كبيرا بحجم الرجال الكبارالذين احدهم احمد دهمش ، من لانجد احدا تذكره أمامه الاويلهج الجميع باسمه دليلا على أن الشمس تضيئ دروب الذاهبين الى المستقبل الذي سيأتي طال الزمن او قصر…

يحيى البشاري، يوسف الشحاري ، محمد ناصرالعنسي ، عبدالله البردوني ، احمد قاسم دماج ، محمد علي الربادي ، صالح الدحان ، عبدالفتاح اسماعيل ، عبد الرحمن الاهدل ، النعمان الابن ، الشيخ أمين عبد الواسع نعمان ، الشيخ احمد سيف الشرجبي ، الشيخ محمد علي عثمان ...أسماء كثيره طرزت سماوات هذه البلاد قتلها الجهل ، وتسلط العسكروالشيوخ السوبر، اولئك الذين نظرولثورة سبتمبر62 على انها مات الامام ...عاش الشيخ !!!..

منذ المرحلة الابتدائيه وفي تعز ، تناهى الى سمعي اسم وصوت احمد دهمش ، حيث كانت تعزميكرفون الثوره ومصعد الحالمين بالحياه الى سماوات الثورة التي حلموا بها حياة كريمة لانسان يمني لافرق بين اسوده ولاابيضه ...لاطبقية فيه ولابشرسوبروبشرمن القاع …، واذااردت أن تعرف دهمش معرفة يقينية فاذهب إلى محمد اليازلي سيقرأه كتابا منيرا…

سفرمن نضال طويل مثله احمد دهمش لجيل ناضل بكل مايستطيع ، حتى اذا استولى العسكرعلى الحكم ، حاولوا وحاولوا بدون جدوى ...حتى إنني سمعتها يوما منه وقدتعودت على زيارته بين الحين والاخر: ناضلنا من اجل ثوره سرقت ، ولوكنا نعلم اننا سنعودالى نقطة الصفرماناضلنا من اجلها …

حالة احباط عبرعنها يحيى البشاري ،وقدقال لي يوما : هناك في سائلة صنعاء وقداركبني فوق سيارته رغما عني ، قلت له في وجهه : خربتها انت !!, قالها للشيخ عبدالله الذي ظل طوال سنوات الحكم يقف حائلا بين هذا البلد وبين الدوله ، ووجهه الآخرالزنداني ، ومن رائهماالسعوديه ، التي لم تكن يوما لهذا البلد الخير، برغم كل الفلوس التي تدفقت الى الجيوب ، والى القربة المقطوعه ، لذلك لايوجد يمني حتى اصحاب الكشف اوالكهف يشكرونها!!!...واحمد دهمش لم يكن من رجال السعودية وبالمطلق …

على الصعيد الشخصي ظل دهمش ذلك الرجل البسيط ، بتلك السيارة التي يقودها نجله الرائع أسعد ، كل يوم تطرحهم في شارع ، فيعود الى البيت على رجليه ، ولازلت اتذكروقد لمحه مسئول كبيرومن العيارالثقيل يمشي في الشارع ،فدعاه : يااستاذ احمد ، اكتب للرئيس يحول بسياره ، رد عليه : أنالاأكتب لاحد …

عندما اختلف دهمش مع الحمدي ، اختلف معه اختلاف الرجال الكبار، قال كلمته وذهب ، كان المساح قدقالها له اكثرمن مره : (( ستختلف انت وابراهيم وبذكرك )), ومن خولان فيما بعد كتب للمساح رسالة يقول فيها : لوكنت صدقتك ، ماتزال الرساله مع المساح …

هؤلاء الرجال الكبارعندما يخطئون ، فبحجمهم ، من اخطاء معظمهم اذا صح التعبيرانهم لم يكتبوا ،لم بدون يومياتهم ، ولم يوثقوا ، ولم يؤرشفوا ، ظنا منهم أنهم بعدم ذكرادوارهم فيكونون متواضعين ، صحيح أن المناضل متواضع امام صغرالصغار، لكن ادوارهم وماقدموه فهو ملك لمن بعدهم …

امثال احمد دهمش لااثرمكتوب لهم وعليهم وعلى مامربالبلاد ، وهي غلطة كبيره ، حتى سيرته الذاتيه تتداولها بعض الافواه ، فلاشيئ كتب …

رحم الله الاستاذ الكبيراحمد دهمش …والعزاء للوطن اليمني كله ، برغم كل نقاط التشظي ….

لله الامرمن قبل ومن بعد .

حول الموقع

سام برس