بقلم/ عبدالرزاق الباشا
منذ أول غارة في25مارس2015م ،لإسقاط صنعاء وإعادة الشرعية،. فلاسقطت صنعاء،.ولا عادة الشرعية، حتى جائت الأيام الأخيرة من الأسابيع الماضية،..سقطت فيها القوات العسكرية السعودية ،وسقطت الأقمار الصناعية الأمريكية وسقطت الدبلماسية السياسية الدولية.

سبقها سقوط الرافعة الإقتصادية العالمية (أرامكو) السعوديةإلى 50% من إنتاجها اليومي،بعد ضرب (البقيق وخريص) بصواريخ حوثية،.

وأعلن الناطق العسكري لحركة أنصار الله( الحوثيون) يحي سريع -عن عملية عسكرية أطلق عليها (نصرمن الله) بمرحلتيها الاولى والثانية،.سقط خلال العملية ثلاثةْ ألويةْ عسكريةْ من القواتِ اليمنية والسعودية،.وتم أسر المأت من الجنود والضباط ومنهم سعوديين،.وتحرير أكثر من 500 كيلومتر مربع تقريباًكما قال (سريع)،..وفي تلك الفترة الزمنية أعلنت لجنة شؤون الآسرى بصنعاء ، عن إطلاق سراح (350)أسير ،المشمولين في كشوفات الآسرى في إتفاقية السويد، تحت إشراف الأمم المتحدة.

*بعد تلك العملية الحدودية لحركة أنصار الله،.بدأ السجال بين الطرفين بالتكذيب والإثبات،.فكذب إعلام الطرف الآخر أي السعودية -عملية (نصرمن الله) ووصفها بأفلام هليود وبليود، حتى تم بثها بالصوت والصورة،.ليأتي الرد من (محمد بن سلمان)ولي العهد السعودي عبر قناة “سي بي إس” الأمريكية بالقول:”نفتح اليوم جميع المبادرات للحل السياسي في اليمن، ونأمل أن يحدث هذا اليوم بدلاً من الغد ، لكن إذا أوقفت إيران دعمها لميليشيا الحوثيين، فسيكون الحل السياسي أسهل بكثير”،حسب قوله .

وهكذا عند كل تداعيات وظهور متغيرات جديدة على الساحة،.. كعادته يهرول المبعوث الأممي إلى صنعاء ليظهر أمام العالم نحن هنا نزرع السلام،.. السلام المعروف لدى (غريفيث -فرق تسد)،.وغادر صنعاء إلى مسقط عمان، دون أي تصريح، واكتفت الأخبار،ما جاء من إعلام صنعاء،بأنه التقى بزعيم حركة انصار الله (الحوثيون) وناقش معه “تسوية سياسية شاملة محتملة”.

**نقطة ومن أول السطر ليطرح المحللون السياسيون آرائهم ونظرتهم للمتغير الجديد:

-وقف الجميع بإنذهال، ما قامت به القوات واللجان الشعبية لحركة أنصار الله (الحوثيون) في الحد الجنوبي بعد عمليتهم ( نصرمن الله) ليؤكدوا بذلك أنهم من قصفوا البقيق وخريص، واليوم يعلنوا من أرض الواقع عملية (نصرمن الله) بالصوت والصورة،..فوضعت السعودية في واقعة كبيرة ليس لها مثيل. التي مازالت تنكر وتكابر أن إستهداف (ارامكو)ليس إلا من طرف إيران،.لكن ورغم كل ذلك أنحنت السعودية لطرف صنعاء الذي يصفه الجميع حتى هذة اللحظة أنه الطرف الأقوى ،أمام مملكة النفط والاقتصاد -خاصة بعد إعلان عملية (نصر من الله )واسقط كل إعتباراتها العسكرية،والسياسية ،والاقتصادية، والاعلامية، أمام العالم أجمع – العالم الذي يدرس الآن مع الحوثيين تسوية سياسية ،تخرج بها السعودية بماء الوجه .

وما لقاءات سفراء الإتحاد الأوروبي هذة الأيام لرئيس الوفد المفاوض للحوثيين (محمد عبدالسلام) في مسقط وتصريح منسقة الشؤن الخارجية للإتحاد الأوربي أمس ،تؤكد أن اليمن أصبح أكثر من أي وقت مضى للحل السياسي،..أكبر دليل على ذلك .

-وهنا محللون يجمعون على أن السعودية رفعت الراية البيضاء، بطريقة غير مباشرة لإنصار الله، عندما أدركت أن ترامب،تركها في منتصف الطريق تتخبط ،وتصارع أذرع إيران في المنطقة بمفردها،وأن (ترامب) أنشغل بقضية تهديدات مجلس الشيوخ الامريكي بفصله، بسبب قضية أكرانيا مع إقتراب الإنتخابات الامريكية،.فلجأت السعودية إلى التهدئة مع الحوثيين والتوسط لدى ايران عن طريق العراق وباكستان،.لتفتح نافذة على إيران هروبًا من ابتزاز ترامب مع التخلي عنها،.

