بقلم / محمد العزيزي
ما يحدث وما يجري من عدوان همجي وبربري على مدينة السلام ؛ مدينة العلم و الإسلام والفقه ؛ مدينة صعدة ؛ هذه المدينة التي اعتادت الظلم منذ سنوات .. فعلى مدى ثلاثة أيام ماضية شن العدوان السعودي غارات لا يمكن وصفها إلا بالغارات الهستيرية ضد أبناء محافظة صعدة ؛ بل هي حرب إبادة جماعية بحق مجتمع بكامله لم تفرج هذه الحرب بين ما تسميه أهداف عسكرية والجانب المدني ومنازل المواطنين الأبرياء .

العدوان الخرف "الزهيمري " أجبر نساء وأطفال وشيوخاً إلى الهرب من ويلات و جحيم الحرب والإبادة الجماعية التي تمارسها مملكة آلـ سعود على الشعب عموما وأبناء صعدة خصوصا ؛ نزوح جماعي بآلاف من مناطق صعده نحو محافظة ومديريات عمران بعد ما أعلنت السعودية وتحالفها مدينة السلام هدفا عسكريا لها ؛ ترمي من خلاله أو كما يخيل لها ولمن يرشدونها لهذه الأفعال القذرة إلى التخلص أو إبادة أكبر كم من مواطني هذه المدينة المقاومة .

العدوان على ما يبدو يحاول استلهام بعض النظريات العسكرية القديمة في الحروب ؛ ونظرية ميكافيلي في طريقة العمل العسكري ووسائل تثبيت الحكم والقضاء على جماعات التمرد ؛ والتخلص أيضا من تلك الجماعات الخطرة حتى تأمن خطرهم المحدق والداهم على استقرار نظام المملكة والمذهب الوهابي كما هو واضح وجلي في هذه الحرب التي تشنها الجارة السعودية على اليمن أصل العروبة والعرب و الفقه ؛ بحسب ما دونه التاريخ وكتب العلماء التي وثقت وتزخر بها أعرق وأضخم المكتبات في الوطن العربي والعالمي .

العدوان أصبح من يوم إلى آخر تتكشف نواياه ومآربه من وراء هذا العدوان السافر واللا أخلاقي، أن الهدف الحقيقي والاستراتيجي في كيفية إحداث تغيير ديمغرافي وجيو سياسي و مذهبي في اليمن وصعدة على وجه الخصوص ؛ والدليل إعلان العدوان صعدة منطقة عسكرية أو هدفا عسكريا لطائراتها ومدافعها و قصفها البري والجوي وبكل أنواع الأسلحة الحلال منها و تلك المحرمة أيضا

ما يدور من حرب إبادة لمجتمع بل لشعب بكامله في صعده _ وهو يوازي في تعداد السكان شعب دولة خليجية مشاركة في التحالف والعدوان على اليمن _ يراد منه تشريد ونزوح و بعثرت أكبر قدر من تعداد سكان صعده و إبادة الكثير منهم تحقيقا للهدف المراد من هذه الحرب في تغيير سكان هذه المدينة الذين ينتمون للمذهب الزيدي أو كما يحلو لها تسميته بالمذهب " الشيعي " الموالي لإيران كما تعتقد السعودية ..

وبالتالي تكون المملكة قد أحدثت شتاتاً لأبناء صعدة ؛ معتقدة بذلك أن أبناء صعدة سيقطنون مدناً أخرى ومحافظات يمنية بعيدة عن مسقط رأسهم و لن يعودوا إلى صعده موطنهم و مسقط رأسهم الأول والأخير والذي لم ولن يبتعدوا عنه أبدا .. لأنه و بسهولة و الذي لم يعرفه نظام ألـ سعود أن اليمني أصيل و مهما اغترب أو ابتعد عن قريته أو مدينة الأم لابد وأن يعود إليها مهما طال الزمن أو قصر فهو ذو جذور أصيله وليسوا بدوا رحل لا أصل ولا جذور لهم " أينما غلسة باتة " ينسون موطنهم و مرجعهم وأسرهم و قبائلهم .

إن العدوان السعودي قد غرر به مستشار والسوء والعملاء ومصاصي الدماء من المرتزقة بان إيقاف المد الشيعي الإيراني في اليمن في تحقيق استراتيجية التغيير الديمغرافي لأبناء صعدة ؛ متناسين الحقيقة الأهم و حقيقة أن أبناء الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه لا يهجر و لا يبتعد عن موطنه الأصل مهما جار عليه الزمن وغدر به حثالة من المرتزقة وعبدة الريال و الدولار .

حول الموقع

سام برس