سام برس
لا تزال 10 سفن على الأقل تحمل شحنات غذائية تنتظر الإذن لدخول المياه الإقليمية وإفراغ حمولتها جراء الحصار الجائر الذي يفرضه العدوان السعودي على اليمن منذ 34 يوماً، في حين يواجه أكثر من 25 مليون يمني كارثة غذائية وصحية ومشكلات متزايدة في جلب الغذاء والدواء جراء استمرار حصار بوارج وطائرات العدوان السعودي.

العدوان السعودي الغاشم على اليمن تجاوز تدمير مقدرات اليمن وقتل المدنيين الى خنق واردات الأغذية والأدوية وعرقلة إمدادات الوقود للسكان متسبباً في معاناة ملايين الأشخاص من الجوع ونقص الغذاء ,وبحسب الأمم المتحدة فإن 12 مليون شخص يفتقرون "للأمن الغذائي" أو سيعانون من الجوع بزيادة نسبتها 13% منذ بدء العدوان.

اليمن يستورد بحسب وكالة رويترز أكثر من 90% من غذائه ومن ذلك معظم حاجاته من القمح وكل احتياجاته من الأرز لإطعام سكانه البالغ عددهم نحو 25 مليون نسمة والذي يهددهم نقص المواد الغذائية بكارثة وشيكة نتيجة الحصار السعودي وانسحاب بعض من أكبر شركات النقل البحري الدولية وتقليص البعض الآخر رحلاتها إلى الموانئ اليمنية بسبب الحرب .

حصار مطبق
وأظهرت بيانات تتبع السفن وأنشطة الموانئ أن "عشر سفن على الأقل يحمل كثير منها القمح والذرة لاتزال تنتظر إذناً لدخول المياه اليمنية وإفراغ حمولتها في الموانئ اليمنية ومنها الصليف وميناء الحديدة الأكبر على البحر الأحمر, وأوردت رويترز قبل أسبوعين خبر اعتراض طريق خمس سفن تجارية على الأقل.

ووفقاً لبيانات الملاحة ومصادر في قطاع النقل البحري فإن "اثنتين فقط من تلك السفن قامتا بإفراغ حمولتهما وترسو ثالثة في الوقت الحالي", وقال مصدر ألماني في تجارة السلع الأولية إن "السفن المحملة بالقمح تضطر إلى الانتظار ما يصل إلى خمسة أيام للحصول على إذن بالدخول. ويبدو أنه تم تأجيل دخول بعضها."

تتمثل المشكلة في أن العدوان الذي تقوده السعودية لا يسمح لأي سفينة أو طائرة بدخول الأجواء والمياه والأراضي اليمنية قبل إجازة من القوات العسكرية , وتسبب القتال أيضا في مشكلات لوجستية وأعاق تسليم إمدادات الغذاء ولاسيما إلى المناطق الجنوبية وأغلق تقريبا الميناء الرئيس في عدن بسبب القصف المتواصل للعدوان على منطقة قريبة من الميناء.
مخزونات تستنفد

في هذه الأثناء يستخدم برنامج الأغذية العالمي مخزوناته داخل اليمن لتلبية الاحتياجات الإنسانية وفقاً للمتحدث باسم البرنامج الذي لاحظ أن "زيادات الأسعار وتخزين السلع ونقص الوقود أثر على قدرة التجار على نقل الغذاء إلى الأسواق" حد قوله ، مضيفا" إن سكان عدن وصنعاء يتحدثون عن نقص دقيق القمح" .
" النقل البحري "
وأما شركات النقل البحري التي لا تزال مستعدة لنقل شحنات الغذاء إلى اليمن فتجد أن العملية معقدة وتنطوي على كثير من الصعاب، فسفينة الشحن "ليكافيتوس" المحملة بـ 47 ألفا و250 طنا من القمح انتظرت خارج المياه اليمنية من الثامن إلى الرابع عشر من أبريل قبل أن تسمح بوارج تحالف العدوان لها بالإبحار إلى ميناء الصليف, حسب تأكيد الوكيل الملاحي للسفينة موضحاً إنه بعد ذلك لم تستطع السفينة أن ترسو في الميناء إلا يوم الخميس الماضي .

وقالت شركة هيليكون شيبنج إنتربرايزس إن "سفينة أخرى كانت تفرغ أيضا جزءاً من حمولتها من القمح في الصليف أبحرت (الأربعاء الماضي) متجهة إلى إفراغ بقية حمولتها في الحديدة, غير أنه بعد إبحارها أمرت السفن الحربية للعدوان السفينة بمغادرة المياه اليمنية وانتظار عملية تفتيش أخرى حتى يؤذن لها بدخول الحديدة لإتمام إفراغ الحمولة."

