بقلم / حمدي دوبلة
الذعر الذي بات يسيطر على نفسيات وعقول "فوارس" أسرة سعود" استثنائي وغريب وأظنه سيبقى مسجلاً باسمهم زمناً طويلاً بعد أن تضع الحرب أوزارها ويخمد الله نيران هذا العدوان الأرعن الذي يؤكد يوماً بعد يوم أنه السقوط الأخلاقي والقيمي الأعظم في تاريخ البشرية.
امتلاك مرتزقة سعود كل وسائل التفوق العسكري ودعم ومؤازرة معظم بلدان العالم ممن وقعت تحت تأثير بريق مال أسرة سعود واستباحتهم دون وجه حق لحرمة أجواء اليمن وفرضهم الحصار الشامل على الشعب لم يكن كافياً لأولئك المرتزقة والمأجورين ليتخلصوا من مشاعر الذعر والهلع, فأصبحوا أضحوكة ودمية بين يدي كل ناقم أو موتور على الوطن وحتى كل من أراد أن يرى صاروخاً يسقط من السماء ليزهق أرواح البشر ويدمر مقومات الحياة..

لا لشيء إلا إشباعا لنزعات عدوانية استوطنت نفوس البعض من أشرار بني البشر في الداخل والخارج الغزاة المذعورين ذوي النفوس المهتزة والأيدي المرتعشة باتوا في وضع حرج "يحسبون أن كل صيحة عليهم" لذلك لا يترددون في اطلاق الصواريخ والقذائف من طائراتهم المتوارية خلف السحب باتجاه منازل المواطنين وهدمها على رؤوس ساكنيها وتدمير مساجد ومدارس على طلبتها واستهداف الشاحنات المخصصة للنقل التجاري وما تبقى من مرافق ومنشآت حيوية وخدمية لمجرد الشك أو أن أحد الأشخاص نشر حالة في الفيس بوك والواتس آب يتحدث فيها عن أن ذلك الحي السكني يعيش فيه رجل حوثي أو أن تلك المدرسة والجامع أو المبنى العام يحتمل أن يكون قد استخدم لتخزين أسلحة أو أن تلك الشاحنة التجارية يعتقد أنها تحمل مواد عسكرية.

ولأن أولئك الرعاديد ممن باعوا ضمائرهم لأسرة سعود قد تجردوا من كل معاني المروءة والرجولة وانسلخوا من القيم الأخلاقية فإنهم لا يترددون في ضرب حي سكني بأكمله مستهدفين رجلاً حوثياً واحداً مع أنهم ليسوا متأكدين تماماً من أن المعلومة التي أوصلها إليهم عملاؤهم مؤكدة بدرجة كبيرة, كما حصل الاسبوع الماضي في تلك المجزرة البشعة التي ارتكبتها طائرات سعود بحق الحي السكني الشعبي الفقير بمنطقة سعوان والتي راح ضحيتها عدد كبير من الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء بعد تهدم أكثر من 20 منزلاً على رؤوس ساكنيها, الذي اتضح في ما بعد أن الغارة استهدفت منزل قيادي حوثي,غير أنه لم يكن سوى مواطن بسيط يعيش وضعاً اجتماعياً صعباً للغاية دفعه لجمع علب البلاستيك الفارغة من أجل إطعام أطفاله بعد بيعها بأثمان زهيدة جداً.

لقد تناثرت علب البلاستيك تلك مع أشلاء العشرات من المواطنين الأبرياء لتملأ جنبات الحي في صورة بشعة عكست الذعر والارتباك والتخبط الذي بات يعيشه "فوارس" سعود" الذين أصبحوا تحت تأثير ذلك الذعر يعتمدون على ما ينشر في وسائل الإعلام الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي ومنها على سبيل المثال لا الحصر صفحة ذلك الحقير الذي سار على نهج أسياده في التخفي فأطلق اسم " أفراح اليدومي" على صفحته في الفيس بوك والتي أصبحت مصدراً رئيسياً للعدوان في تحديد ومهاجهة الأحياء السكنية والمرافق العامة المستمرة حتى اللحظة رغم ثبوت كذبها وزيفها , وآخرها استهداف ميدان السبعين في أمانة العاصمة بعد مزاعم " فيسبوكية" عن تجهيز الميدان لاستقبال الطائرة المدنية الايرانية التي أرعبت" بواسل" سعود وأطارت النوم من عيونهم وجعلتهم يقصفون المطارات المدنية لليمن بجنون ووحشية دون أن يظهروا قليلاً من الشجاعة والجرأة في اعتراض أو حتى مخاطبة هذه الطائرة المدنية التي اخترقت " حصارهم" الجائر وغير القانوني على اليمن وشعبه , فراحوا مذعورين يضربون مطاراتنا وطرقنا ومرافقنا الحيوية هلعاً من تلك الطائرة التي رأوا فيها على ما يبدو مصدر خطر كبير على عرش سعود وأمواله.

وفعلاً إذا تجرد المحارب من الأخلاق والمروءة والرجولة فتوقع منه مثل ذلك وأكثر, غير أنه يبقى أبعد ما يكون عن تحقيق أي نصر أو هدف يسعى له خاصة وأن الشعب اليمني الحضاري العريق قد تمتع وهو يواجه هذا العدوان الغاشم والأخرق بأخلاق وفضائل أدهشت العالم, وهاهي دماء أطفال وشباب اليمن تزلزل عروش الطغاة وتدفع بهم إلى مزبلة التاريخ وإلى مهاوي الضياع والخسران المبين.
نقلا عن الثورة

حول الموقع

سام برس