بقلم/ الدكتور / علي احمد الديلمي
الخطاب السياسي في اليمن يختلف عن أي خطاب سياسي في أي مكان في العالم إذ لا مكان للمجتمع ولا للمصلحة العامة عندما يجري الحديث عن السلام والإجماع السياسي أو الوطني لأن مفهوم النخبة السياسية في بلادنا للخطاب السياسي أو الاجماع الوطني والسلام هو انتقالهم من حالة الحرب التي كانت السبب في ماوصل الية اليمنيين من حالة الفرقة والكراهية وتقسيم المجتمع اليمني الى كيانات مختلفة فإن مفهوم الخطاب السياسي والاجماع الوطني والسلام يصبح لديهم هو الاتفاق على تقاسم السلطة فيما بينهم .

الإجماع السياسي كما يُعرف في العلوم السياسية وفي سلوكيات الدول المتحضرة في مختلف دول العالم يعني الاتفاق على منظومة القيم التي تحدد المصلحة العامة في العلاقة بين المجتمع والدولة ومِن ثمَّ تعطي مشروعية لعمل النظام السياسي لكن هذا المفهوم لا وجود له في مفاهيم السياسة اليمنية لأن المجتمع اليمني والمصلحة العامة أخر مايمكن العمل من أجلة ولكن يتم استخدام هذه المفاهيم كشعارات عامة أثناء التسويات السياسية وتقاسم السلطة وظلت القوي الرئيسية في اليمن مترددة في أن تشارك في نقاشات حول الماضي أو حول كيفية منع تكرار العنف والاحتراب وبناء دولة مؤسسات وظلت تعتمد المناورات السياسية والتكتيك فيما بينها للحصول على أعلى المكاسب الشخصية وكان هناك غياب شبه كامل للمساعي من النخب السياسية والاطراف السياسية للكشف عن الحقيقة والاعتراف بأهمية الوصول الى حل سياسي شامل وتحقيق السلام و بناء الدولة وفقا للواقع والهوية الوطنية وبالاعتماد على المعايير الدستورية والقانونية التى تكفل الحقوق المتساوية لجميع اليمنيين وبعيدا عن الاسباب التى أدت الى اندلاع الحرب واستمرارها

في تصوري لايوجد رهان على الطبقة السياسة الذي أوصلت اليمن الى هذا الوضع إلا اذا حدثت معجزة سياسية واقتصادية وأمنية باليمن فمَن هم في السلطة اليوم عاجزون عن تحقيق أي شئ وهم مجرد واجهة لمن وافق على بقائهم في المناصب من أجل مصالحة

لكن يبقى هناك رغبة مشفوعة بالأمل بأن يكون هناك وسائل جديدة تمكن المجتمع اليمني من تنظيم نفسة بأدوات محلية جديدة يكون من خلالها قادرا على التقليل من مؤشرات التدهور الخطيرة التي تعصف بالبلاد والعباد وأن يعيد نوعا ما لاعتبارات العمل العام السياسي والتنفيذي في خدمة الناس خصوصا بعد أن تحول العمل السياسي في اليمني إلى واجهه للثراء السريع وبيع المواقف السياسية وتحشيد الناس ضد بعضهم البعض في ظل فشل هذة القوي وتبعيتها لايمكن أن تستقر اليمن إلا إذا بداء اليمنيين في تنظيم أنفسهم وأعلان أهدافهم ومشروعهم الوطني لدولة ديمقراطية عادلة تستوعب كل اليمنيين ومشاربهم السياسية والمناطقية والمذهبية

لذلك فإن اليمن هي موطن تكالبت علية الجراح والعلاج سيكون من اليمن وليس من أي مكان أخر
اليمن فيها الكثير من الشرفاء ولكنهم صامتين والآن زمن الصمت ولي ومادام الغالبية اليوم قادرين علي أيصال اصواتهم حتي ولو بكلمة فإن التغيير قادم
ويظل الامل حاضرا بمستقبل يليق باليمن وشعبة

سفير بوزارة الخارجية

حول الموقع

سام برس