بقلم / احمد الشاوش
يأمل الشعب اليمني الصامد ألا يكون مؤتمر " جنيف" المزمع عقده في الرابع عشر من الشهر الحالي نسخة طبق الأصل من " جنيف" السوري الذي تحول إلى أجزاء درامية كمسلسل باب الحارة وورقة بيد القوى الدولية للمساومة والابتزاز وتحول أبناء الوطن السوري مجرد أبواق وديكورات ومادة استهلاكية للإعلام الدولي الخبيث .
ورغم ضبابية المشهد والتشاؤم ، نتيجة تحول المنظمات والمؤتمرات والمشاورات الدولية إلى سوق للنخاسة في إصدار قرارات أشبه بالسراب وليس لها أي لون أو طعم وإنما رائحة كريهة ، ورغم مايدور في دهاليز السياسة من همز ولمز ولقاءات سرية وعلنية دون الإفصاح عن النتائج لوسائل الإعلام والرأي العام ، إلا أن المواطن اليمني مازال يأمل بعد أن ضاق به الحال أن يكون مؤتمر جنيف المحطة الأخيرة لاستكمال ما توصل إليه اليمانيون في آخر جلسات الحوار الوطني في صنعاء وان تلتزم جميع المكونات السياسية اليمنية في مسار مفاوضاتها بذلك بعيدا عن الحقد والمزايدة السياسية والشروط التعجيزية والمؤثرات الخارجية قدر الإمكان، للحفاظ على ما تبقى من أعمدة البيت اليمني ، وإنقاذ وطن تتربص به دوائر الشر .

ورغم التخوف إلا اننا نرى في هذا المؤتمر بصيصاً من الأمل لوضع النقاط على الحروف رغم آلام التدويل للجرح اليمني النازف وان يكون الوفاق والاتفاق محطة لرفع الوصاية السعودية وغيرها من الدول المتسلطة والمتغطرسة التي ترى في اليمن مجرد " ولاية" تابعة أو " قسم شرطة " لملاحقة الرموز والهامات الوطنية الشريفة التي تأبى التفريط في السيادة الوطنية والنيل من قرارها السياسي المستقل ، لاسيما بعد ان كشف العدوان السعودي عن بشاعته ووحشيته مع سبق الإصرار والترصد وتلذذ في إبادة شعب وحصار أمة وتدمير وطن في أقذر عمل إجرامي في العصر الحديث .

ومع ذلك مازلنا نأمل أن يكون جنيف اليمني فرصة تاريخية لمراجعة النفس وتأنيب الضمير والتكفير عن الخطايا القاتلة لمن كنا نعتقدهم القدوة ، ووقف المتاجرة بالوطن والشعب والعودة إلى الرشد السياسي ، وإطلاق العنان للعقل والحكمة بعيدا عن الهوى والمسودات الجاهزة والاتصالات المشبوهة الرامية إلى إفشال أي مؤتمر يمني حر.

كما أن الثوابت الوطنية شيء مسلم به فلا يجوز التفريط فيها مهما كان الثمن ، باعتبار التخلي عنها أو المساومة فيها جريمة كبرى ،وأن السباق نحو التسامح والتصالح والتنازل من اجل تثبيت مداميك البيت اليمني ووقف شلالات الدم هو أسمى ما في الكون وقمة الشعور بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية والدينية ، ووفاء بالأمانة التي تبرأت منها السماوات والأرض والجبال وحملها الإنسان!! .

كما أن على المتحاورين تناسي الأحقاد وعدم الخضوع للمؤثرات الإقليمية والدولية ومطالبة دول التحالف وفي طليعتها السعودية وقف العدوان البربري وفك الحصار والتعويض العادل لتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة ، مالم فإن الخاسر الأكبر هي السعودية التي تعيش على صفيح اجتماعي ملتهب وقابل للانفجار.. صاعقه بيد الجيش اليمني واللجان الشعبية لأنصار الله والقبائل المكتوية بظلم النظام السعودي الذي استعدى كل دول الجوار، وأصبح مرعوباً بعد أن دُكت اوكاره واصبحت مناطقها على مرمى حجر من صواريخ اسكود والزلزال ،، .

فهل يحتكم ساسة اليمن إلى العقل وآل سعود إلى سن الرشد السياسي ووقف الغطرسة والتكبر والحفاظ على ثروات الأجيال للخروج من الكارثة وإحلال السلام .. أملنا كبير.
نقلا عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس