عبدالله الصعفاني
لو وضعنا كل هذه المتناقضات في جهاز فإنه حتماً سينفجر، حتى لا أقول بأنه سيبكي..
• أبرز هذه المعطيات المتناقضة كثرة الدواعش الذين يمتهنون القتل داخل البلدان العربية تحت بيارق جهادية وسياسية، فيما لا وجود لأي داعش عربي أو إسلامي داخل فلسطين المحتلة التي يتعرض قطاع غزة منها للعدوان من البحر والجو.
• ولا يوازي الحسرة والخيبة من انشغال حركات الدواعش بإراقة دماء الإخوة داخل البلدان العربية من اليمن إلى تونس، مروراً بالعراق وسوريا وليبيا، إلا هذه الأنظمة العربية التي لا تجيد في تعاطيها مع الأحداث سوى تمثيل دور النعامة الذليلة.. ودائماً ليس هناك أصدق من حديث الواقع حينما يتكرر الوقوع..
• وكمواطن تصادف أن تكون ولادتي وولادة أبي وأجدادي على هذه المنطقة من العالم أسأل: كيف لمنطقة هي مهبط الديانات السماوية الثلاث ألَّا تحصد غير هذا الخنوع والخذلان.. وأي طين هذا الذي تشكَّلنا منه حتى نتوارث كل هذا الانحطاط؟
• ولا يمكن التوقف أمام الحوادث المحلية النازفة في أي بلد عربي دون أخذ ذلك في السياق الأشمل الذي تتكاثر فيه الدواعش ضد الأهل وشركاء الدين واللغة، ولا وجود لداعش تشغل نفسها في مناصرة الشعب الفلسطيني تجاه آلة الاحتلال والبطش الصهيوني، فيما ماتت الأصول والشهامة والنخوة في قلوب متحكِّمين بلا ضمائر، حتى طال رجاء الأمة وأملها في استعادة ما تيسر من أيام معتصم قديم..
• للحرية أصل في كل الديانات، فما للعرب يشغلون أنفسهم في استعباد بعضهم ليكونوا عبيداً لدى الآخر؟ وما هذا الإنكار لحق الفلسطينيين في استنفار حمية أنفسهم وحمية إخوانهم العرب، مع أن المقاومة والممانعة حالة إسلامية وإنسانية وليس هذا الخرس..!
• غزة بركة دماء وسجن يتلقى الأهوال، ورام الله مكتفية بدور صالة الانتظار، والفلسطينيون غير مدركين أن مصلحتهم ليست بالزج بقضيتهم في خلاف قطر وتركيا مع مصر، بما في ذلك من ترك المبادرة للصهاينة.
• وأما بعد.. هل من شرعنة لجهاد إسلامي محترم خارج فتاوى هذا المنتج الجهادي الفاشل الذي يجري فيه استكمال الطوفان، فيما لا أثر لسفينة نوح..؟!!

اليمن اليوم


حول الموقع

سام برس