سام برس
شهدت الحلقة 2 من مسلسل الحشاشين، بطولة النجم كريم عبد العزيز، والذي يعرض على قناة dmc، بالتزامن مع عرضه على منصة watch it، الكثير من الأحداث التاريخية وقد تتطرق الحديث في أحد المشاهد لسمرقند وهى المدينة التي تعد من أقدم مدن العالم.

تقع سمرقند التى تم ذكرها فى مسلسل الحشاشين في وسط الأراضى الخصبة لنهر زرافشان، وقد كشفت الحفريات أن أول المستوطنات في أراضى سمرقند المعاصرة ظهرت في أوائل القرن السابع قبل الميلاد في سفوح تلال أفراسياب، بفضل المناخ المثالى والموقع الجغرافى وطبيعة السكان المحبة للعمل.

أصبح المستوطنة الصغيرة على ضفاف نهر سياب بحلول منتصف الألف الأولى قبل الميلاد، مدينة بأسوار محصنة قوية ومعابد أثرية وعدد غفير من الصناع الحرفيين، وفى تلك الأيام كانت المدينة تحت سيطرة الحكام الإيرانيين من سلالة الاخمينيين، حسب ما ذكر كتاب سمر قند تحرير فيتالى نومكن وترجمة صلاح صلاح..

مدينة سمرقند

وفى سنة 329 قبل الميلاد غزت قوات الإسكندر العظيم مرقندا، اسم آخر للمدينة، بعد مقاومة يائسة من قبل سكان المدينة، وفق المؤرخين الإغريق آنذاك، وكانت سمرقند مدينة جيدة البناء والتحصين، وأسوارها تمتد لأكثر من عشرة كيلومترات، وسكانها نبلاء ومثقفون.

وقد محا الإسكندر الأكبر المدينة عن وجه البسيطة، ومن ثم أعاد بناء القلعة من أجل استعمال حاميته، بعد ذلك رضخت المدينة تحت حكم دولة سيلفيك أولا ومن ثم مملكات الإغريق والكوشانسك.

شهدت مدينة سمرقند فترة نمو ما بين القرن الخامس والسادس الميلادى وازدهرت التجارة والأعمال اليدوية، ووصل تجار سمر قند بسلعهم إلى تخوم الصين حيث أسسوا مستوطنات تجارية.

وقد فتحت سمرقند صفحة جديدة من تاريخها خلال القرنين السابع والثامن الميلادى عندما وصلت الفتوحات الإسلامية إلى أواسط آسيا، منذ ذلك الزمن أصبحت ثقافة المدينة ونمط حياتها وحتى مظهرها جزءًا من العالم الإسلامي.

وغدت سمرقند الغنية والمزدهرة هدفًا للفتوحات العربية من سنة 650 الميلادية وسنة 655 وسنة 712 الميلادية، إذ فتحها ممثل الخلافة الأموية قتيبة، لكن انتصاره لم يخضع المناطق المفتوحة بشكل كامل، استمر السكان في التمرد لمدة 150 سنة تالية مما أدى إلى الانهيار النهائي لهذه المنطقة المزدهرة.

واتخذت سلالة الساميين، إثر انفصالها عن الخلافة، سمرقند عاصمة لها لفترة أدت إلى ازدهار اقتصادى وثقافى في المدينة، ولم تنهض سمر قند من الدمار فحسب ، بل امتدت وشيدت فيها المباني الجديدة والجميلة، وانتشرت المدينة لتغطى تلال أفراسياب كلها وأحيطت بجدران قوية فيها أربع بوابات، وبلطت شوارع المدينة، ووضع السوق التجارى والأعمال اليدوية الفنية والقوافل والحمامات العامة والمساجد في جنوب المدينة، وكان في هذا الجزء من المدينة نظام رى ممتار أدى لجعل المنطقة خضراء مورقة، وسيدت قناة لجر المياه مغطاه ومائلة لتزود أجزاء المدينة الخرى بالمياه.
المصدر: اليوم السابع

حول الموقع

سام برس