بقلم/ طه العامري
( الحلقة الثالثة )

في أوائل مارس 2015م صحيت على أصوات طلقات نارية ، فتجهزت بسرعة وغادرت المنزل برفقة ولدي ( نصر ) وفوجئت بمئات من طلاب المدارس كان أكبرهم لا يتجاوز الخامسة عشرا ، حين وصلت لبوابة معسكر القوات الخاصة كانت الساعة تشير للعاشرة صباحا تجمعنا على بوابة المعسكر نهدي حامية المعسكر ونحاول نبحث عن عاقل بين الطلاب نتفاهم معه فلم نجد غير شباب مراهقين لا يستمعون لمتحدث ولا ينصتون لكبير ، كنت برفقة عاقل الحي ومدير أمن صالة وكوكبة من عقلاء واعيان المنطقة وتمكنا من إقناع حامية المعسكر لإدخال الاطقم لداخل المعسكر وإغلاق البوابة الرئيسية في وجه المتظاهرين من الطلاب ، الذين كان فيهم مجموعة من الشباب فوق سن العشرين وعددهم كان بحدود 30 شاب مهمتهم تصوير المسيرة وحسب ، وكانت لافتاتهم وشعاراتهم تحت عنوان ( لاجلك يا عدن ) و ( لن تمروا ) وثمة لافتات تحكي عن الشباب والثورة ، قام الشباب بإحراق الإطارات أمام بوابة المعسكر وفي الشارع المقابل له والذي تم إغلاقه تماما من قبل المتظاهرين ، طبعا لم يروق لي المشهد وأنا اشاهد طلاب مدارس بزيهم المدرسي وحقائبهم فاتصلت هاتفيا بالاخ الشيخ / محمد منصور الشوافي وكيل المحافظة - حفظه الله - ولايزال حيا يرزق وقلت له ، كيف تسمحوا بإخراج طلاب المدارس والزج بهم في معترك الصراع السياسي بل ودفعهم لمحاولة إقتحام معسكرات ، تسال عن وجودي فابلغته بموقعي وحكيت له تفاصيل ما يحدث فقال بالحرف ( لم نتمكن من إقناع الشيخ حمود سعيد بالعدول عن هذا وقد قضينا ليلة أمس في اجتماع معه ومع كل الفعاليات دام حتى الساعة الثالثة فجرا ولكن انتهينا باتفاق يقضي بتحرك مسيرة لمبنى المحافظة ) ، غير أن هناك من شارك بمسيرة المحافظة ووجه بتحرك مسيرة أخرى من طلاب المدارس لمحاولة إقتحام معسكر القوات الخاصة ، بعد أن أنهيت مكالمتي مع الاخ وكيل المحافظة الشيخ محمد منصور تواصلت مع الدكتور / رشاد العليمي ، وأبلغته بما يجري ، وأبلغني أنه سيتابع الأمر ، وفي تمام الواحدة ظهرا اتصل الدكتور رشاد وأبلغني إنه حاول التواصل مع المحافظ ولكن هاتفه مغلق كما أنه لم يتمكن من التواصل مع أيا من مسئولي السلطة المحلية ، مضيفا بلغ مسئول الحماية بتفريق المتظاهرين سلميا ، في هذه الأثناء حدث شيء مريب وغريب ، إذ وفي الوقت الذي عملنا فيه على إدخال أطقم الحماية لداخل المعسكر وإغلاق البوابة ، شاهدنا الشباب الذين كانت مهمتهم التصوير ، وقد جلبوا ثلاثة ( سلالم ) وهدفهم وضعها الى سور المعسكر ومن ثم صعود الطلاب عليها والقفز لداخل المعسكر ، وهناء تحرك كل من كان يشاهد لوقف هذا التصرف ثم تحركت قوات الحماية والقت ثلاث( قنابل غازية ) وايضا إطلاق أعيرة نارية للهواء فتفرق الطلاب في الواحدة والنصف ، وغادرت انا وابني المكان بمعية العاقل وبعض وجهاء الحي في تمام الساعة الثانية بعد الظهر ، والمفاجئة إنني وحين وصلت المنزل وفتحت جهاز التلفاز حتى سمعت خبر المظاهرة التي كنت حاضرا فيها ولكن الخبر أكد بسقوط (ستة قتلى) من الطلاب الذين كانوا يعبرون عن آرائهم بالطرق السلمية ..؟!!

حكيت هذه القصة للتدليل على أن ( تعز ) تم الزج بها في محرقة الفتنة والقتل والدمار قهرا وقسرا وعنوة وفق مخطط كان معد له سلفا ، بدليل أن ( عمران ) تم تجنيبها المواجهة وترك ( القشيبي ) يواجه مصيره ، وفي صنعاء تم تجنب المواجهة وترك اللواء علي محسن وأتباعه يواجهون بدورهم مصيرهم ، بل واعلنت قيادة ( الإصلاح ) أنها متمسكة بالدولة ومؤسساتها وان حزبها لا يمتلك ( مليشيات ولا أسلحة ، وأنهم حزب مدني متمسكين بدور الدولة ومؤسساتها واجهزتها )؟!

فماذا حدث حتى اختلف الأمر في تعز ..؟!! ولمصلحة من تم الزج بتعز في معترك الاحتراب الكارثي الذي بلغ حد تمزيق النسيج الاجتماعي لمحافظة عرفت تاريخيا بأنها محافظة الفكر والثقافة وحاملة مشاعل التنوير بل وعقل اليمن وقلبها ..!!
ثم كيف ردت ( عدن ) على موقف ( تعز ) ؟ ولماذا ؟ ومن يقف خلف هذا السيناريوا الدراماتيكي المثير للتساؤل ..؟!

لماذا لم يتمكن أبناء تعز ووجهائها وعقلائها من احتوى الموقف ، لماذا لم يسمع أحد لصوت المحافظ شوقي أحمد هائل ..؟!

ومن كان يقف وراء المسيرات اليومية التي تستهدفه ؟ ولماذا ؟ طيب لماذا ردت ( عدن ) على ( تعز ) بتلك الطريقة المثيرة ؟! ومن يقف خلف هذا الرد ؟ وهل كان نابعا من قناعة اخواننا في ( عدن ) ؟ أم أن هناك أطراف غير منظورة تقف وراء كل هذا العبث ؟ هذا ما سوف نتناوله في حلقاتنا القادمة .
يتبع

حول الموقع

سام برس