أحمد عبدالله الشاوش
ما أحوجنا اليوم إلى منهج ونظام تربوي متزن يحمل أرقى أساليب التربية، لفرس القيم الاجتماعية والإيمان بلغة التسامح والتعايش والحوار والنهوض بالبلد بعدان غرقت في وحل الخلافات المضابية، فالمجتمعات الإنسانية تحرص أن يكون لها نظام تربوي خاص لتحقيق الأهداف والغايات عبر الاهتمام الكبير بتربية النفس منذ الطفولة بدء من الأسرة التي تحاول قدر الإمكان تدريب أطفالها على السلوك الايجابي والتعامل مع الرغبات ليكونوا إيجابيين وصالحين في مجتمعهم.

ولذلك فإن المجتمعات الكبيرة تهتم بالجوانب التربوية باعتبارها "الأصل" في إعداد وتكوين شخصية الفرد الذاتية من الناحية الإبداعية وتقوية قدرات الإنسان ليصبح قادراً ومستقلاً في اتحاذ قراراته واختياراته، باعتبار غاية التربية هي إعداد الإنسان الصالح، فعلماء التربية يرون في الإنسان أنه "الأهم" ونموه هو الأصل والمجتمع الإنساني يكتسب عظمته وقوته من عظمية أفراده. والدول التي تجعل من الفرد وسيلة لهدف اجتماعي أو سياسي أو غيره دول يعيدوه عن الحق لأنه لابد من مراعاة ميول الأفراد وتقوية شخصية الفرد، فالنظام التربوي الذي يهمش الأفراد ولا يعمل على تنمية شخصياتهم لذاتها نظام تربوي غير إيجابي لأنه يهدف إلى تنمية الحياة الاقتصادية والاجتماعية لا "تنمية الإنسان شخصياً".

فالمنو التربوي لايقارن بالكم من حيث عدد الجامعات والمدارس والكتاتيب والمعاهد والمدرسين والطلبة وإنما أيضاً بالكيف وجودة التعليم ونوعه، وتحقيق الرعبات وحاجات الأفراد والمجتمع لا سيما إذا اجتمع الكيف والكم يظهر النمو الحقيقي في المجال التربوي وبالتالي تحقيق رغبات الأفراد الذاتية وفق ماتم إعداده من قبل علماء الاجتماع والمتخصصين لتحقيق غاية اجتماعية ملائمة ومعدلات ناجحة في جميع جوانب الحياة غير أن الأحداث والعواصف الناتجة عن التحولات السياسية التي هزت المجتمع اليمني وزادت في النظام التربوي الهش نيتجة الاضطراب السياسية ساعد على افتقا دالكيثر من الأساليب التربوية الحدثية التي ساهمت إلى حد كبير في بناء الكثير من المجتمعات والبلدان وصعودها إلى العلياء، وأخيراً، هل نحن مصممون على إيجاد نظام تربوي عالي الجودة لتحقق اليمن غايتها وتستعبيد مكانتها، خدمة للأجيال القادمة.. أملنا كبير.

نقلا عن صحيفة الثورة

shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس