بقلم/ احمد الشاوش
ألف حكاية وحكاية حملها فيروس كورونا المستجد الذي كان ومازال أضعف من بيوت العنكبوت لكنه كون سلالة ارعبت العالم وفرملت طغيان العم سام ، وكبحت احلام الصين ،واوقفت عجلة روسيا ونهشت القارة العجوز وأدخلت امبراطورية ترامب غرفة العناية المركزة وايطاليا وبريطانيا واسبانيا الموت السريري وامتصت اموال دول الخليج والقت بدول العالم في المقابر.

ومن محاسن امبراطورية فيرووس كورونا انه ليس له دين ولامذهب ولاوطن ولاحزب ولاقبيلة ولاشيخ ولاابار نفط وثروات وجيوش يستعبد الامم والشعوب وانما كان أكثر عدلاً في اختيار ضحاياه من الاباطرة.

لذلك لم يفرق بين دولة عظمى وصغرى ، ورئيس وملك وامير وسلطان وصاحب فخامة ورجل اعمال وجاهل وواعي ومستقيم ومنحرف وجندي وصاحب بسطة وانما دخل الى كل سوق ومتجر ومطعم وسوبر ماركت ومنزل وقصر ومؤسسة ونادي وحي ليؤكد ان الانسان خُلق ضعيفا وان حالة الغرور والغطرسة والاستبداد والتكبر والتوحش الانساني لاتساوي قيد أنمله امام فيروس لايُرى بالعين المجرد جاء لتقويم الحياة وتصحيح مسار الانسانية واحياء قيم التسامح والتعايش والتراحم والتكافل والمودة على مستوى الفرد والاسرة والمجتمع والدولة والعالم وكبح جماح النفس الامارة بالسؤ لعل وعسى..

وشاهد الحال ان كورونا فيروس يدعو الى الاخلاق ونظافة القلب والبدن والاستقامة والالتزام بإرشادته البسيطة، لذلك فهو أكثر عدلاً وقصاصاً وحزماً لانه لم يفرق بين مسلم ويهودي ، ونصراني ومجوسي ، وملحد وشيوعي ، وناصري وبعثي ، ومدني ورعوي ،وصيني وامريكي ، واروروبي ، وروسي وخليجي ، ويمني وافريقي .

ولم يفرق كورونا بين قديس ومنحرف وسياسي ودبلوماسي ، وعسكري ومدني ، وعبد وحر وغني وفقير وعبقري ومبدع وعاقل ومجنون وأحمق ومتهور وطبيب وتمرجي ومثقف واعلامي وفنان وراقصة وانما أجتاح بمخالبة التي لاترى بالعين المجردة الامبراطوريات والدول والممالك وأوقف عجلة الانتاج والتجارة وفتح البنوك والقصور والخزنات المشفرة وأستنزف الارصدة المكدسة في شراء الكمامات وبناء المستشفيات وغرف العناية المركزة لانقاذ مايمكن انقاذه ، كما صعق أصحاب المليارات وضرب الصناعة والسياحة والطيران وإسعار البترول واغلق الشوارع والمدارس والجامعات والفنادق والملاهي واوقف نشاط الراقصات وبيوت الدعارة والقمار والاسواق ، ووضعنا تحت الاقامة الجبرية في البيوت حتى يأخذ الناس العبرة والدروس من هذه الجائحة التي لايعلم متى وأين ستتوقف إلا علام الغيوب.

وبالعربي الفصيح نرى ان جزء من ضربات هذا الفيروس طبقت العدالة بإثر رجعي " على الامبراطورية الامريكية التي عاثت في الارض فساداً وحول القارة العجوز التي التهمت الاخضر واليابس الى مقابر ، وانتقم لمجازر ابادة الليبيين من قبل ايطاليا ، وجزائر المليون شهيد وتونس من فرنسا ولليمنيين والمصريين والافارقة من بريطانيا ، وللعرب من تآمر وجرائم بعضهم البعض بعد ان حول الطغاة الى اعجاز نخل خاوية من القلق والخوف والرعب والصراخ والانهيار والفقر ليؤكد ان عملية ضبط المصنع جارية لوقف الظلم والاستبداد وطغيان النفس الامارة بالسؤ وتهذيب النفوس والتراحم والتواصل الانساني ومراجعة الضمير وايقاف الحروب والغزوات والمعارك وذبح وقطع رؤوس الابرياء.

وسواء كان فيروس كورونا مُخلق في ووهان الصينية وهو ماتنفيه الصين ، او كان مصنع في المختبرات الامريكية ، أو مطور من قبل شركات الادوية لامتصاص اموال ودماء الشعوب ، أو كان عقاب الهي ، فإن العبرة والدروس التي طرحها خير شاهد على تأديب وكسر شوكة أكبر امبراطورية للشر في العالم " امريكا" وبريطانيا وفرنسا وايطاليا وروسيا ولقيطها " اسرائيل" الذين عاثوا في الارض فساداً وان على الصين التي اثبتت جدارة بسيطرتها على الفيروس ان تستفيد من تلك الدروس وان لايكون همها أولاً واخيراً هو المال فالقيم الانسانية والعدالة والمساواة والتنافس الشريف والعلاقات المتميزة هي اساس البقاء والقاطرة التي تتحقق فيها احلام وطموحات امبراطورية التنين القادمة.

واخيراً .. قال تعالى " وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا" سورة النساء

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ" سورة البقرة

shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس