بقلم / عمار الشرماني
ليس من الصعب على اي شخص محايد ولديه باع طويل في مجال قراءت الصحف والتقارير المتنوعة ان يلاحظ مدى الانحياز الذي انطوى عليه تقرير منظمة العفو الدولية السابق الذي صدر مؤخراً عن اليمن في 28 أيار / مايو 2015 والذي يقول ان حاولي 90% من المرضى المصابين منذ بداية العدوان على اليمن يتم إدخالهم جراء إصابتهم بنيران المدافع المضادة للطائرات، فبمجرد ان تقرأ عنوان ذلك التقرير والذي كان يقول :
" اليمن: مقتل وإصابة عشرات المدنيين جراء نيران المدافع المضادة للطائرات والقصف الجوي الذي استهدف مخازن الأسلحة " فسوف تشعر منذ اللحظة الاولى انه غير محايد لان عنوان التقرير بحد ذاته اولاً كان معلول وينم عن عدم حيادية معدي وكاتبي التقرير، لأن عنوان التقرير لم يكن عنوان موضوعي ارتجالي وسهل، بل عنوان "هادف" أي موجهة بطريقة هادفة الغرض منها التأثير على آراء أو سلوك وقناعات وردة فعل أكبر عدد ممكن من القراء حول موضوع معين أو جهة معينه.

ان عنوان التقرير كان يشبه الاسلوب الذي تستخدمه الصحف التابعة لحزب معين او المعارضة لجهة معينه، لأنه لو كانت لا توجد لدى معدي التقرير أي نوع من العصبية مع أي طرف ضد اي طرف لكان العنوان الطبيعي لذلك التقرير يقول مثلاً وبكل بساطة:

" اليمن: مقتل وإصابة عشرات المدنيين جراء نيران المدافع المضادة للطائرات والقصف الجوي "

وبدون اي حاجة لإضافة العبارة وهي العبارة الهادفة في العنوان والتي تبرر القصف الجوي بالقول " الذي استهدف مخازن الأسلحة "، انها هفوه يبدوا انهم لم ينتبهوا لها لكنها خطيرة ومهمه فاهتمامهم بإضافة عبارة " القصف الجوي الذي استهدف مخازن الاسلحة " في اخر العنوان تدل على انهم كانوا حريصين جداً على ايصال امر رئيسي معين للعالم سينكشف ويظهر اكثر في بقية اجزاء التقرير الا وهو :

ارجاع كل اسباب سقوط جرحى وقتلى من المدنيين نتيجة القصف الجوي الى انه كان بسبب انفجار مخازن الاسلحة التي تعرضت لقصف جوي، لكي يبدوا الامر اولاً امام العالم والقراء طبيعي وثانياً لكي لا يحمل الناس والعالم مسؤولية سقوط جرحى وقتلى من المدنيين على من يقومون بشن الغارات الجوية على اليمن، ولكي يتم تحقيق ذلك فلقد حرص معدي وكاتبي التقرير على الاهتمام والتركيز منذ بداية عنوان التقرير وايضاً في اجزاء كثيرة من فقرات وسطور التقرير على ان الغارات استهدفت فقط مخازن للأسلحة، وان الضحايا المدنيين الذين سقطوا جراء الغارات الجوية كان فقط بسبب انفجارات تلك المخازن التي تم قصفها ونتيجة تطاير الصواريخ والقذائف منها نحوهم ونحو منازلهم ، لأنه اذا تم زرع تلك الفكرة في اذهان الناس فسوف يسهل على الناس في كل انحاء العالم حينها تقبل مسألة العدوان والقصف بل واستمرار القصف ايضاً حتى وان أدى الى سقوط جرحى وقتلاء من المدنيين، فالأمر يكون مستساغ نوعاً ما لدى الكثيرين طالما ان الطائرات استهدفت وتستهدف مخازن الاسلحة فقط ولم تستهدف تجمعات واحياء سكنية او اسواق بشكل مباشر ، لان القول بانها استهدفت المدنيين مباشرة او حتى القول انها استهدفت المدنيين واماكن فيها تجمعات سكانية بسبب ان منزل قيادي حوثي او غيره كان يقع في حيهم او قريتهم فان ذلك لان يكون حينها امراً مقبول او مستساغ عند كثير من الناس، لذلك كان عنوان التقرير يظهر فيه ان السطور التي في داخله ليست بريئة لأن القصف وكما يعلم الجميع استهدف اماكن مدنية ولا يوجد فيها او بالقرب منها اي اهداف عسكرية او مخازن اسلحة .

