بقلم / عبدالله الصعفاني
* طائرات تحالف العدوان السعودي الأمريكي لا توزع الحلويات على أطفال اليمن وإنما تقتلهم , وإذا أنزلت شيئاً من الجو فلن يكون غير أسلحة التشجيع على احتراب يمني أقوى وما تيسر من رزم الفلوس الحقيقية والمزورة ليجمع المتلقون لها بين قتل إخوتهم وبين الظفر بمقعد في قائمة الارتزاق .
* والذين يتفرجون على تدمير بلادهم وقتل شعبهم من أجواء الجبن الخارجي والخيانة الداخلية ليسوا عمال مطافي وإنما قتله بشهادة قرابة ستة آلاف شهيد ومصاب جلهم مدنيون أطفال ونساء وكهول وبشهادة منازل دمرت على رؤوس ساكنيها وهم نيام في ذمة الله .
* وجميعها، المطارات المدنية والعسكرية ، المصانع والأندية الرياضية ومزارع الدواجن ومصانع الأغذية ومصانع الغلال والجسور والطرق والمساجد والمعالم التاريخية وحتى الأسلحة والمعسكرات ليست سوى حصاد عشرات السنين جرى اقتطاع أثمانها من الخبز المغموس بالعرق والمكابدة الصارخة داخل وطن جمع بين عسرين ، عسر قياداته الفاشلة الفاسدة، وعسر الجار المتغطرس الذي قتلنا بعد أن قمنا بدور العمال المهضومين المطاردين فصمم على ضرورة أن يلحق الجميع بطابور العمالة وإلا أرسل مئات الطائرات لتحويل كل منشأة حيوية إلى جزء من الجحيم .


* كل الذي سبق ليس سوى بعض الحقيقة ولكن من يقنع بعض شركاء الوطن بأنهم بهذه المواقف المحرضة على العدوان لا يطلقون حمم النار على حاضر الشعب اليمني وماضيه وإنما يقذفونها على مستقبل هو ملك أطفالهم ، وأن هذا التدوير للزوايا الفاجرة خصماً من حياة اليمنيين ودمائهم ومقدراتهم مرفوض ولن يجلب لكل مشارك فيه تحت أي مسمى أو مستوى إلا لعنة التأريخ .
* ودائماً .. يا سبحان الله .. اليمن السعيد .. وبلد الحكمة والإيمان يقصف بغطرسة واستكبار وفجور وبعض أبنائه لا يهربون من نجدته فحسب وإنما يحرضون على تدميره من الجو وتدميره بالحروب الداخلية دونما إحساس بالحاجة إلى صحوة من نفس لوامة أو ضمير يرفض الموت .
* لا تقولوا وأنتم تضربون أيادي " عليه العوض " بأن الذئبة حمقاء لأنها تركت ابنها للجوع لتتولى إرضاع الضبع وإنما لنراجع بعضنا من أجل وطن منكوب ليس لنا غيره .. لا تقولوا " منه العوض " فالله كريم ولطيف بعباده ولكن .. حاولوا وراجعوا من أجل هذا الشعب وهذا المواطن اليمني البسيط الفيلسوف الصابر وهو يحاول الحياة بين شراسة القتل القادمة من الجو ومن اليابسة والماء وبين كل هذا الكيد المحلي وهذه السلاطة اللسانية لبعض من دفع الشعب دم قلبه ليتعلموا فلم يعوضوه سوى بهذا الكم من الكيد والقتل .
* بالمناسبة .. لم يخطر بخلد مواطنين بسطاء أن يأتي يوم ليسألوا أنفسهم ما كل هذا الإنتاج من المثقفين والسياسيين الذين ساهموا في وصول وطنهم إلى هذا الحال من العدوان والحروب فيما هم بين محرض ومتشكك معجون بأوجاعه المناطقية .. وما هذه المثابرة في تحسين الكذب وتقبيح الصدق الذي لا يعترف بأن الأطماع الشخصية والعقد الجهوية والمناطقية ليست سوى منطق تعصبي لا ينتجه غير الدماغ البليد .
* هل أغلق اليوميات ؟

* لا مفر من الأمل والثقة بأن اليمن سيبقى حاضراً رغم الجروح والندوب .. لا مفر من القول بأن هذا الشعب سيبقى عظيماً وأن نشاز عقوق بعض أبنائه داخل ملاحم الصبر ورفض العدوان ليس سوى حاجز يعطي المشهد بعض الواقعية .
* اللهم احفظ اليمن وأهله .

حول الموقع

سام برس