بقلم/ احمد الشاوش
الناس أصبحوا على الحَديدة أنفقوا مدخراتهم .. باعوا سياراتهم .. ذهبهم ..بيوتهم.. اراضيهم .. مقتنياتهم ..

الفقر دخل الى كل شارع وحي و بيت وقرية ومدينة بسبب الديون وعدم صرف الحقوق بينما حماة الديار في نعيم

الجوع دقدق كل رجل وشيخ وشاب وفتاة وامرأة وطفل حتى تحول الكثير منهم الى اشبه بالهياكل العظمية والوجوه الشاحبه..

المرض نهش كل يمني .. البطالة حدث ولاحرج .. المؤسسات معطلة .. فساد بلا حدود .. تضخم .. ارتفاع أسعار .. انهيار اقتصادي .. جمارك .. ضرائب .. اتاوات .. كله فوق المواطن الذي يدعي ليل الله مع نهاره بالانتقام من كل فاسد وظالم وآكل قوته وقوت أولاده وتدمير حياته.

الشعب طايح .. ضابح .. ضايع .. تائه .. حالات نفسية وعصبية .. جنون .. الكل يبحث عن حلول حقيقية وليس عناوين وأصوات وفرقعات اعلامية وخطب منبرية وحروب ساخنة واتهامات ناعمة.

ياريس .. ياحكومة .. يامجلس نواب .. يامجلس شورى .. يامشرفين .. يامؤمنين .. ياجن .. ياجن الجن .. زيادة الغلو كارثة وكثر الوضوء ينقض الطهارة ..

الناس تفتش من صباح الله في اماكن وصناديق القمامة بحثاً عن مواد بلاستيكية لبيعها بأتفه الاسعار ، لسد فاقة الجوع.. اطفال ونساء ورجال طاعنين في السن ينتظرون أمام خزانات مياة فاعلي الخير للفوز بدبه ماء.

الشوارع والاحياء والاسواق والجولات والمقاهي والمطاعم تزدحم بالاطفال والفتيات والشيوخ للتسول في مناظر لاتسر صديق ولاعدوا

والاخطر من ذلك عندما تشاهد بعض من الموظفين والمدراء والضباط لايجدون قوت يومهم يشحتون على استحياء ، بل وصل الامر الى بقاء البعض منهم في البيوت وخروج بعض الزوجات للهروب من الفضيحة والاحراجات وطلب من يسوى ولايسوى على قارعة الطريق.

الناس تبحث عن ارزاقها بشرف .. تبحث عن عمل .. اطباء .. مهندسين .. محاسبين .. ممرضات .. عمال .. موظفين .. تريد صرف حقوقها.. مرتباتها .. تقديم الخدمات.

الناس تريد تأكل وتشرب وتلبس وتتعالج وتدرس اولادها وتنفق مثلما بتاكلوا وتشربوا وتقيلوا .. وفقاً لقوانين العدالة ..
رضينا بمقولة "من تزوج أمنا أصبح عمنا" ، ورغم ذلك لا شفقة ، ولارحمة ، ولا ضمير ، ولا انسانية ولا حتى كلمة شكراً وانت تؤدي عملك بالمجاااااااان ..

هل فعلتم وحدة رصد وقياس الرأي العام؟ .. هل تعرفون ماذا يقول الناس في المقايل والشوارع والمقاهي والمؤسسات؟ .. هل ينقل العسس والمسس لكم حديث الناس بأمانة وواقع مايدور والى أين وصل الاستياء والغضب والاحتقان الشعبي.

لماذا تحفرون قبوركم بأيديكم بعد أن وصلتم الى ذروة الدولة والسلطات والثروة؟.

هل تدركون معنا الدولة والمؤسسات والمسؤولية الدينية والاخلاقية والانسانية تجاه الشعب .. هل تعرفون معنى الرحمة .

لمصلحة من التعالي والغرور والتكبر والطغيان واللامبالاه .. متى ستشعرون بعقدة الذنب ووخز الضمير وتحمل الامانة لقوله تعالى

"إنّا عَرَضْنا الأمانَةَ عَلى السَّماواتِ والأرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا " الأحزاب - 72

اصرفوا مرتبات الموظفين .. حقوق الموظفين .. علاوات الموظفين .. تسويات الموظفين .. تقاعد الموظفين .. قدموا خدمات الماء والكهرباء الرمزية يحترمكم الناس ولا تجعلوا من الحرب والعدوان شماعة لاكل الحقوق وحقد الشعب عليكم .. اصلحوا ما افسده الفاسدون .. اتركوا المطبلين والمزايدين والمنافقين.

أصدقوا الشعب .. الناس .. المواطنين .. سيروا على نهج الرئيس السوري بشار الاسد الذي مرتبات الشعب السوري لم تنقطع منذ عام 2011م حتى اليوم بل ان الاسد قرر زيادة المرتبات مائة في المائة وقرر تخفيض الضرائب 50 في المائة رغم انه يخوض حرب كونية ضد امريكا واعوانها من طغاة الشرق والغرب .

أخيراً .. كلمة وعشر سوى .. فهل من رجل رشيد ؟ ام ان غرور اللحظة والقوة والسطوة والمال وصبر وسكوت الشعب سيعميكم عن المضي في تحمل المسؤولية وتحقيق العدالة والوفاء بالالتزامات وحدوث الكارثة .. نأمل وخز الضمير واعادة ثقة الشعب.

حول الموقع

سام برس