والامر الاخر الذي يؤكد عدم حيادية معدي التقرير من اسلوب الكاتبة والتحرير وهو أن معدي التقرير ظهر حرصهم في اكثر من سطر في التقرير على استخدم عبارة " ثانوي ، ثانوية ، انفجارات ثانوية " في اكثر من فقرة من الفقرات المتعلقة بالغارات الجوية وبالجرحى والقتلاء الذين سقطوا بسببها في محاولة واضحة منهم لجعل القارئ يدرك ويفهم دائماً وبشكل مستمر ومكرر بكل وضوح بأن أولئك الشهداء والجرحى الذين سقطوا لم يسقطوا بسبب مباشر نتيجة الغارات الجوية ولكنهم سقطوا نتيجة ما حرص التقرير على توضيحه في اكثر من سطر على انها "انفجارات ثانوية" ناتجة عن استهداف الطائرات لمخازن الاسلحة.

بينما في المقابل لم يقم معدي ذلك التقرير باستخدام عبارة "ثانوي" ثانوية ، انفجارات ثانوية" في اي فقرة او سطر من التي تتعلق بمضادات الطائرات والجرحى والقتلاء الذين سقطوا بسببها وكأنها لم تكن هي ايضاً مثلها مثل انفجارات مخازن الاسلحة نتائج ثانوية ..!! أم ان مضادات الطائرات في نظهرهم كانت تستهدف المدنيين بشكل مباشر لذلك لم يستخدم معدي ذلك التقرير ولو لمرة واحدة عبارة ثانوية عند ذكرهم لتسبب انفجارات بعض العيارات الراجعة للمضادات الطيران في اصابة بعض المدنيين...معا انها كانت هي ايضاً ثانوية فالمضادات كانت تستهدف الطائرات بشكل رئيسي والجرحى الذين سقطوا بسبب تصدي مضادات الطائرات للطائرات المغيرة هو كان بسبب الانفجارات الثانوية الناجمة عودة بعض عيارات مضادات الطائرات الى الارض....فلماذا حرص معدي ذلك التقرير على توضيح تلك المسألة بشكل مستمر بخصوص القصف الجوي بينما تجاهلوا توضيح ذلك الامر بخصوص مضادات الطائرات ولو حتى لمرة واحدة.

والأمر الاخر الذي يؤكد ايضاً ان التقرير كان يستخدم بروباجاندا اعلامية واضحة من خلال تقديمة لمعلومات بغرض التأثير على المتلقي من أجل جعله يصب جام غضبة نحو طرف واحد وجهه معينة ، هو ان معدي التقرير اوردو ذكر لحالات كثيرة في التقرير لأشخاص جرحوا أو استشهد بعض اقاربهم نتيجة نيران مضادات الطائرات التي سقطت على احيائهم أو منازلهم، وعندما جاء دور الحالات التي تضرر مدنين فيها نتيجة الغارات الجوية والتي ظهر تعصبهم الواضح من خلال تلك الحالات التي اوردوها حيث ظهر ذلك من خلال حرصهم على اختيار حالات اصيب اصاحبها نتيجة انفجار مخزن سلاح في جبل نقم تعرض للقصف من قبل الطائرات لكي يؤكد معدي التقرير بذلك للعالم ان الجرحى والشهداء لا يسقطون نتيجة الغارات الجوية نهائيا،ً ولكن أما بسبب الانفجارات التي تحدث في مخازن الاسلحة التي استهدفتها الطائرات او نتيجة مضادات الطائرات التي عادت بعض اعيرتها النارية نحو الارض وبذلك يجد القارئ نفسه بمجرد ان ينتهي من قرائه لذلك التقرير بأن المجرم والمتسبب بقتل المدنيين هو طرف واحد وهو صاحب مخازن الاسلحة وصاحب مضادات الطائرات. بينما من ينفذ الغارات الجوية لا يشعر تجاهه القارئ بأي حنق او غيض كونه لم يقصف سوى مخازن الاسلحة.

