عبدالجبار سعد
اليمانيون فيما يخص حركة الحوثيين ( أنصار الله ) على ثلاثة اتجاهات :

اتجاه داعم وآخر معارض وثالث يتحسس مواقفه في زحام الحوادث وتلاحقها فهو تارة هنا وتارة هناك .

على أن الحقيقة التي لايماري فيها إلا مكابر أن كل ضحايا الحركة هم من الجبابرة المستكبرين في الأرض ومحاولة تضخيم الأخطاء الفردية والمخالفات لا يقدح بهذه الحقيقة ولا يلغي كونها فردية واستثنائية وخارج الخط العام .

اللواء الصبيحي في تعز امتدح حركة انصار الله ومواقفهم واتفق معهم حول شكواهم بأنهم يقتلون كل يوم وأن الجهات الأمنية والعسكرية لا تحرك ساكنا ومع ذلك وجدنا البعض يظهر ماقاله الصبيحي بشكل معاكس ويوظفه توظيفا مغرضا ومجافيا للحقيقة .

وكحقيقة فإن اتجاهات حركة انصار الله تسير بعيدا عن حركة القوى الأمنية والعسكرية غالبا ولكن ليس كرها عنها ولا فرضا عليها فالملاحظ ان الأجهزة الأمنية والعسكرية تستمرئ أو تستلذ حركة انصار الله حين تكون حركتها موجهة ضد بقايا المفسدين في الأرض وضد قوى القاعدة وضد عصابات الجريمة وحتى ضد متمردي الإصلاح الذين كما يبدو خرجوا عن موقف قياداتهم التي تجنبت الحرب والمواجهة مع الأنصار إيثارا للسلامة من أول زحف الأنصار على صنعاء .

وبعد كل هذا هل على الأنصار أن يتوقفوا عند حد أم أن عليهم استكمال طي ملف مفسدي النظام القديم والقديم المتجدد وإحلال دولة بديلة بعيدا عن هذه المساومات والمبايعات التي تساهم فيها القوى الكبرى والدول العشر .
وسيعيدنا هذا السؤال إلى فتنة داؤود عليه السلام والخصم إذ تسوروا عليه محرابه :

"إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب *قال لقد ظلمك بسؤال نعجته إلى نعاجك وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض "

فهل الأصل والعدل والمنطق يقتضي أن صاحب النعجة الواحدة وهوفي هذه الحالة رئيس التوافق مع دولته التي لم يعد لها وجيشها وأمنها أي دور يتنازل لصاحب التسع والتسعين فيكتمل له العدد ويبدأ ببناء الدولة على أسس غير الأسس الذي بني عليها التوافق الهزيل .

أم أن العدل والمنطق يقتضي أن يبقى صاحب التسعة والتسعين ( الحوثي والأنصار ) يرعى نعاجه في جانب من نفس المرعى فيما يبقى صاحب النعجة الواحدة متفرغا لنعجته الوحيدة ومشغولا بها في الجانب الآخر ماذا يقول أصحاب العقول ؟.

حول الموقع

سام برس