بقلم / جميل مفرح
* من متابعة موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك وأحداثه وأساليب التواصل والنقاش والجدل على حوائطه على المستوى اليمني.. يلحظ المدقق أن أخلاق الشباب اليمنيين بدأت تضيق بشكل مخيف وخطير وبدأت صفة الانفعال وليس التفاعل هي الغالبة على نقاشاتهم وجدلهم، حد أن ذلك التواصل بدأ يشهد كل لحظة وعلى استمرار الوقت الكثير من المعارك الكلامية الطاحنة !!.. والتي من الطبيعي ألا يكون لها من نتائج أكثر من مفاقمة المشكلات وتوسيع الهوة بل الهوات في شق الصف والتنافر والتعادي ..

* لا بأس في التبرير بما يمر به الوطن من اختناقات سياسية واقتصادية، وأزمات متلاحقة متسابقة، وأثر ذلك النفسي، ولكن باعتقادي أنه تبرير غير كافٍ لما وصل إليه الوضع من حد خطير.. وينذر بعواقب ستكون أسوأ مما نعتقد ونحسب لها.. فالمتابع يجد أن عدوان الفيسبوك وحروبه باتت من الخطورة بمكان.. وبما يتجاوز حد ما نتلقاه أو يمكن أن نتلقاه من حرب وعدوان.. وبأبشع ما نعيشه من خلافات واقتتال، لأهداف وأسباب تكاد تكون منعدمة وإن حاولنا إيجادها بدا أنها غير معقولة..

* ومن الملاحظ في النقاشات التي تدور على حوائط الفيسبوك أن الاختلاف بدأ ينحو منحى آخر أكثر من الرفض والرفض المقابل، والحجة والحجة المقابلة.. ويخرج كثيراً عن مساحات اللياقة ومستويات التحمل والقبول بالآخر، ليصل إلى مستويات بشعة من الشتائم المتبادلة والتنابز والتعاير والكلام النابي غير المقبول.. وإلى ما هو أبشع من ذلك من التهديد والوعيد بالفتك والقتل وتجاوز الكثير من المحددات الأخلاقية والإنسانية!!

* برأيي أن علينا جميعاً أن نراجع أساليبنا في التعاطي مع هذه الخدمة وهذا المجتمع الجديد الذي نقبل عليه بمعاول هدمنا ليس له وحسب، وإنما هدمنا لكل قيمنا الاجتماعية والدينية والأخلاقية.. إنه هدمٌ كلي لذواتنا.. وإن لم يتم تلافي ذلك باعتقادي فنحن بلا شك مقدمون على نتائج أقل ما يمكن وصفها بالسيئة.. ابتداء من خسارة أنفسنا وأخلاقنا ومرواً بخسارة مجتمعنا والتطويح بقيمه السامية.. ووصولًا إلى خسارة بعضنا لبعضن ولوطننا ووحدته وسيادته.

حول الموقع

سام برس