هل يعقل انهم لم يسمعوا بالمناطق السكنية التي استهدفها القصف الجوي في حي الجراف والحصبة وغيرها، هل يعقل انهم لم يجدوا حالات من المتضررين نتيجة القصف الجوي المباشر لمناطق سكنية لذلك لم يذكروا سوى تلك الحالات التي اصيب اصحابها فقط جراء نيران مضادات الطائرات وجراء انفجار مخازن الاسلحة، هل كانوا مثلاً نيام ولم يسمعوا مثلاً ان الطائرات قصفت بشكل مباشر حي شعبي في حي سعوان شعب الحافة في 1 مايو/ أيار / 2015م في العاصمة صنعاء مما ادى الى استشهاد (17) من المدنيين منهم ( 5) اطفال ، و( 8) نساء وعدد(4) رجال كما بلغ عدد الجرحى ( 23 ) منهم ( 5 )اطفال و( 5 ) نساء و (6) مسنين .

ولن اذكر هنا بالتفصيل اكثر من تلك الجريمة فهي تكفي لكي يعرف الجميع مدى انحياز من قاموا بأعداد وتقديم ذلك التقرير الى منظمة العفو الدولية لأن تلك الجريمة البشعة التي ارتكبها القصف الجوية هي لوحدها كافية لكي تنتفض بسببها منظمة العفو الدولية وتعد لها تقرير منفصل كجريمة حرب لأنها استهدفت مدنيين بشكل مباشر ومتعمد وليس حتى عن طريق الخطء لأنه لا يوجد اي منشئه عسكرية او اي هدف عسكري بالقرب من تلك المنطقة لكي يعتقد البعض انها ربما كانت عن طريق الخطاء.. انه كان وبكل وضوح قتل عمد للمدنيين مع سبق الاصرار والترصد.

واذا كان سبب تلك الجريمة هو استهداف مثلاً منزل قيادي حوثي او غيره فألم يمنع القانون الدولي قصف الاعيان المدنية اي الاملاك المدنية حتى وان كانت تابعة أو ملك لقيادات عسكرية طالما انها مجرد مساكن واملاك مدنية، ام ان أموال السعودية قد طمست ضمائر العالم وطمست كل القوانين الدولية ولم يعد يطبق احد تلك القوانين، فلقد تم استهداف اكثر من مدينة وقرية في شتى نحواي ومحافظات اليمن، فمثلاً تم تدمير مدن وقرى محافظة صعدة بشكل شبه كامل والمؤسف والمخجل لكل للعالم والقوانين الدولية انه وبعد ان كان يتم قصف منزل وتدمير عشرات المنازل الاخرى المجاورة لهُ يصعد والى حد هذه اللحظة المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف ويعلن صراحة انهم قصفوا "منزل" قيادي حوثي غير مباليين بكل القوانين الدولية التي تمنع قصف الاعيان والاملاك المدنية حيث نص الاتفاقيات الدولية التي تعرف بقانون الحرب في الباب الرابع: المتعلق بالسكان المدنيون في المادة 48 على الاتي:

* تعمل أطراف النزاع علي التمييز بين السكان المدنيين والمقاتلين وبين الأعيان المدنية والأهداف العسكرية، ومن ثم توجه عملياتها ضد الأهداف العسكرية دون غيرها، وذلك من أجل تأمين احترام وحماية السكان المدنيين والأعيان المدنية.

وفي الفصل الثالث: المتعلق بالأعيان المدنية في المادة 52:

1. لا تكون الأعيان المدنية محلا للهجوم أو لهجمات الردع. والأعيان المدنية هي كافة الأعيان التي ليست أهدافا عسكرية وفقا لما حددته الفقرة الثانية.