قابله ذلك ترحيب إيراني على لسان لارجاني( أن الحوار مع السعودية يمكن أن يحل مشاكل أمنية وسياسية في المنطقة).
-وهنا يرأى متابعون ومحللون سياسيون عن كثب للقضية اليمنية وخاصة توقيت الإعلان عن عملية نصر من الله، بأنها جزءاً من اللعبة فاستغل أنصار الله، الخلاف القائم بين حكومة الشرعية التي تقبع في الرياض،والمجلس الانتقالي المسيطر على أرض الواقع للمناطق الجنوبية ،. كان نتاجها أن أعلن القيادي في حزب الاصلاح (حمود المخلافي)بيان هام جاء في بنده الثالث دعوة جميع أبناء إقليم الجند المتطوعين للقتال في الحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية سرعة العودة إلى جبهات الشرف والعزة والكرامة في محافظة تعز لاستكمال تحريرها وحمايتها،.
بعد هذا النداء في حينه سلمت كل القوات التابعة لحزب الإصلاح (تنظيم الإخوان المسلمين ) المتسترين برداء الشرعية والتي تحارب مع السعودية في الحد الجنوب ضد الحوثي في ذلك الوقت ،.وهذا ما أغضب السعودية وجعلها تقوم بقصفهم بالطيران حتى أنها أستهدفت من تبقى منهم في جامعة ذمار .

وأعلن (الجبير) من أمريكا في مؤتمر صحفي ، أن السعودية تعمل مع الإمارات والشرعية اليمنية لإعادة هيكلة الجيش، واعطت الضوء الأخضر للامارات العربية المتحدة دعمها المجلس الانتقالي بكل قوة،.بعد أن كشفت الامارات للسعودية نوايا حزب الاصلاح ( الاخوان المسلمين) المسيطر على حكومة الشرعية وخاصة الجيش،. وتفاصيل كل تلك العملية وغيرها من العمليات والتصرفات داخل الشرعية .

إلا أن الحوثي لم يكشف عن تلك العملية في حينها، وأختارالوقت المناسب مع التطورات والتداعيات التي تخدم مسار أهدافه وطموحاته المستقبلية،.وأيضاً أدرك الحوثي أن هناك تحركات قادمة من جهة الساحل الغربي بعد إنزال قوات إضافية في المخا، فكشف عن عملية (نصر من الله) وبادر بالسلام، وأطلق العديد من الآسرى، وبارك له كل تلك الخطوات المبعوث الاممي والاتحاد الاوربي ،ووضع السعودية أمام الأمر الواقع،.

ونقل اليمن من مرحلة الصراع الدامي إلى مرحلة المفاوضات المباشرة بين السعودية مع حركة انصار الله( الحوثيون) بعيداً عن شرعية التية والمناكفات والإستحواذ الإخواني على مناصب الدولة في مواطن الإغتراب ،.

جاء ذلك في تغريدة نائب وزير الدفاع السعودي (خالد بن سلمان )الذي قال( التهدئة التي أُعلنت من اليمن تنظر لها المملكة بإجابية)،.

فعندما يقول نائب وزير الدفاع السعودي ، جائتنا من اليمن وكأن الشرعية لا تمثل اليمن وأن من يمثل اليمن هو الحوثي لا شريك له .

لكن تظل التحذيرات قائمة من طرف الحوثي ،.وهذا ما حذر منه بعض المحللين السياسيين لحركة انصار الله (الحوثيون)وخاصة ماجاء في تغريدة (خالد بن سلمان) على صفحتة الشخصية في (تويتر)ووصفوها البعض بأنها رسمية ،.وهي ليست بكذلك،. لأن التصريح الرسمي يكون عبر قنوات رسمية سيادية ،كوزارة الخارجية أو المتحدث الرسمي أو إصدار بيان ملكي من القصر الملكي أو تصريح من مكتب الملك وولي عهده ،.وأن تصريحات (خالد بن سلمان) مجرد رأي شخصي على صفحته الشخصية في تويتر،الهدف منه التظليل والمراوغة والإلهاء والتهرب ،ولربما كسب الوقت لإعداد وتنفيذ حدث مغاير ومختلف لما تم الحديث عنه في الظاهر.،..خاصة وأن عمليات قصف الطيران وتنفيذ زحوفات داخل الأراضي اليمنية مازال مستمر.
وختاماً يظل لسان حال كل يمني يقول: أي خطوات تمضي نحو السلام وإنهاء الأزمة في اليمن، فهي خطوات مطلوبة.

وأي مبادرات تحقق للشعب اليمني الأمن والاستقرار والعيش بكرامة دون تمييز عنصري أو فئوي أو طائفي أومناطقي أو سلالي ستجد الجميع يلتف حولها .
والله من وراء القصد !
كاتب يمني

الساحل الغربي – اليمن

نقلاً عن رأي اليوم

حول الموقع

سام برس