وأضافت هيليكون إنها تهدف إلى إفراغ باقي الحمولة من القمح في الحديدة في الأيام القادمة, وأضافت الشركة قولها "سننتظر لنرى هل يتعين علينا الخروج من المياه اليمنية لإجراء التفتيش مرة ثانية, ويستغرق هذا كله وقتا ومن غير الواضح كم تستغرق العملية كلها من وقت مع احتمال إجراء عمليات تفتيش أخرى غير متوقعة."

بينما شركة إم.إس.سي ثاني أكبر مجموعة للنقل البحري بالحاويات في العالم أكدت أن تدهور الوضع "يؤثر تأثيرا شديدا" على إفراغ الحاويات التي تحمل سلعا والمتجهة إلى المنطقة وقالت: "أبلغت إم.إس.سي بالفعل الزبائن الذين لاتزال شحناتهم في البحر أو تنتظر في الموانئ أن رحلة نقل شحناتهم إلى الحديدة وعدن والمكلا (في الجنوب) أعلن رسميا انتهاؤها."

من جهتها قالت شركة إسكولد للتأمين على السفن إن الأعضاء من ملاك السفن يجب "أن يدرسوا الأمر بعناية كبيرة قبل الموافقة على أي عملية تأجير تتضمن القيام برحلة مزمعة إلى ميناء يمني أو خيار القيام بزيارة أي ميناء يمني."
وقال جيه. بيتر فام مدير المجلس الأطلسي لشؤون أفريقيا - وهو مؤسسة أبحاث أمريكية- "إذا لم يتم إيجاد ترتيب أفضل لتحقيق رغبة المجتمع الدولي في إبقاء الأسلحة بعيدا عن أيدي اليمنيين فإن حصارا بحريا طويل الأمد ستكون له آثار سلبية خطيرة على منطقة أوسع كثيرا من ذلك .

الوضع الصحي
يتزامن هذا الحصار الجائر لواردات الغذاء إلى اليمن مع تصاعد أزمة يعاني منها القطاع الصحي في البلاد، فبعض المستشفيات المزدحمة بالجرحى تفتقر للكهرباء أو وقود مولدات الكهرباء لإجراء جراحة ويقول مسؤولو مساعدات "إن بعض الجثث يتم تخزينها الآن في ثلاجات تجارية أو تدفن بسرعة وتفتقر المشارح التي تفوح منها رائحة كريهة إلى الكهرباء".

وقالت ماري كلير فيجالي المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر لوكالة رويترز إن "سيارات الإسعاف لا يمكنها السير ولا يوجد قدر يذكر من الكهرباء ولا يوجد وقود يكفي لتشغيل المولدات. في بلد يعاني من ندرة المياه مثل اليمن فإن هذا يعني أنه لا يمكن حتى استخدام مضخات للحصول على مياه" , وأضافت "إنها كارثة .. كارثة إنسانية. كان الأمر صعبا بما يكفي من قبل لكن الآن لا توجد كلمات تعبر عن الحالة السيئة التي وصلت إليها الأمور."

وفي هذا الصدد حذرت هيئة الأمم المتحدة من تبعات نفاد المشتقات النفطية وأثره على الخدمات وإمدادات السكان بالمياه والغذاء والكهرباء، بينما أدانت منظمة الصحة العالمية الاستهداف المستمر للعمال الصحيين والمرافق الصحية في الوقت الذي يشهد فيه الوضع الصحي والإنساني في اليمن تدهوراً مستمراً تزداد فيه الحاجة إلى توسيع نطاق الاستجابة الصحية.

كما منعت السعودية هبوط طائرة مساعدات ايرانية بصنعاء إجراء لا إنساني ذمار: تأجيل محاكمة المتهم بقتل الطفلة مآب وزارة التربية تدين استهداف العدوان للمدارس جامعة صنعاء تقر تعليق الدراسة حتى إشعار آخر توجه الاجهزة الامنية بالتصدى لاي اعمال ارهابية في العاصمة منظومة الكهرباء على وشك الانهيار ضبط كمية من الأسلحة والذخائر كانت متوجهة إلى مأرب وزير الداخلية يوجه بتوفير إحتياجات السجناء جهود دولية لحلحلة قضية اليمنيين العالقين في الخارج ورشة عمل لمناصرة ومناهضة قضايا العنف

حول الموقع

سام برس