2. تقصر الهجمات علي الأهداف العسكرية فحسب. وتنحصر الأهداف العسكرية فيما يتعلق بالأعيان على تلك التي تسهم مساهمة فعالة في العمل العسكري سواء كان ذلك بطبيعتها أو بموقعها أم بغايتها أم باستخدامها، والتي يحقق تدميرها التام أو الجزئي أو الاستيلاء عليها أو تعطيلها في الظروف السائدة حينذاك ميزة عسكرية أكيدة.

فهل كانت تلك المنازل والاملاك المدنية التي تم قصفها في العديد من القرى والمدن اليمنية تسهم مساهمة فعالة في العمل العسكري بطبيعتها او بموقعها لكي يصبح استهدافها ضروري ومباح...اذهبوا الى كل قرية ومدينة في اليمن تم استهدافها بحجة انهُ يقع في وسطها منزل لقيادي حوثي او غيره وسوف ترون ان بعضها يقع في محافظات ومناطق لا توجد فيها اي معارك في الاساس.

وفي الفصل الثاني: المتعلق بالأشخاص المدنيون والسكان المدنيون في المادة 50 والتي تقول الفقرة رقم 3 فيها ان وجود افراد بين السكان المدنيين ليسوا مدنيين فأن ذلك لا يجردهم من صفتهم المدنية وبالتالي لايحق قصفهم وقصف منازلهم ومناطق تجمعاتهم السكانية :

3. لا يجرد السكان المدنيون من صفتهم المدنية وجود أفراد بينهم لا يسري عليهم تعريف المدنيين.

وفي المادة 51 من نفس الباب والتي تحدد انواع الهجمات التي تعتبر عشوائية وممنوعة تقول الفقرة (ب) في البند الخامس :

(ب) الهجوم الذي يمكن أن يتوقع منه أن يسبب خسارة في أرواح المدنيين أو إصابة بهم أو أضرارا بالأعيان المدنية، أو أن يحدث خلطا من هذه الخسائر والأضرار، يفرط في تجاوز ما ينتظر أن يسفر عنه ذلك الهجوم من ميزة عسكرية ملموسة ومباشرة.

اعتقد انه يجب على كافة القيادات السياسية و حتى العسكرية والقبلية من الذين تعرضت منازلهم واعيانهم المدنية للقصف وكذلك كل السكان الذين تضرروا بجوارهم ان يتقدموا بسرعة الى محكمة الجنايات الدولية برفع قضية منفصلة ضد السعودية حول استهدافها المباشر لمنازلهم واملاكهم المدنية كون القانون الدولي المنظم للحرب يجرم كل من يستهدف اعيان مدنية بشكل مباشر حتى وان كانت ملك لأشخاص مشاركين في النزاع طالما انها لا تستخدم باي شكل من الاشكال في التأثير على سير جبهات القتال في المعركة بل ويقع بعضها على بعد مئات الكيلو مترات من الاماكن التي تشهد المعارك وما يوكد انها كانت تستخدم فقط للعيش والسكن هو سقوط ضحايا واقارب لهم فيها من الاطفال والنساء...ويطالبوا من محكمة الجنايات الدولية طلب تقديم ادلة واضحة من السعودية تثبت بها استخدامهم لاعيانهم المدنية بشكل عسكري يؤثر في سير المعركة واسباب استهدافها لمنازلهم .

والامر الاخر هو لماذا عندما تطرق معدي التقرير الى قصف فج عطان وجبل نقم لم يعتبروا ذلك العمل مخالف للقانون الدولي فهو يدخل تحت بند القصف العشوائي الممنوع فالقنابل التي القيت على فج عطان وجبل عطان نتج عنها افراط كبير وخسارة في أرواح المدنيين ونتج عنها أضرارا كبيرة وواسعة بالأعيان المدنية.... ام معدي التقرير راؤ ان تلك الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها املاك ومنازل الموطنين المجاورة لفج عطان وجبل نقم لا تستحق ان تتسبب في اعتبار ذلك النوع من القصف هو مخالف لقوانين الحرب الدولية رغم اعترافهم في التقرير بانها كانت خسائر فادحة ...!!!

لن اطيل في سرد المواد والقوانين الدولية التي تخالفها السعودية في حربها التي تشنها حالياً على اليمن وبمباركة دولية فهي كثيرة جداً، لكن اود ان اقول لكل العالم اقرئوا كل القوانين والاتفاقات الدولية المتعلقة بقوانين الحرب الدولية وسوف تجدون ان السعودية لم تخالف بعضها فقط، بل انها لم تلتزم حتى بمادة واحدة من تلك القوانين في حربها التي تشنها على اليمن، وكل ذلك يحدث بمباركة امريكية وفرنسية ودول عدة من التي وقعت على تلك القوانين الدولية.

ان الشخص الوحيد الغير موجود في غرفة العمليات التي يخطط منها لتوجيه الضربات الجوية والصاروخية على اليمن هو ذلك الرجل المتخصص في قوانين الحرب الدولية لذلك لاتظهر السعودية اي التزام بأي مادة من مواد تلك القوانين، وبكل تأكيد لن تطلب امريكا من السعودية ان تحضر ذلك الشخص الى غرفة عمليتها الحربية في الايام القادمة لكي لا تستمر في مخالفتها للقوانين الدولية والانسانية، والسبب ان هناك عقد ثمين جداً من الذهب الخالص قدمه ال سعود لرئيس الامريكي بارك اوباما منذ زمن وهو لايزال معلق منذ فترة طويلة في عنق الرئيس اوباما لذلك لا يتحرك او ينبض قلبه بالإنسانية كما كان يفعل ذلك من قبل عندما كان يعمل في مجال حقوق الانسان، لان الجزء الاكبر من ذلك العقد الذهبي الثمين يقع فوق صدر وقلب الرئيس الامريكي باراك وهو يضغط عليه بشكل مستمر ..... لن ينبض لن ينبض الا اذا اعاد لهم العقد الذهبي.....واخشى ان تكون السعودية قد علقت أيضاً بعض العقود الذهبية على صدور بعض العاملين في منظمة العفو الدولية لذلك لم تعد قلوبهم تنبض بالحقيقة والانسانية.

واخيراً وقبل ان اختم هذه الجزيئة المتعلقة بذلك التقرير فبرغم استخدام معدي التقرير لبعض العبارات والجمل في داخل التقرير التي تلوم جميع الاطراف في محاولة واضحة منهم لأظهار التقرير على انه محايد، لكن التقرير كان من الواضح جداً عدم حيادية تماماً... كما ان التقرير ركز فقط على العاصمة صنعاء حيث تحاول السعودية عدم مهاجمة الأحياء السكنية والاسواق الشعبية بقدر الامكان بسبب كونها العاصمة، وهذا ما يجعل التقرير ناقص وغير ناقل للحالة العامة في اليمن حيث تجاهل التقرير ما ترتكبه السعودية من جرائم في المحافظات الاخرى التي يصعب على وسائل الاعلام الوصول اليها.

وبعد ذلك التقرير لم يكن بوسع كبيرة مستشاري شؤون الأزمات بمنظمة العفو الدولية، لما فقيه الا ان تقول بطريقة تشبه محاولة رجال الدين تحريف آيات الكتب السماوية ومقاصدها لتتناسب مع رغبة وسياسة الحكام والملوك الذين يغدقون عليهم بالاموال حيث قالت : "يشير العدد الكبير للإصابات الناجمة عن نيران مضادات الطائرات في صنعاء إلى نمط مقلق من الهجمات التي تنطوي على انتهاك مقتضيات القانون الدولي على صعيد حماية المدنيين أثناء النزاع".

انها تقول ان نيران مضادات الطائرات اي التي تقف في موقف "الدفاع" عن النفس وتتصدى لعدوان خارجي على اليمن وشعبة هي نمط مقلق من "الهجمات" التي تنطوي على انتهاك مقتضيات القانون الدولي...!!!! لقد اعتبرتها "هجومية" ونوع من انواع الهجوم وليس الغرض من اطلاقها هو الدفاع والتصدي لطائرات، لأنها لو قالت انها دفاعية فحينها سوف يكون من الصعب عليها ان تقول انها تنطوي على انتهاك مقتضيات القانون الدولي لانها كانت بقصد الدفاع النفس والارض والوطن لذلك جعلتها في محضر حديثها هجومية لتكون ملائمة مع عبارة على انتهاك مقتضيات القانون الدولي...وانا لا اقصد هنا الإساءة لها فربما كلامها ذلك جاء نتيجة سوء فهم ونتيجة تأثير ذلك التقرير عليها فهو لا يساوي بين الجلاد والضحية فقط كما يفعل القاضي الظالم بل تجاوز ذلك فجلد الضحية وحاول تبرئه الجلاد..!!

والامر الاخر المثير هو ان التقرير طالب من اسماهم بميليشيا الحوثي المسلحة وجناحها السياسي أنصار الله تعويض المتضررين لا سيما من خلال تغطية تكاليف العلاج وإصلاح الممتلكات المتضررة.

بينما ورغم ان التقرير ذكر ان جميع السكان المتضررين من انفجاريّ جبل نُقم وفج عطن وهم اكبر من يتم احصائهم واحصاء اعدد منازلهم و ممتلكاتهم التي تضررت بسهولة أخبروا منظمة العفو الدولية أنهم لم يتلقوا تحذيراً مسبقا من قوات التحالف بقرب وقوع هجوم وشيك على الرغم من سهولة الإعلان عن مثل هذه التحذيرات والأرجحية الواضحة أحتمال تضرر المدنيين من سكان المنطقة جراء إقامتهم على مقربة من المخازن والمستودعات تلك... الا ان التقرير لم يطالب او يوصي قوات التحالف كما فعل مع انصار الله بتغطية تكاليف العلاج وإصلاح الممتلكات المتضررة...وكل ذلك برغم اعتراف معدي التقرير في تقريرهم بأن حجم الأضرار كانت التي لحقت بالمدنيين جراء تلك الهجمات كانت فادحة وتثير شواغل بشأن مدى تناسب الضربات والأهداف المرجوة منها.. وذلك يؤكد ان ضحايا القصف كانوا كثيرين فكيف اعتبر التقرير ان 90 % من الضحايا هم جراء سقوط مقذوفات راجعة لمضادات الطيران، وهو يقول بكل وضوح ان هجمات فج عطان وجبل نقم الحقت اضرار فادحة بممتلكات المواطنين فهل تضررت ممتلكات المواطنين بشكل كبير وفادح وواسع ودون ان يسقط اي ضحايا منهم ..!!

ان ذلك التقرير يمثل انتكاسة كبيرة لمنظمة العفو الدولية ويمزق مصداقيتها امام العالم ويجب ان يحاسب معدية لأنه كان منحاز بشكل واضح ويتصادم مع نفسه ويحاول اخفاء والتغاضي عن جرائم لصالح جهة معينة ...نعم جاء تعليقي على ذلك التقرير متأخراً قليلاً بسبب انشغالي الشديد لكني بمناسبة وصول فد من منظمة العفو الدولية الى اليمن قررت ان اكتب هذا المقال لكي اوضح لهم مدى التلاعب الذي ارتكبه معدي التقرير السابق لأني اعلم ان ذلك التقرير لا يمثل في الحقيقة توجه منظمة العفو الدولية وتوجه كافة العاملين فيها لأنه يوجد شرفاء كثيرين في منظمة العفو الدولية قلوبهم نقية ومع الحقيقة والانسان.....وغدا ان شاء الله سوف اكتب مقال حول محافظة صعدة وبشاعة الجرائم التي ترتكبها السعودية بحقها وحق ابنائها منذ بداية العدوان على اليمن والى اليوم ودون ان يقول لها احد في هذا العالم حتى كلمة "اف" ولقد تجاهل التقرير السابق الجرائم التي ترتكبها السعودية بشكل متعمد ومباشر في حق ابناء محافظة صعدة تجاهلاً يجعل الانسان يصاب بالذهول كيف لا يتم التطرق في التقرير لمحافظة صعدة والسعودية تستخدم فيها قنابل عنقودية واسلحة محرمة دولياً.


حول الموقع

سام برس